الريسوني رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يهاجم رجال الدين ويطالب بالتجديد: في حاجة إلى صابون!

الريسوني رئيس الاتحاد
الريسوني رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يهاجم رجال الد

في مفارقة غريبة للغاية هاجم الدكتور احمد الريسوني رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين رجال الدين مؤكدا أنهم بحاجة إلى صابون.
وكتب "الريسوني" على صفحته الشخصية على "فيسبوك":تحضرني طُـرفة سمعتها في الجزائر، وكثيرا ما أستعيرها وأستشهد بها في هذا السياق؛ وهي أن أحد العلماء الجزائريين المعاصرين، كان في وليمة، فلما أُتِــيَ بالماء والصابون لغسل يديه، وجد الصابون ملطخا وسخا، فنادى صاحبَ البيت مازحا معه: يا فلان، هذا الصابون يحتاج إلى صابون..!
العلماء هم الصابون وصناع الصابون لأمتهم. لكن كيف إذا أصبحوا بحاجة إلى صابون لأنفسهم، أي أصبحوا بحاجة إلى إصلاح حالتهم وتنظيف هيئتهم؟!
وأضاف: والجسم العلمائي – فيما أرى – يحتاج إلى ثلاثة أصناف من المداواة والإصلاح:إصلاح سلوكي أخلاقي،إصلاح علمي تجديدي،إصلاح عملي تحديثي.
وقال:أما الإصلاح السلوكي الأخلاقي،فالمراد به إصلاحُ ما يعتري بعض العلماء من انحرافات سلوكية خُلقية، لا تليق بمقامهم،ويأتي في طليعة هذا الجانب: انغماس بعضهم في أجواء الحكام الفاسدين الظلمة، ومجاراتهم لهم، وتأييدهم في ظلمهم وانحرافهم. وهذا ما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله لكعب بنِ عُجرة: (أعاذك اللهُ من إمارة السفهاء. قال: وما إمارة السفهاء؟ قال: أمراء يكونون بعدي، لا يقتدون بهديي، ولا يَستـنُّون بسنتي، فمَن صدّقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم، فأولئك ليسوا مني ولست منهم…) .
وأضاف:فهذه هي الورطة، أو الطامة، التي يقع فيها بعض العلماء المخالطين والتابعين لأمراء الجور والفساد: تصديقهم بكذبهم، وإعانتهم على ظلمهم. ثم يأخذون على ذلك أجرا وسحتا، تتخمر به عقولهم وتتورم به نفوسهم. ويزداد الأمر قبحا وإثما حين يعمد بعضهم إلى تحريف الأحكام وتطويع النصوص الشرعية، حتى توافق هوى الحاكم ومصلحته وسياسته، والانغماس في أجواء السلطة الفاسدة له من الضغط والإغراء والتأثير على النفوس ما لا يمكن مقاومته والسلامة منه لمن وقع فيه. حتى لقد اعتبره ابن القيم نوعا من أنواع السكر والعربدة، فقال: ” وكذلك سكر السلطان والرئاسة، فإن للرئاسة سكرا وعربدة لا تخفى” ،فالعالم إذا كان بإزاء حالة كهذه، أو أي حالة أخرى فاسدة جارفة، لا يسعه إلا أحد أمرين: إما التعامل معها بشكل محدود وحذر، بحيث ينفع ولا يضر ولا يتضرر، وإما الابتعاد عنها تماما. وأرض الله واسعة. أما مداومة الانغماس والارتباط والتبعية، فلا بد أن تجعل العالم نفسَه فاسدا مفسدا.
وتحدث الريسوني كذلك عن الإصلاح العلمي التجديدي شارحا له بقوله: فالدعوة إليه تنبعث وتنطلق من الواقع الذي نعيشه ونعاني منه؛ وهو أن كثيرا من علمائنا ما زالوا يعيشون درجات متفاوتة من الجمود والقصور والاجترار، ومن عدم القدرة على استيعاب التطورات والتغيرات والتحديات التي أنتجها ورمانا بها العصرُ الحديث، على كافة الأصعدة. وهي كلها تطورات ومستجدات تتطلب من علمائنا تجديدا عميقا في ذواتهم ومناهجهم، ومواجهة مكافئة للتحديات المحيطة بهم، واجتهادا واسعا في قضايا عصرهم ومحيطهم، وعدم الاقتصار على ما أنتجه السابقون..
وأضاف متحدثا عن الإصلاح العَمَلي التحديثي: فأقصد به ما يتعلق بوسائل العمل وأساليبه وأدواته،وأقصد أن ولوج علمائنا لاستعمال الأساليب والوسائل الحديثة ما زال ضعيفا، ويسيرُ سيرا بطيئا، وهو ما يجعل عطاءاتهم ومشاركاتهم وإنتاجاتهم ضعيفة، ومحدودةَ الأثر، مقارنة مع غيرهم ومَن هم دونهم من مختلف الفئات الفاعلة في المجتمعات المعاصرة،وبصفة خاصة، نجد ذوي الأنشطة والمنتجات المفسدة والمضللة والساقطة والتافهة، يصولون ويجولون، ويغزون الميادين والأسواق، ويتحكمون في العقول والأذواق، بينما علماء الإسلام ودعاته أصواتهم خافتة مبحوحة، وهي تبقى في مساحات ضيقة محبوسة.
وفي النهاية دعا الريسوني إلى تنظيم دورات وحلقات نقاشية للعلماء، مخصصة لتحسيسهم وتوعيتهم بأهمية هذه القضية وأبعادها وجوانبها التنظيمية والتواصلية والتكنولوجية، وتدريبهم وترقيتهم في مهاراتها الضرورية.