< داخل النعش..ما سر المسبحة والخاتم في يد البابا فرنسيس ؟
 صورة لايف
رئيس التحرير

داخل النعش..ما سر المسبحة والخاتم في يد البابا فرنسيس ؟

داخل النعش..ما سر
داخل النعش..ما سر المسبحة والخاتم في يد البابا فرنسيس ؟

تفاعل مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، مع الصور الأولى، التي نشرها الفاتيكان لجثمان البابا فرنسيس بكنيسة القديسة مارتا قبل نقله إلى كاتدرائية القديس بطرس لإلقاء نظرة الوداع عليه.

وظهر البابا فرنسيس الذي توفّي الاثنين، عن 88 عاما إثر جلطة دماغية، مرتديا رداءً أحمر وعلى رأسه تاج أسقفي أبيض وبين يديه مسبحة، محاطا بعنصرين من الحرس السويسري في كنيسة بيت القدّيسة مارتا، حيث كان يقيم.

وسلط نشطاء مواقع التواصل الضوء على مسبحة البابا فرنسيس، والخاتم الذي كان يرتديه في يديه اليمنى.

صلاة المسبحة الوردية

وكان الفاتيكان استضاف مساء أمس الإثنين، صلاة المسبحة الوردية في ساحة القديس بطرس، عقب وفاة البابا فرنسيس، وفقًا لـ «catholicnewsagency».

وتجمع آلاف الكاثوليك معًا للصلاة من أجل الأب الأقدس، الذي توفي عن عمر يناهز 88 عامًا نتيجة مضاعفات أزمة صحية تعرض لها في وقت سابق من الربيع.

صلاة المسبحة من أجل صحة البابا

وفي 10 مارس الماضي، أقيمت صلاة المسبحة المسائية من أجل صحة البابا فرنسيس داخل قاعة بولس السادس، لتتزامن مع الرياضات الروحية للكوريا الرومانية، وفقًا لـ«vaticannews».

وابتدءً من هذا التاريخ كان بإمكان مؤمني روما والحجاج الزائرين للمدينة الخالدة، الذين يرغبون في الصلاة من أجل البابا فرنسيس، التجمع في ساحة القديس بطرس للمشاركة عبر البث المرئي مع مسؤولي الكوريا الرومانية داخل قاعة بولس السادس.

في ذلك الوقت، أعلن المكتب الصحفي للكرسي الرسولي، أن صلاة المسبحة الليلية ستُقام حوالي الساعة السادسة مساءً، عقب انتهاء صلاة الغروب والتأمل الروحي المقرر عند الساعة الخامسة مساءً، ضمن إطار الرياضات الروحية السنوية التي تُعقد من 10 إلى 14 مارس.

وجاء في البيان: «وفقًا للتقليد، يُمثل هذا الوقت من التأمل والصلاة لحظة صمت وتمييز لمعاوني الأب الأقدس، الذين سيجتمعون بروح التأمل والإصغاء إلى كلمة الله، مستمرين في الصلاة من أجل صحته».

وأضاف البيان أنه «عند ختام الرياضات الروحية، يوم الجمعة 14 مارس، ستُستأنف الصلاة الجماعية بصيغة متجددة، وستظل علامة على الإيمان والشركة الكنسية»

ونُقلت صلاة المسبحة مباشرة في ساحة القديس بطرس وعلى قنوات أخبار الفاتيكان، مما أتاح للجميع الانضمام للصلاة من أجل صحة البابا.

مسبحات البابا فرنسيس

وكان البابا فرنسيس خلال حياته يدعوة للصلاة إلى العذراء مريم من خلال المسبحة الوردية. قائلًا: «انموا في التعبّد لمريم، من خلال تلاوة المسبحة الوردية يوميًا، حتى تتمكنوا، بصفتكم أبناءً لله، من استقبال سرّ المسيح في حياتكم، وتكونوا عطية محبة للجميع»، وفقًا لـ «mondocattolico».

وكان «mondocattolico»، عرض عبر موقعه الرسمي مجموعة مسبحة البابا فرنسيس بأشكال مختلفة ومتنوعة والتي تتراوح أسعارها من 25 يورو إلى 140 يورو.

خاتم البابا فرنسيس

ويُعد خاتم الصياد «Fisherman’s Ring» من أكثر الرموز البابوية تميزًا، وتعود أصوله إلى القرن الثالث عشر على الأقل. سُمّي نسبةً إلى القديس بطرس، الذي كان صيادًا، ويُعتبر أول بابا بحسب التقليد الكاثوليكي.

