إذا فشلت المُصالحة الفلسطينية.. من سيدفع "الفاتورة" ؟

إذا فشلت المُصالحة
إذا فشلت المُصالحة الفلسطينية.. من سيدفع "الفاتورة"

سيكون من المثير للاهتمام أن نرى من بين أعضاء حماس سيدفع ثمن الفشل الحتمي لعملية المصالحة الفلسطينية.
يقول مسؤول في حماس مطلّع إنه بحسب العديد من المعلقين ، فإن العديد من الثغرات التي لا يمكن سدها هي سبب فشل العملية.
وقال نفس الشخص إن صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس والذي يقود العملية نيابة عن حماس يتوقع أن يدفع ثمنا شخصيا إذا فشلت العملية، وسيظهر هذا على الأرجح في نتائج انتخابات حماس الداخلية المقبلة.
وحماس تدرك هذه المخاوف، فهناك تنافس وتنافر حقيقي بين قطب إسماعيل هنية المستضعف الذي يرغب بإبقاء حركة حماس ما أمكن ضمن المنظور الوحدوي وهو بذلك يلتقي مع فكر وأجندة المكتب السياسي للحركة المتخذ من دمشق مقر له ، حيث يعتمد هذا القطب سياسة الهروب للأمام من تعقيدات الانقلاب والاشتباك مع حركة فتح ، منتظرا الفعل الزماني بعد ضمان البعد المكاني الذي تحقق لهم بفعل الانقلاب، للخلاص من حركة فتح من خلال العصا الجماهيرية كما يأملون ، وبسبب الخوف من انكفاء حماس بالمنظور العاجل وتعرضها للمسائلة الجماهيرية والقانونية والوطنية وحتى العشائرية ، وبسبب ازدواجية العمل السياسي والتنظيمي لأعضاء حماي ، فهم حماسيون وفق المنظور والأجندة الفلسطينية ، وهم بذات الوقت أخونجيين حتى النخاع وفق الأجندة العالمية ، وهم هنا يؤخذ عليهم أنهم لم ينجحوا بنقل الدعم الإخونجي لصالح حركة حماس وللقضية الفلسطينية ، بل أخذو حركة حماس ومحاولة أخذ القرار الوطني الفلسطيني ليد جماعة الإخوان في الخارج التي يهمها تمددها ومشروعها العالمي على حساب المصلحة العليا الفلسطينية ، وقامروا بالقضية الفلسطينية نفسها لمصلحة الآخرين من الداعمين الوجودية والاستراتيجية .
لقد تمكنت حركة حماس من تلقي التأييد من بعض العرب وتحديدا من سوريا وقطر والسودان وبدرجة أقل من ليبيا ، فسوريا التي كانت قبل الثورة السورية المقر الدائم لقوى المعارضة الفلسطينية المعارضة بالكلية لمنظمة التحرير الفلسطينية وبالمطلق لحركة فتح ، والتي ضغطت عليها لاحتضان حركة حماس ، حيث وافقت الحركة ووافقت سوريا على ذلك وكل له إسبابه ، فالمعارضة تريد تصليب عودها وتقوية شوكتها أمام الرئيس الفلسطيني بغية الإطاحة بها وبمنظمة التحرير وبحركة فتح، وعندما لم يستطيعون ذلك، لجأت الحركة إلى المصالحة في خطوة قد تتسبب في فقدانها لقطاع غزة الذي كان أحد مكتسبات الانقلاب بعد الانتخابات التشريعية في 2006
لذلك ففشل المُصالحة سوف يصبح طامة كبرى للحركة وسوف يؤجج الجماهير والأعضاء ضد القياديون في الحركة، ولعل أبرزهم صالح العاروري الذي يقود المفاوضات، واسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة.