< غفوة النهار الطويلة قد تؤدي إلى الوفاة.. إليك التوقيت والمدة المثاليين للقيلولة
 صورة لايف
رئيس التحرير

غفوة النهار الطويلة قد تؤدي إلى الوفاة.. إليك التوقيت والمدة المثاليين للقيلولة

غفوة النهار الطويلة
غفوة النهار الطويلة قد تؤدي إلى الوفاة.. إليك التوقيت والمدة

قد تبدو القيلولة بعد الظهر جذابة للأشخاص في منتصف العمر وكبار السن، لإعادة ضبط حدة الأذهان بعد يوم شاق ملئ بضغوطات الحياة، ولكن هذه القيلولة قد تكون ذات تكلفة عالية. 

وأثبتت دراسة أجرتها كلية الطب بجامعة هارفارد ومستشفى ماساتشوستس العام على أكثر من 86،000 بالغ (متوسط أعمارهم 63 عامًا) باستخدام أجهزة يمكن ارتداؤها ومتابعتهم لمدة 11 عامًا، أن بعض أنماط القيلولة قد تكون جرس إنذار صامت لمشاكل صحية، وفقاَ لموقع «TIMES ENTERTAINMENT».

ووجد الباحثون أن بعض أنماط القيلولة على وجه التحديد، النوم لفترات أطول أو غير المنتظم أو النوم في منتصف النهار كانت مرتبطة بشكل كبير بارتفاع معدل الوفيات لجميع الأسباب، حتى بعد التحكم في مؤشر كتلة الجسم والكحول والتدخين والنوم ليلًا.

وخلافًا للأبحاث السابقة التي اعتمدت على التقارير الذاتية، استفادت هذه الدراسة من التتبع الموضوعي عبر أجهزة يمكن ارتداؤها لمدة سبعة أيام، ما يوفر نظرة جديدة على عادات القيلولة في النهار والنتائج طويلة الأجل.

القيلولة متجذرة دائما بعمق في الثقافات، إذ يوجد قيلولة البحر الأبيض المتوسط، وقيلولة اليوم القطبي، وحتى كبسولات القيلولة في وادي السيليكون.

وهناك سياقات تعزز فيها القيلولة بشكل واضح اليقظة والإنتاجية، لذلك فكر في الطيارين في الرحلات الجوية الطويلة، أو مقدمي الرعاية الذين يحصلون على قسط من الراحة.

ومع ذلك، يمكن أن تتنبأ عاداتك في الاستراحة في منتصف اليوم أيضًا بمدى سرعة استلقائك “لإراحة عينيك” – وعدم الاستيقاظ مرة أخرى.

وركزت الأبحاث السابقة على الصلة بين النوم الليلي والوفيات، لكنها أغفلت القيلولة، التي تعد جزءًا مهمًا من دورة النوم والاستيقاظ، وتحمل آثارها الصحية الخاصة، وفقًا للدكتورة تشينلو جاو، الباحثة الرئيسية في الدراسة.

وقالت «جاو» لموقع ميد سكيب الطبي: «تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن بعض أنماط القيلولة يمكن أن تكون بمثابة مؤشرات مبكرة على تدهور الصحة”.

وأضافت: «قد تعكس القيلولة الأطول أو الأكثر انتظامًا ضعف النوم الليلي أو اضطراب إيقاع الساعة البيولوجية أو الحالات الصحية الكامنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية أو اضطرابات التمثيل الغذائي أو الاكتئاب أو التغيرات العصبية التنكسية المبكرة».

كما أظهرت الدارسة أن الأشخاص الذين حصلوا على قيلولة أطول من 30 دقيقة بانتظام أدى إلى ارتفاعًا ملحوظًا في خطر الوفاة، وذلك بسبب مشاكل التمثيل الغذائي مثل السمنة وارتفاع ضغط الدم،

وظهرت أنماط مماثلة في دراسات سابقة مثل التحليل التلوي الذي شمل أكثر من 300،000 مشارك، بأن القيلولة الطويلة قد ترتبط بارتفاع خطر الوفاة وأمراض القلب بنسبة 19-30%.