ارتداه البابا فرنسيس في المناسبات الاحتفالية طوال فترة حبريته التي استمرت 12 عامًا. وقد قبّله عدد لا يُحصى من المؤمنين المتفانين، بل وأثار جدلًا في وقتٍ ما حول مسألة النظافة، وفقًا لـ«Cnn».

والآن، ووفقًا للتقاليد، سيتم تدمير خاتم البابا الراحل – أو على الأقل تشويهه – داخل جدران الفاتيكان بعد وفاته عن عمر يناهز 88 عامًا، يوم اثنين الفصح.

هذا الطقس له جذور عملية. فقد كان خاتم الصياد، إلى جانب قلادة تُعرف باسم «البولا» (bulla)، يُستخدمان تقليديًا كأختام رسمية للرسائل والمستندات البابوية المعروفة باسم «الرسائل البابوية القصيرة» (papal briefs).

وكان يُصنع خاتم جديد لكل بابا جديد، وعند وفاته، كان يتم تحطيم الخاتم والقلادة بمطرقة لمنع أي تزوير للوثائق بعد وفاته. وقد استمر هذا التقليد من عام 1521 حتى عام 2013.

وبحسب التقليد، فإن «الكاميرلينجو» (Camerlengo) – وهو الكاردينال الرفيع المكلّف بالإشراف على المرحلة الانتقالية بعد وفاة البابا – يتولى تدمير الخاتم و«البولا» بحضور مجمع الكرادلة، بعد إعلان وفاة البابا.

واستمر هذا الطقس حتى بعد توقف استخدام هذه الأدوات كأختام فعلية، إذ تم استبدالها بختم في منتصف القرن التاسع عشر.

ولكن عندما قدّم البابا بنديكتوس السادس عشر استقالته في سابقة هي الأولى منذ ستة قرون، تم إرساء تقليد جديد: نُقشت علامة صليب عميقة على سطح الخاتم باستخدام إزميل بدلًا من تحطيمه بالكامل.

ومن المتوقع أن يتبع الكاردينال الأيرلندي كيفن جوزيف فاريل، «الكاميرلينجو» الحالي الذي عيّنه البابا فرنسيس عام 2023، هذا التقليد ويقوم بتشويه الخاتم قبل بدء مجمع الكرادلة، أي العملية التي يتم فيها انتخاب البابا الجديد.

التقبيل أم لا؟

رغم رمزيته العميقة وارتباطه بسلطة البابا، فإن استخدام خاتم الخاتم البابوي يختلف من بابا لآخر.

في هذا الجانب، تفرّد البابا فرنسيس عن بعض أسلافه القريبين؛ إذ إن بعض الباباوات، مثل بنديكتوس السادس عشر، كانوا يرتدون الخاتم يوميًا، في حين فضّل البابا يوحنا بولس الثاني ارتداء خاتم بديل أو صليب على شكل خاتم كنوع من التقليد الرمزي.

أما البابا فرنسيس، فكان في موقع وسطي؛ إذ كان يرتدي خاتم الصياد في المناسبات الرسمية، لكنه يستخدم خاتمًا بسيطًا من الفضة في حياته اليومية، وهو نفس الخاتم الذي كان يرتديه عندما كان كاردينالًا.

وقد أثار موضوع تقبيل الخاتم الجدل أيضًا؛ ففي أوائل عام 2019، تم تصوير البابا وهو يسحب يده مرارًا أثناء محاولة البعض تقبيل الخاتم، وقد أوضح الفاتيكان لاحقًا أن هدف البابا كان تقليل احتمالات انتشار العدوى.

خاتم مُعاد التدوير

اختلفت خواتم الصياد عبر القرون. فرغم أن معظمها تضم صورة للقديس بطرس ومفاتيح الكرسي الرسولي – في إشارة إلى منحه مفاتيح السماء – إلا أن تصميمها بقي مرنًا ويعكس غالبًا روح العصر أو شخصية البابا.

وفي حين جرت العادة على أن يُصنع خاتم جديد يدويًا لكل بابا على يد صائغ مختص، فإن البابا فرنسيس خرج عن هذا التقليد.

وبحسب لامب، مراسل «Cnn» في الفاتيكان، فإن البابا الراحل اختار خاتمًا مُعاد التدوير يتماشى مع نهجه المتواضع؛ فقد استخدم خاتمًا كان يملكه سابقًا السكرتير الشخصي للبابا بولس السادس.

هذا الخاتم، المعروف في الفاتيكان باسم «الخاتم الموجود بحوزته» (in-possession ring)، كان مملوكًا لرئيس الأساقفة باسكواله ماكّي، الذي توفي عام 2006. وقد صُنع من الفضة المطلية بالذهب، وليس من الذهب الخالص.