حماس..القاسم المشترك بين غزة ولبنان وتركيا

حماس..القاسم المشترك
حماس..القاسم المشترك بين غزة ولبنان وتركيا

تدهور الوضع الاقتصادي في لبنان وتركيا خلال العام الماضي بشكل كبير حيث تتحطم العملة اللبنانية والتركية بينما يتحمل المواطنون العبء الاقتصادي ويصعب على الحكومات إيجاد الحلول للمأزق الاقتصادي ولكن هناك من يستغل الانهيار الاقتصادي في لبنان وتركيا لخدمة مصالحه.

حركة حماس في قطاع غزة

سيطرت حركة حماس على قطاع غزة في شهر حزيران عام 2007 بعد اجراء انتخابات السلطة الوطنية الفلسطينية من خلال استخدام الاسلحة النارية وسجن العديد من عناصر حركة فتح الذين حاولوا التصدي لهذا الانقلاب ومنذ ذلك الحين وحتى الآن تسيطر حركة حماس على قطاع غزة دون منازع كدكتاتورية عسكرية دون اجراء انتخابات أخرى ومن خلال فرض الخوف والرعب على المواطنين الفلسطينيين الذين يؤيد بعضهم حركة حماس ويرفض بعضهم الاخر بشكل هادئ حكم حماس.


خصومة حركة حماس مع دولة إسرائيل طوال السنوات الماضية التي تتفاقم وتنفجر مرة كل عدة سنوات عبر معركة ميدانية أدت الى حصار متواصل يعيشه قطاع غزة ومستوى الفقر الذي يعاني منه سكانه. ومن تبعات تدني مستوى المعيشة في قطاع غزة والفقر الشديد ان معظم قادة حركة حماس فضلوا خلال السنوات الأخيرة عدم البقاء في قطاع غزة حيث يمكن مشاهدتهم في شقق فاخرة وفنادق فخمة في قطر وتركيا.
تسعى مصر التي لها حدود مشتركة مع قطاع غزة من الجهة الجنوبية ان تكون وسيطا بين إسرائيل وحركة حماس من جهة وان تحافظ على مصالحها الوطنية من جهة أخرى حيث تقيد هي الأخرى نشاطات حماس ولا تسمح بحرية تنقل الفلسطينيين عبر المعبر الحدودي. 
ان الوضع الحالي في قطاع غزة لا يبشر بالخير بالنسبة لسكانه ومن المتوقع أن يواجهون نفس الصعوبات والمشاكل خلال السنوات القادمة.

دخول حركة حماس الى لبنان

يكون تنظيم حزب الله الشيعي المدعوم من إيران القوة الأهم في لبنان منذ سنوات عديدة. كان حزب الله خلال التسعينات من القرن الماضي تنظيم عصابات صغير يقاتل الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان ونشأ وتنامى في السنوات الأخيرة بدعم إيراني وتحول إلى منظمة عسكرية مؤسسية تسيطر على لبنان وتتعامل معه على انه ملكها الخاص. 
كانت حماس تبحث عن ساحة جديدة للعمل فيها بالإضافة إلى قطاع غزة ورأت فرصة للانضمام إلى حزب الله وإيران في لبنان حيث بدأت في السنوات الأخيرة بتثبيت نشاطها العسكري مع حصولها على مساعدة ودعم من حزب الله.
أن الانفجار الذي حصل في مستودع ذخيرة تابع لحماس في مخيم برج الشمالي للاجئين الفلسطينيين في لبنان بتأريخ 10/12/2021 يؤكد طبيعة النشاط الذي تقوم به حماس على الأراضي اللبنانية خلال السنوات الأخيرة. أصبحت معالم التحرك لحماس كما تتمثل منذ سنوات في قطاع غزة وحاليا في لبنان واضحة من حيث استخدام السكان المدنيين لغرض الاندماج واخفاء نشاطها. 


هذا وتقوم حركة حماس بتوسيع نشاطاتها في لبنان خلال الأشهر الأخيرة وخاصة في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين مستغلة الضائقة الاقتصادية وعدم قدرة المواطنين الفلسطينيين على معارضتها بسبب ضعفهم. 
يكون الاتجاه الذي يسير به لبنان واضحا ولا يبشر بالخير.
لن يتحول لبنان سريعا الى قطاع غزة ولكن هذا هو بالتأكيد الاتجاه الذي تقود حركة حماس مواطني لبنان اليه كما تبين لهم جراء الانفجار الاخير الذي وقع في مسجد في وسط حي سكني في مدينة صور.

تركيا والعلاقة مع حماس

ولكن حماس لا تكتفي بدخول لبنان فحسب وتشهد الاشهر الاخيرة قدوم للعديد من عناصر حماس وبالاخص من قطاع غزة إلى اسطنبول حيث يقطنون على الأغلب في شقق فاخرة بالإضافة الى المساعدات التي يحصلون عليها من الحكومة التركية. حصلت اغلبية عناصر حركة حماس المقيمة في تركيا على الجنسية التركية وبالاضافة تتلقى مساعدات مالية من الجهات الحكومية التي ترى في حركة حماس شريكة مشروعة. تدفع الازمة الاقتصادية ومستوى المعيشة المنخفض في قطاع غزة بعناصر حماس الى البحث عن ساحة مريحة أكثر للعيش والعمل فيها حيث لقوها في اسطنبول وتحت رعاية الحكومة التركية.

ليس من جديد أن حماس تعمل في تركيا خلال السنوات الأخيرة برعاية الحكومة التركية إلا أنه شهد العام الأخير زيادة ملموسة في حجم نشاطات حماس هناك  وخصوصا في اسطنبول. تقوم حركة حماس بترسيخ عملها في اسطنبول مستغلة الشرعية التركية وذلك لتطوير وتنفيذ نشاطها الاقتصادي والعسكري. من المبكر القول كيف سيؤثر نشاط حماس في تركيا على المواطنين التركيين ولكن نرى ان حماس تستغل مرة اخرى فرصة للعمل في دولة تعاني ضائقة مالية كما عملت سابقا في غزة ولبنان وحاليا في تركيا.
بالاضافة الى الفروق الواضحة بين لبنان وتركيا يمكن ملاحظة تشابه في بعض المجالات التي تحاول حركة حماس استغلالها لصالحها.

مستقبل تركيا وحماس

أغلب دول الاتحاد الأوروبي لا تعتبر حركة حماس جسما مشروعا ولذلك تقيد نشاطات الحركة وتمثل هذا التوجه في الإعلان البريطاني مؤخرا عن حظر حماس وعملها في بريطانيا وبالتالي لا نلاحظ نشاط واسع لحركة حماس في أوروبا.
إن تركيا بقيادة (رجب طيب أردوغان) تبنت موقفا مخالفا من حركة حماس وتسمح لها بممارسة العمل بحرية حيث تغتنم حماس هذه الفرصة لتحقيق أغراضها.  
تشهد شبكات التواصل الاجتماعي في تركيا بشكل عام وفي اسطنبول بشكل خاص تصاعد القلق لدى المواطنين من حضور عناصر حماس المكثف في المدينة حيث يتساءل بعضهم حول احتمالية وجود مستودعات للأسلحة أو مختبرات لإنتاج وتطوير الأسلحة تحت البيوت والمساجد في اسطنبول، كما حصل مؤخرا في لبنان حيث لا يمكن الإجابة على هذا السؤال ولكننا لن نتفاجأ ان تأتينا اخبار بعد مرور عام حول انفجار داخل مسجد في اسطنبول