الناقد والكاتب أشرف البولاقي يناقش رواية "سيد بغداد"

الناقد والكاتب أشرف
الناقد والكاتب أشرف البولاقي يناقش رواية "سيد بغداد"

بدأت منذ قليل مناقشة رواية "سيد بغداد" للروائي اللبناني محمد طعان بمؤسسة تنويرة الثقافية بمحافظة قنا والتي يناقشها كل من الناقد والكاتب أشرف البولاقي والشاعر والكاتب مصطفى جوهر وتقدمها الكاتبة سناء مصطفى والتي طرحت مقدمتها المستوحاه من أشعار نزار قباني وخاصة قصيدة "مرحبا يا عراق" ثم أعطت الكلمة للناقد والكاتب أشرف البولاقي مدير الثقافة العامة بالفرع الثقافي بقنا، ليطرح قرائته للرواية والتي جاءت تحت عنوان "محنة العراق بين السيد الأميركي والسيد الشيعي" وقال خلالها:
"كان لافتًا أيضًا أن تبدأ الرواية بمشهد الموت، حيث يكتشف "السيد" رفات ابنه في المقبرة الجماعية، وأن تنتهي بمشهد الميلاد، حيث يتذكر "السيد" ميلادَ ابنه ونَذْر زوجتِه عندما خرجت تضع شمعة على لوحٍ خشبي، وطلبت إلى الله أن يمنح الابن امتيازًا بأن يموت على أرض كربلاء المقدسة، ومجيء مشهد الميلاد في آخر سطور الرواية، حتى وإنْ كان ذكرى أو فلاش باك، يؤكد استمرار الحُلم والأمل رغم قسوة الواقع.
وللوهلة الأولى، يبدو العمل الفني المسرحي – مأساة كربلاء - داخل رواية تتحدث عن الاحتلال والقتل والفوضى والقسوة والعنف والألم، إقحامًا غير مبرر فنيًا، لولا براعة الكاتب في جعل العمل المسرحي جزءًا من بِنية العمل الروائي، فالشابان، أحمد وزوج آمنة ابن "السيد"، كانا مهتميْن بالمسرح، وأحمد نفسه كان يتحدث عن رغبته في إخراج عمل مسرحي، بل في إعادة إعمار أحد المسارح الكبرى، فكان أن عرَضت عليه آمنة تنفيذ مسرحية مأساة كربلاء التي تعتبر طقسًا من طقوس عاشوراء، ومِن ناحية أخرى كان دخول المسرحية في العمل الروائي انتصارًا للشيعة بعودة طقوسهم واحتفالاتهم التي مَنعها صدّام حسين، كما جاء اختيار "الساحة الكبرى في قاعدة الرشيد العسكرية" انتصارًا آخر للفنون على آلة الحرب والدمار، كما أن الاحتفال بمقتل الحسين يمثل استمرارَ ثورة المستضعَفين ضد الطغاة والمستعمرين معًا، بقايا النظام العراقي، ووجود الاحتلال الأمريكي.
ولعل في مقتل "أحمد" الذي كان يؤدي دورَ "الإمام الحسين" مِن الإيحاءات والدلالات ما يكفي لاستمرار حالة الاستشهاد وديمومة الحزن والألم انتظارًا للمهدي المخلّص المنتظَر".
يذكر أن رواية "سيد بغداد" تمت كتابتها باللغة الفرنسية وتم ترجمتها للعربية والإنجليزية ولغات أخرى. كما أن الروائي محمد طعان كتبت مجموعة من المؤلفات منها لاجئو بيشاور، ما باحت به سارة، الخواجة، وغيرها من الأعمال الأدبية الناجحة.