الخبير الدولي حاتم صادق : الدبلوماسية المصرية نجحت في وضع تركيا في مواجهة الكبار

الدكتور حاتم صادق
الدكتور حاتم صادق

اكد الخبير الدولي، الدكتور حاتم صادق، الأستاذ بجامعة حلوان، ان مصر نجحت في وضع النظام التركى في موقف تصادمى ومواجهة مباشرة مع المصالح الاقتصادية لكل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في منطقة غرب البحر المتوسط.
وقال ، ان الخطط المصرية التي قادتها بدبلوماسية هادئة وواعية خلال السنوات الماضية حاصرت أطماع انقرة من خلال حزمة تكتلات دولية من شأنها التأثير سلبا على النهم التركي في البحر المتوسط، والحد من ممارساتها وتحرشها الساعي لتحقيق مكاسب جيوسياسية، ونهب ثروات الغاز في المنطقة، أملا في دور مؤثر على الخريطة السياسية والاقتصادية للمنطقة، خاصة بعد انهيار أحلام اردوغان في الانضمام الى الاتحاد الأوروبي.
واكد، ان الصراع العلني الدائر حاليا بين تركيا من جانب وكلا من فرنسا واليونان، وإيطاليا يؤكد ان الهوة التي صنعتها الخطط المصرية سوف تزداد يوما بعد يوم خاصة ان النظام التركى لم يعد يمتلك أي أوراق ذات أهمية لمواجهة تلك الضغوط، مشيرا الى ان لجوء اردوغان لتحويل "أيا صوفيا" الى مسجد يؤكد على انه افلس تمام وبات يبحث في أوراقه القديمة لاستفزاز الغرب.
وأضاف صادق، ان القاهرة زادت من التضييق على تحركات اردوغان في المنطقة، فضلا عن الضغوط الإيطالية بعد اتفاق ترسيم الحدود بين روما وأثينا، مشيرا الى ما قامت به مصر مؤخرا بالتنقيب عن الغاز في المنطقة المتاخمة للحدود الليبية، وإسناد مزايدات التنقيب عن الغاز في المياه المصرية العميقة في غرب البحر المتوسط لشركات عملاقة تابعة لهذه الدول، جاء لتطويق التحرشات التركية.
وأوضح الخبير الدولى، أن القاهرة استبقت أي محاولات تركية بعمليات التنقيب حتى تضع انقرة في موقف رد الفعل وليس الفعل، مشيرا الى ان تلك الخطوة من شأنها زيادة الضغط على نظام اردوغان الذى بات يعانى داخليا وخارجيا مع تصاعد صوت المعارضة في الداخل، وتراجع دورها خارجيا خاصة في سوريا والعراق نتيجة ردود الأفعال الدولية الغاضبة التي ترى ان أحلام اروغان ربما تؤدى الى كوارث خطيرة لا تتحملها المنطقة التي تعانى أصلا من مشاكل وازمات تاريخية يصعب تجاوزها.