< معاناة غزة تتفاقم وجمود المفاوضات يطغى بعد تولي عز الدين حداد القيادة
 صورة لايف
رئيس التحرير

معاناة غزة تتفاقم وجمود المفاوضات يطغى بعد تولي عز الدين حداد القيادة

معاناة غزة تتفاقم
معاناة غزة تتفاقم وجمود المفاوضات يطغى بعد تولي عز الدين حدا

تشهد المفاوضات المتعلّقة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة حالة من الجمود التام منذ أوائل يونيو 2025، بفعل تصاعد عمليات الاغتيال التي طالت كبار قادة الفصائل الفلسطينية، وما رافق ذلك من تصعيد عسكري إسرائيلي حدّ من أي فرصة للتقدّم في المسارات الدبلوماسية. وفي الوقت ذاته، يستمر معاناة المدنيين في ظل نقص حاد في المواد الغذائية والطبية، وسط اتهامات متبادلة للقادة الفلسطينيين بـ«التخاذل» وعدم بسط سيطرتهم على الأرض لحقن الدماء وإنهاء حالة التدهور المتسارعة.

اغتيالات قيادية وضربة للبنية التفاوضية

أعلنت إسرائيل في 8 يونيو 2025 العثور على جثّة قائد كتائب القسّام محمد سنوار، إلى جانب قياديين آخرين، في نفق تحت مستشفى أوروبي بخان يونس، عقب ضربات جوية وعملية استخباراتية مكثّفة استهدفت «مراكز قيادة وتحكّم» لحركة حماس. 

وأسفرت العملية أيضًا عن مقتل محمد شبانة، المسؤول عن شبكة الأنفاق العسكرية في جنوب القطاع، وهو ما ضرب البنية القيادية التي يتطلّع إليها الوسطاء لتحقيق أي تهدئة تصلح أن تكون قاعدة للتفاوض.

تعثّر المفاوضات وسط استجابة متردّدة

استأنف الجانبان، إسرائيل وحماس، محادثات وقف إطلاق النار في منتصف مايو 2025 بدعم قطري ومصري، إلا أنها سرعان ما علّقت دون تسجيل أي اختراق، على الرغم من الضغوط الدولية لتكثيف جهود الوساطة. 

من جهتها، أجمعت فصائل فلسطينية على أن اقتراح الهدنة الذي نقله المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف اختلف جوهريًا عمّا كان متفقًا عليه قبل أسبوع، وفق ما صرّح به القيادي البارز بسام نعيم، مما فاقم من شعور الانسداد السياسي.

 دور عز الدين حداد وتراجع فعاليته

بحسب المعلومات المتوافرة، تمّ تعيين عز الدين حداد قائدًا جديدًا لكتائب القسّام، ومن المفترض أن يقود جهود تنسيق وقف النار والتفاوض نيابة عن الحركة، نظرًا لعلاقاته مع الوسطاء الإقليميين والدوليين. غير أن استشهاد مجموعة من كبار القادة في غارات متتالية أجّلت انخراطه الرسمي في العملية التفاوضية، وشلّت قدرته على التواصل المباشر مع الأطراف المعنية في القاهرة والدوحة، وفق مصادر فلسطينية مطّلعة.

معاناة المدنيين بين الحصار والدمار

منذ نحو ثلاثة أشهر، توقفت تقريبًا قوافل المساعدات الإنسانية في ظل معبرين حدوديين يعملان بنصف طاقتهما فقط، مما أدّى إلى ارتفاع «مستويات الجوع الفظيعة» بين السكان، لا سيما الأطفال والنساء، وفق تقرير حديث لليونيسف. وأفاد جيمس إلدر، المتحدث باسم المنظمة، بأن «المدنيين يعيشون في وضع يشبه البقاء وسط الأنقاض، ويمضون أيامهم بحثًا عن لقمة خبز أو ملجأ آمن».

 الموقف الدولي وآفاق المستقبل

دعت الأمم المتحدة والولايات المتحدة إلى «وقف فوري لإطلاق النار»، وحذّرتا من مخاطر تفاقم الأزمة الإنسانية وتحويلها إلى مجاعة حقيقية، لكن دون أن تُترجم هذه الدعوات عمليًا إلى اتفاق لوقف العنف. وفي مجلس الأمن، ظلّت المواقف منقسمة بين الداعمين لمزيد من الضغط العسكري لإضعاف حماس، وبين المطالبين بتقديم تنازلات سياسية لضمان حماية المدنيين وإعادة الإعمار.

في ظل هذه المعطيات، يبدو أن مفاوضات وقف إطلاق النار دخلت طريقًا مسدودًا، مع بقاء ميليشيات القسام بلا قيادة تفاوضية فعّالة، ومعاناة أهالي غزة التي لا تُحتمل، ما لم يتمّ تفعيل دور وساطات جديدة تضع نصب أعينها حماية المدنيين والتوصل إلى صيغة لوقف دائم للقتال يضمن إنهاء الحصار وإدخال المساعدات الحيوية.