قفزت من الـ5 بإسدال الصلاة.. تفاصيل مثيرة في انتحار سيدة الطالبية والسبب صادم
«الست شيماء رمت نفسها من الدور الـ5، جثة هامدة عثرنا عليها بالطابق الأول، نافورة دماء انفجرت من رأسها فماتت في الحال، كانت ترتدي إسدال الصلاة، وزوجها (ممتاز.ر)- مدير الإشغالات بحى إمبابة، أغمى عليه وعثرنا عليه بالطابق الـ4 ملقى على الأرض، وإثر الإصابات التي لحقت به نٌقل إلى المستشفى»، هكذا لخصت «أم مازن»، شاهدة العيان، والجارة التي تقطن بالشقة المقابلة للزوجين، الواقعة التي شهدتها منطقة الطالبية بالجيزة.
دون سابق إنذار، قبيل مغرب الخميس الماضى، صرخت «ملك»، بالصف السادس الابتدائي، ابنة «شيماء» و«ممتاز»: «إلحقوني ماما رمت نفسها، وبابا حاول ينقذها ووقع على السلالم».
«أم مازن»، أول من هرولت ناحية الصراخ، تسأل: «في إيه يا ملك؟»، فأشارت الطفلة إلى أمها حيث جثتها بالطابق الأرضي.. عجز لسان الجارة عن النطق، كانت تشق الجلباب الذي ترتديه بيديها غير مصدقة، وتطلق صرخات متتالية: «يا خرابي يا شيماء مين عمل فيكي كده؟!»، صُدمت أكثر حين قالت الطفلة: «بابا كمان وقع على السلالم».
قبل الواقعة، تواصلت «أم مازن» مع جارتها «شيماء»، والأخيرة أخبرتها بـ«أنها كانت تؤدي صلاة العصر»، تستنكر الجارة ما حدث، وتتساءل: «إزاي تنتحر؟!»، وتشير إلى أن جارتها كانت «على طول بتودي عيالها كُتاب لحفظ القرآن الكريم».
هدوء المنطقة قطعته أصوات سارينات سيارات الشرطة والإسعاف، ووصول فريق التحقيقات من النيابة العامة والأدلة الجنائية، الجميع لا يعرف سبب ما حدث إلا رواية الطفلة «ملك»، التي روتها لجارتها «أم مازن»: «ماما رمت نفسها، وبابا جري عليها علشان ينقذها ووقع».
حارس العقار محل الواقعة، رفض الإفصاح عن أي تفاصيل، وذهب إلى أن «دي خلافات أسرية، وربنا أعلم بها».
روايات أخرى انتشرت حول سبب إقدام «شيماء» على إلقاء نفسها من الـ5، إحداها: أن الزوجة الثلاثينية اكتشفت تحدث زوجها «ممتاز»، الرجل الأربعيني، إلى فتاة في الهاتف المحمول، وتربطهما علاقة عاطفية، وقالت: «والله أنا هريحك وهرمي نفسي».
لم نتوصل إلى حقيقة سبب الانتحار، لاسيما وأن الزوج متحفظ عليه بأحد المستشفيات ولم يدل بأقواله بعد أمام النيابة العامة.
الجارة «أم مازن»، التي تصف نفسها بأنها «الأقرب لشيماء»، تقول إن «الأخيرة» تربطها علاقة حب قوية بزوجها، وخلافاتهما زادت خلال الآونة الأخيرة، وكان زوجها أحيانًا يغيب عن المنزل بالأسبوعين والثلاثة بحكم الشغل، كما كان يقول لها.
«على طول كانوا بيتخانقوا».. تضيف الجارة أن مشاجرات الزوجين لم تتوقف منذ عام حتى حدوث الواقعة المؤسفة.
«أم مازن»، تحكى والدموع تسبق كلامها، كأنها «شلال» لا يتوقف، أن «ملك» هي الشاهدة الوحيدة على ما حدث، فأختها الثانية «فريدة»- بالصف الثانى الابتدائى، لم تستطع التحدث لأنها من ذوى الهمم «من الصمم والبُكم»، وحين تسألها عن ما حدث تبكي وفقط، والثالثة «فطيمة» تبلغ من العمر 3 سنوات، لا تدرك ما حولها، أما أخوها «محمد»، الطالب بالصف الثانى الثانوى، كان في مدينة السادات بالمنوفية مع صديق له «كانوا رايحين في شغل!»، وغائب عن المنزل لمدة أسبوع.
السبت الماضي شيّعت جنازة «شيماء»، ودٌفنت بمقابر عائلتها بالقرب من مسجد عمرو بن العاص، وحضرها الابن «محمد» والذي بدا عليه الحزن الشديد، وحين وصل إلى منزل جدته لأمه كان يسنده أصدقاؤه: «مصدوم في اللي حصل، كان غايب عن البيت وحصلت له المصيبة دي»، يرددها الجميع في رثاء لأحواله المتدهورة منذ وقوع الحادث.
أحد أصدقاء «محمد»، قال: «لما كنت بروح له البيت كنت بشوف أبوه وأمه بيتخانقوا مع بعض، بس الخناقات كانت بتنتهي بالصلح».
صديق «محمد»، أضاف: «قبل كده عمو ممتاز اتخانق مع مراته، وجه لحد بيت أهلها وتشاجر معهم، وبعد كده نزل على قدم حماته وقبلها أمام الجميع».
سٌرادق عزاء نصبه أهل «شيماء» أمام منزل عائلتها، وبدأوا يتلقون العزاء، وسط حالة من الصدمة، فجميعهم إلى الآن لا يعرف أسباب الحادث، ورفضوا حضور بنات «شيماء» الـ3 جنازتها أو التواجد معهم في مراسم العزاء.
والدة وشقيق «شيماء» كانا يجران قدميهما جرًا حين وصلا إلى بيتهما من المقابر، لم يستطيعا التعليق على ما تعرضت له ربة المنزل الثلاثينية وأسباب إقدامها على القفز من الطابق الـ5.
الأهالى يقدمون صورة للزوج «ممتاز»، يقولون إنه شخص عصبى «على طول بيزعق»، يمكن ذلك بحكم بوظيفته: «دايمًا في الشارع، وبيطارد باعة ومتجولين في الشوارع مخالفين للقانون».