وكذلك ترتبط أيضًا بجداول القيلولة غير المنتظمة، فعندما يختلف طول القيلولة بشكل كبير من يوم لآخر قد يزداد معدل الوفيات، لأن عدم الانتظام قد يؤدي إلى تعطيل إيقاعات الساعة البيولوجية وإخفاء المشاكل الصحية، فبالتالي يتفاقم نتائج الأيض والقلب والأوعية الدموية.

ومن المثير للدهشة أن أولئك الذين غلب عليهم الغفوة بين وقت متأخر من الصباح ومنتصف الظهيرة كانوا أكثر عرضة لخطر الوفاة، حتى بعد تعديل نمط الحياة والعوامل الصحية.

كما أوضحت «جاو» أن أنماط القيلولة “الخطيرة” هذه قد تشير إلى اضطرابات النوم الكامنة، مثل قلة النوم الليلي أو عدم انتظام الساعة البيولوجية، أو أمراض مثل اضطرابات القلب والأوعية الدموية أو اضطرابات التمثيل الغذائي.

وهذا ليس تخمينًا. إذ وجدت رسالة هارفارد للقلب لعام 2022 والتي شملت 360،000 بالغ أن القيلولة المتكررة مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم بنسبة 12% وارتفاع خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 24%.

وبالمثل، تم ربط القيلولة الطويلة غير المنتظمة بحالات مثل ارتفاع محيط الخصر وارتفاع ضغط الدم ومقاومة الأنسولين والالتهابات والعلامات المبكرة لتدهور التنكس العصبي.

في حين أن القيلولة الأقصر من 30-45 دقيقة تبدو حميدة أو حتى مفيدة، إلا أن القيلولة الطويلة وغير المنتظمة تثير علامات الخطر، وهذا يتماشى مع فكرة أن الاتساق مهم، وهي نقطة تدعمها الأبحاث الناشئة التي تُظهر أن انتظام النوم (بخلاف المدة فقط) قد يتنبأ بقوة بطول العمر.

وبشكل حاسم، هذه روابط قائمة على الملاحظة، وليست دليلًا على السببية، فمن المرجح أن القيلولة الطويلة أو غير المنتظمة تشير إلى وجود مشاكل صحية بدلًا من أن تسببها، علاوة على ذلك، فإن جودة النوم الليلي والحالات المرضية غير المشخصة (مثل انقطاع النفس أثناء النوم أو عوامل الخطر القلبية الوعائية) وقيود التتبع (على سبيل المثال، التصنيف الخاطئ للخمول على أنه قيلولة) كلها عوامل تخفف من التفسيرات ويمكن أن تكمن وراء هذه الاتجاهات.

ومع ذلك، فإن الحجم الهائل والمراقبة الموضوعية والاتساق مع النتائج السابقة تضفي مصداقية: قد تعمل أنماط القيلولة كمؤشرات حيوية مبكرة لتدهور الصحة.

لذلك لا ينصح الخبراء بالتخلي عن القيلولة تمامًا، بل يوصون بدلًا من ذلك بما يلي: القيلولة بذكاء.
– اجعل القيلولة قصيرة: 15-30 دقيقة هي المدة المثالية (“قيلولة الطاقة”)، طويلة بما يكفي للانتعاش ولكن قصيرة بما يكفي لتجنب القصور العميق في النوم.

– حافظ على الثبات: يحافظ الوقت نفسه كل يوم على إيقاع الساعة البيولوجية.
– القيلولة في وقت مبكر: قبل حوالي الساعة 3 عصرًا يساعد على تجنب تداخل النوم ليلًا.
– تحقق من وجود مشاكل كامنة: يستدعي الغفوة المتكررة أو الطويلة أثناء النهار – خاصةً مع الإرهاق الليلي – مراجعة طبية لاحتمال وجود اضطرابات نوم أو مرض مزمن.
في الواقع، تلمح مجموعة متزايدة من أبحاث النوم إلى أن أنماط القيلولة قد تكون بمثابة مؤشر حيوي مبكر لتدهور الصحة، بخلاف الراحة فقط، فليست كل القيلولة متساوية. إن مجموعة أدوات القيلولة الحديثة آخذة في التطور. لذا، نعم للاستراحات القصيرة والاستراتيجية. احذر الغفوات الطويلة غير المنتظمة.