بعدما شوهها المشايخ بقصص وهمية.. قصواء الخلالي تنتصر لـهند بنت المهلب بالكتب والوثائق التاريخية (فيديو)

بعدما شوهها المشايخ
بعدما شوهها المشايخ بقصص وهمية.. قصواء الخلالي تنتصر لـهند ب

كشفت الإعلامية قصواء الخلالي، عن تزيف وتأويل العديد من المشايخ للقصص التاريخية، بصورة تخالف وتناقد المنطق والعقل، وتناقد سير تلك الأحداث، وهو ما يسبب حالة كبيرة من اللبث عند العامة تجاه سير الأحداث والقصص التاريخية، لافتة إلى أنه من بين تلك الأحداث التي يرددها المشايخ على العامة بصورة خاطئة ومخالفة للواقع قصة هند بنت المهلب زوجة الحجاج بن يوسف الثقفي.

وقالت الخلالي في برنامجها «المساء مع قصواء» المذاع على فضائية «Ten»، أن الكثير من كبار المشايخ زوروا تاريخ هند بنت المهلب خلال فترة زواجها من الحجاج بن يوسف الثقفي، مشيرة إلى أن من أكثر القصص التي رواها المشايخ وهى غير حقيقية قصة هند بنت المهلب حينما جلست أمام المراءة وقالت:وما هند إلا مهرة عربية سليلة أفراس تحللها بغل.. فإن أتاها مهر فلله درها وإن أتاها بغل فمن ذاك البغل، والتي سمعها الحجاج بن يوسف الثقفي لكنه لم يتحدث معها، وذهب وأرسل إليها خادمه، وقال لها الخادم: الحجاج يخبرك كنتي فبنتي، أي كنتي زوجة للحجاج فأصبحيت مطلقة، فردت عليه: كنت فما فرحت وبنت فما حزنت.

وأشارت إلى أن العديد من المشايخ صوروا هند بنت المهلب على أنها سيدة لعوب تتلاعب بعقول الرجال، وأنها جمعت الشعراء ليمدحوها أمام عبدالملك بن مروان أمير المسلمين، وهو ما فعله الشعراء حتى قرر عبدالملك بن مروان أن يتزوجها وطلب منها الزواج لكنها اشترطت عليه شرطا واحدا، وهو أن يجر الحجاج بن يوسف جمل محملها خلال ذهابها للعرس ويكون حافيا القدمين، وهو ما وافق عليه عبدالملك بن مروان، مشيرة إلى أن تلك الحكايات التي يرددها المشايخ لم تقتصر على هذا الحد، حتى روج المشايخ أنه خلال ذهابها لبيت عبدالملك بن مروان ألقت على الأرض دينار وقالت للحجاج سقط مني درهم، فقال لها الحجاج إنه دينار فقالت له: الحمد لله الذي أبدلني عن الدرهم دينار، في إشارة منها عن زواجها بعبدالملك بن مروان بدلا من الحجاج بن يوسف.


وأوضحت أن تلك القصة رواها العديد من المشايخ وانتشرت بصورة كبيرة على مواقع التواصل الإجتماعي، إلا أنه بالبحث في تلك القصة ثبت أنه غير حقيقية جملة وتفصيلا، خاصة وأن الحجاج بن يوسف لم يكن رجلا إمعة، وان هند بنت المهلب لم يكن لها لتسب زوجها وهى بنت المهلب بن صفرة، وأن الحجاج لم يكن يسمح لأحد بأن يسبه فكيف يعقل أن يسكت على سب زوجته له.

وأشارت الخلالي، إلى مجموعة من الكتب تناولت قصة هند بنت المهلب من بينها، كتاب تاريخ مدينة دمشق وذكر فضلها لمحدث الشام الحاطب بن عساكر، وفي كتاب البداية والنهاية وتاريخ الطبري وابن كثير، جميع تلك الكتب ذكرت أن هند بنت المهلب نقلت الأحاديث النبوية عن الإمام الحسن البصري، وأن المحيط الذي عاشت فيه يؤكد أنها كانت سيدة علم وباحثة في علوم الدين لكنه لم يؤخذ برأي المراة في العديد من الأحاديث، لافتة إلى أنه لا يمكن أن تكون هند بنت عتبة ناقلة للأحاديث النبوية وهى سيدة لعوب في عصرها.

وأوضحت أنه لم يرد في جميع الكتب والمصادر أن هند بنت عتبة تزوجت بعبدالملك بن مروان، أو التقت به نهائيا، أو أنها تزوجت بغير الحجاج بن يوسف الثقفي، وهو ما يفند ما يردده هؤلاء المشايخ جملة وتفصيلا، مما يفسر أن بعض المشايخ ينظرون للمرأة في التاريخ الإسلامي على أنها باغية تريد أن تتلاعب بالرجال فقط دون الرجوع إلى المصادر التاريخية.