صحيفة أمريكية تكشف رؤية القاهرة والرياض تجاه صفقة القرن

 صورة لايف

كشفت صحيفة "يو اس توداي" الأمريكية، اليوم الأربعاء، عن أنه مع تحرك البيت الأبيض لكشف النقاب عن "صفقة القرن" للسلام في الشرق الأوسط، أصبح من الواضح أن الحماس العربي تجاه الصفقة بشكلها الحالي بدأ يقل.

واضافت الصحيفة أن المبعوثين الأمريكيين جاريد كوشنر وجيسون جرينبلات فشلا في إقناع مصر، أو الدول العربية الرئيسية الأخرى، بأن الولايات المتحدة يمكنها أن تتوسط لحل عادل.

وقال سعد الجمال، رئيس لجنة الشؤون العربية بالبرلمان المصري، في تصريحات للصحيفة إن "معظم العالم العربي، بما في ذلك مصر والسعودية، رفضوا صفقة القرن التي اقترحتها الولايات المتحدة".

ويقول "الجمال"، وآخرون منتقدون للصفقة الناشئة، إن التخطيط التفصيلي لمنطقة التجارة الحرة، أو بناء محطات الطاقة وتحلية المياه في غزة، قبل معالجة القضايا السياسية للقدس والحدود واللاجئين، هو جانب ينصب على مخاوف العرب الأساسية.

وأضاف "إن ادعاءات ترامب بالدعم المستمر لعملية السلام خاطئة تمامًا"، وذلك في إشارة إلى تحرك الإدارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس في مايو، والجهود الأمريكية هذا الصيف لإغلاق الأونروا، وكالة الأمم المتحدة للاجئين، التي تساعد الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية والأردن.

وبرزت أزمة اللاجئين مرة أخرى في الأسبوع الماضي وسط تقارير تفيد بأن كوشنر اقترح عدم إدراج أكثر من مليوني فلسطيني مسجلين يعيشون في الأردن على أنهم "لاجئون"، وهي كلمة تنطوي على حق العودة إلى الأراضي داخل إسرائيل.

وأضافت الصحيفة أنه لأمر مخيب للآمال بالنسبة للعرب، الذين يتذكرون 2017 في العاصمة السعودية الرياض، حيث وقف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك سلمان والرئيس ترامب أمام عالم مضاء في قمة مكافحة الإرهاب.

وكان لدى الرئيس السيسي، بشكل خاص، آمال كبيرة للمشاركة في حل أزمة الشرق الأوسط مع الأمريكيين، وتأمين علاقة جيدة مع ترامب، وقال السيسي أمام ترامب في قمة البيت الأبيض في أبريل 2017: "يمكننا أن نعمل معًا من أجل إيجاد حل لمشكلة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في صفقة القرن".

وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري، عقب اجتماع مع جرينبلات في 7 أغسطس، إن "التصعيد المتواصل ضد المدنيين العزل في قطاع غزة، والتوتر الذي يسببه، له تداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار الإقليميين"، مضيفا "لا يمكن فصل الاحتياجات المعيشية الأساسية للاجئين الفلسطينيين عن أي مفهوم لحل دائم وعادل وشامل".

ومن حانبه، قال سعد الحباشنة، عضو البرلمان في مدينة الكرك بجنوب الأردن: "إن حق العودة للاجئين الفلسطينيين، ووضع القدس ومقدساتها، هذه خطوط حمراء لنا جميعا"، مضيفا أنه "من المستحيل بالنسبة للأردن أن يكون طرفًا في مثل هذا الاتفاق، لأنه سيكون الأكثر تضررًا مما يسمى الاتفاق النهائي".