بعد اغتـ يال محمد السنوار.. انهيار قيادة المقاومة يفتح باب النضال الشعبي نحو مستقبل أفضل

في تطور خطير على الساحة الفلسطينية، أعلنت مصادر إسرائيلية وفصائل فلسطينية متطابقة، عن اغتيال محمد السنوار، الشقيق الأصغر ليحيى السنوار، الزعيم البارز في حركة حماس، وذلك في غارة جوية استهدفت موقعًا في قطاع غزة فجر يوم الخميس. وتُعد هذه العملية أحدث حلقة في سلسلة استهدافات ممنهجة استهدفت معظم القيادات العسكرية والسياسية البارزة في الحركة، مما أدى إلى ما وصفه مراقبون بـ"تفكيك شبه كامل للقيادة المركزية".
تفاصيل العملية
بحسب بيان صادر عن الجيش الإسرائيلي، فقد تم تنفيذ الغارة الجوية بناء على معلومات استخباراتية دقيقة، وتعتبر هذه الضربة "حاسمة" في إطار الحرب المستمرة ضد البنية التحتية لحركة حماس. فيما أكدت مصادر طبية فلسطينية أن الغارة أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص، بينهم محمد السنوار، الذي يُعد أحد أبرز العقول العسكرية داخل جناح كتائب القسام.
غياب القيادة.. مفترق طرق
مع تصاعد حدة القصف وتكثف العمليات العسكرية، تؤكد تقارير ميدانية أن ما تبقى من قيادات الصف الأول داخل حركة حماس إما قُتلوا أو باتوا خارج دائرة الفعل المباشر، ما يفتح الباب أمام مرحلة غير مسبوقة من الفراغ القيادي. هذا الغياب قد يمثل لحظة فارقة في تاريخ النضال الفلسطيني، بين من يرى أن المقاومة فقدت أدواتها، ومن يعتقد أن الشعب بات أمام فرصة نادرة لإعادة تشكيل نضاله، بعيدًا عن وصاية السلاح والانقسامات.
صوت الشارع الفلسطيني: الحاجة إلى أمل جديد
في شوارع غزة المحاصرة، وعلى أنقاض البيوت المهدمة، تتصاعد أصوات الشباب والنساء مطالبين بمستقبل أفضل. يقول الناشط الاجتماعي أحمد النجار (27 عامًا): "كفانا دمارًا.. المقاومة يجب أن تُعيد تعريف نفسها، لا نريد أن نُترك رهائن لمعادلات السلاح والسياسة".
وترى منظمات مجتمع مدني أن غياب القيادة العسكرية التقليدية قد يسمح بتمكين الطاقات المدنية، وتشكيل قيادات شعبية تناضل سلميًا من أجل إنهاء الاحتلال، وفرض واقع جديد على الأرض، تُرسم فيه ملامح الدولة الفلسطينية المنشودة.
فرصة أم فوضى؟
يرى مراقبون أن المرحلة المقبلة تتوقف على مدى قدرة المجتمع الفلسطيني على تنظيم صفوفه داخليًا، والابتعاد عن الصراعات الفصائلية. كما أن الدعم الدولي سيلعب دورًا محوريًا في دفع هذا التحول نحو المسار السياسي والحقوقي بدلًا من الخيار العسكري.
ورغم أن الطريق لا يزال محفوفًا بالمخاطر، فإن الكثيرين في فلسطين اليوم يؤمنون بأن "غياب القيادة المسلحة" قد يكون بداية ولادة قيادة شعبية، تُعبّر عن الحلم الفلسطيني الأصيل: وطن حر، ومستقبل أفضل، وعدالة لا تتجزأ.