قراءة في كتاب شعرية الاغتراب في الخطاب الروائي المعاصر

قراءة في كتاب شعرية
قراءة في كتاب شعرية الاغتراب في الخطاب الروائي المعاصر

قدم الدكتور أحمد عزيز الباحث في النقد الأدبي والأدب المقارن قراءة ثقافية لكتاب شعرية الاغتراب في الخطاب الروائي المعاصر للدكتور علاء عبد المنعم الصادر مؤخرًا عن دائرة الثقافة بالشارقة، مؤكدًا أن الكتاب عبارة عن دراسة بحثية ترصد مفهوم الاغتراب واختلاف أنماطه ودلالاته بأسلوب شائق لعدد من الروايات العربية، كما أن الاغتراب بموقعه كموضوع مهم في مختلف الأجناس الإبداعية، بما يضعه كبؤرة مركزية وجمالية للنصوص الإبداعية.

أوضحت القراءة أن المؤلف أشار إلى قضية المواجهة الحضارية بين الشرق والغرب، وطرح كمثال رواية ( واحة الغروب ) لبهاء طاهر، نموذجًا للرواية المستندة إلى نسق اللقاء الحضاري، ورواية ( موسم الهجرة إلى الشمال ) للأديب السوداني الطيب صالح، كنموذج للنص الروائي المعبر عن الصدام مع الآخر الغربي، بحيث تهيمن فيها الرؤية التصادمية، بينما رواية ( قنديل أم هاشم ) ليحي حقي، فهي عمل يتصف بالتوفيق أو التواطؤ أما رواية ( عصفور من الشرق ) لتوفيق الحكيم فهي تمثل نسق التوازي المنتج عبر رؤية ذات مثقفة.

كما أشار المؤلف إلى رواية إحسان عبد القدوس ( الرصاصة لا تزال في جيبي ) باعتبارها إحدى الممارسات الإبداعية الراصدة لقدرة الذات على مواجهة اغترابها بشقيه المادي والمعنوي، الناتج عن حالة ملتبسة من حالات الفقد في أقسى مظاهر حضورها .

كما ناقش الشخصية الحجابية في رواية ( نيويورك 80 ) ليوس فإدريس كزاحدة من أهم الروايات العربية، فالرواية تنهض على مساجلة حوارية بين طرفين يلتقيان في مدية نيويوريك، كاتب مصر وفتاة أمريكية، أما نموذج الاغتراب النسائي فرصده المؤلف في رواية ( بروكلين هايتس ) لميرال الطحاوي وقال إنها تكتسب فرادتها من خلال الانعتاق من أطر المتاح والممكن والثورة على تراكم الأنساق الإبداعية.

ونوه الباحث أن المؤلف تناول فكرة الاغتراب في رواية ( خان الخليلي ) لنجيب محفوظ وعبر عنها من خلال بطله أحمد عاكف الذي مثل الذات السلبية التي تجد في اغترابها بديلا للمواجهة، وتصنع اغترابها بنفسها من خلال اسحابها من الحياة عجزًا أو قهرًا.

وختامًا مع الفصل الأخير ( السرد يقضي على غربة الشعر ) تناول التناص الشعري في رواية فارس حمدان لعلي الجارم، إذ وضّح المؤلف أن دوافع الرهان النقدي في هذا العمل تبدو قوية ومتماسكة، فهي تقدم الحدث التاريخي بلغة سردية رهيفة بالغة الرقة تستعدي بشكل دائم النص الشعري وتدمجه في بنيتها.