20 مليون برميل مهددون يوميًا.. ما تأثير إغلاق مضيق هرمز على الاقتصاد العالمي؟

وسط التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، عاد اسم مضيق هرمز إلى الواجهة، بعد تلويح مسؤولين إيرانيين بإمكانية إغلاقه ردًا على الضربات الجوية الأمريكية والإسرائيلية التي طالت منشآت نووية إيرانية.
هذا المضيق، الذي يبلغ عرضه 21 ميلًا فقط عند أضيَق نقاطه، يُعد الممر البحري الوحيد لتصدير النفط من الخليج إلى العالم. وتمر عبره يوميًا نحو 20 مليون برميل نفط، ما يعادل خُمس إنتاج العالم اليومي، بحسب إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
التأثيرات الإقتصادية في حالة إغلاق مضيق هرمز على الاقتصاد العالمي؟
أسعار النفط تقفز 10٪ خوفًا من الرد الإيراني
رغم عدم حدوث تعطّل فعلي في تدفقات النفط حتى الآن، إلا أن القلق من رد إيراني محتمل تسبب في اضطراب الأسواق العالمية. فقد ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 10٪، وتجاوز السعر لفترة وجيزة 80 دولارًا للبرميل، لأول مرة منذ يناير، قبل أن يستقر عند 78.2 دولار. كما ارتفع خام غرب تكساس إلى 75.06 دولارًا.
الأسواق تترقب الرد الإيراني
يقول روب ثاميل، مدير المحافظ الاستثمارية في شركة «تورتويز كابيتال»: «إذا أقدمت إيران على إغلاق المضيق أو تعطيله جزئيًا، فقد ترتفع أسعار النفط إلى 100 دولار للبرميل، ما سيشكل ضربة قاسية لاقتصادات العالم». ويُعد استمرار حركة الملاحة في المضيق «ضروريًا للغاية لصحة الاقتصاد العالمي»، بحسب تصريحات خبراء الطاقةلـ CNN.
النفوذ الجغرافي يمنح طهران ورقة ضغط
يمنح موقع إيران على المضيق نفوذًا استراتيجيًا كبيرًا، إذ تمر الممرات الملاحية الضيقة المخصصة لناقلات النفط العملاقة عبر المياه الإقليمية الإيرانية والعُمانية، ويصل عرضها الصالح للملاحة إلى 2 ميل فقط في كل اتجاه.
هذا الوضع الحرج يجعل أي تعطيل ولو كان مؤقتًا كافيًا لإرباك السوق وإشعال الأسعار عالميًا، وفقًا لتحليل الخبراء بتقرير بلومبرج.
آسيا تدفع الثمن الأكبر
تعتمد الاقتصادات الآسيوية بشكل كبير على النفط والغاز المار عبر المضيق. وتشير بيانات إدارة معلومات الطاقة إلى أن:
84٪ من النفط الخام
و83٪ من الغاز الطبيعي المُسال
الذي عَبَر مضيق هرمز العام الماضي، ذهب إلى آسيا.
واستوردت الصين وحدها 5.4 مليون برميل يوميًا في الربع الأول من 2025، تليها الهند (2.1 مليون برميل) وكوريا الجنوبية (1.7 مليون برميل). بينما كانت واردات أوروبا والولايات المتحدة أقل بكثير.
طهران تلوّح… والقلق يتصاعد
في تصريحات شديدة اللهجة، حذر حسين شريعتمداري، رئيس تحرير صحيفة "كيهان" المقربة من خامنئي، قائلًا:
«بعد الهجوم على فوردو… جاء دورنا الآن».
وأكد محمد علي شعباني، الخبير في الشؤون الإيرانية، أن لإيران القدرة على إحداث صدمة في أسواق النفط ورفع التضخم عالميًا، وهو ما قد يؤدي لانهيار أهداف الإدارة الأميركية اقتصاديًا.
الهند تطمئن... وأمريكا تراقب
من جهته، سعى وزير البترول الهندي إلى تهدئة الأسواق، مؤكدًا أن بلاده «نوعت مصادرها النفطية» في السنوات الأخيرة، لكن مراقبين يرون أن البدائل الآمنة تبقى محدودة، في حال أُغلق المضيق فعليًا.