< نفس الشيطان.. دواء شائع لدوار الحركة والغثيان يُستخدم في تحويل الأشخاص لـ زومبي
 صورة لايف
رئيس التحرير

نفس الشيطان.. دواء شائع لدوار الحركة والغثيان يُستخدم في تحويل الأشخاص لـ زومبي

نفس الشيطان.. دواء
نفس الشيطان.. دواء شائع لدوار الحركة والغثيان يُستخدم في تحو

على الرغم من فوائده الهائلة في علاج دوار الحركة والغثيان، والتقليل من إفرازات الجهاز الهضمي، وإعادة التوازن بين بعض المواد الكيميائية، إلا أن أضرار دواء «سكوبولامين» قد تفوق فوائده.

الدواء المعروف باسم «نفس الشيطان» له دور كبير في عالم الجريمة، وخاصةً في أجزاء من أمريكا الجنوبية، إذ اكتسب سمعة سيئة باعتباره مادةً قادرة على محو الذاكرة، وسلب الإرادة الحرة، وتسهيل ارتكاب جرائم خطيرة، وفقًا لما ذكره موقع «Science Alert».

وفي حين أن «نَفَس الشيطان» ينتشر على نطاق واسع في دول من أمريكا الجنوبية مثل كولومبيا، فإن المخاوف بشأن استخدامه في أوروبا ليست جديدة، ففي عام 2015، أُلقي القبض على ثلاثة أشخاص في باريس بزعم استخدامهم هذا الدواء لسرقة الضحايا، وتحويلهم إلى «زومبي» مطيعين.

ما هو «سكوبولامين»؟

«سكوبولامين»، المعروف أيضًا باسم «هيكوسين»، هو قلويد تروباني، وهو نوع من المركبات النباتية المشتقة من عائلة الباذنجانيات (Solanaceae)، وله تاريخ طويل، فقد استخدمته المجتمعات الأصلية في أمريكا الجنوبية تقليديًا في الطقوس الروحية نظرًا لتأثيراته النفسية القوية، أما في الطب فيُوصف للوقاية من دوار الحركة والغثيان والقيء وتشنجات العضلات، كما أنه يقلل من إنتاج اللعاب قبل الجراحة.

كيف يؤثر«سكوبولامين» على الدماغ؟

يُعطّل «سكوبولامين» النظام الكوليني، وهو أساسي لتكوين الذاكرة واسترجاعها، ونتيجةً لذلك، قد يُسبب فقدانًا مؤقتًا للوعي ولكنه حاد للذاكرة، وهو سبب رئيسي لاستخدامه كسلاح في الجرائم.

كما تُشير بعض الدراسات إلى أنه يزيد من الإجهاد التأكسدي في الدماغ، مما يُفاقم آثاره على الإدراك، هذا بالإضافة إلى أن قدرة المخدر على محو الذاكرة، والتي تُوصف أحيانًا بأنها تُشبه «الزومبي»، جعلته محور اهتمام الطب الشرعي والجنائي، وكثيرًا ما يصف الضحايا حالات ارتباك وهلوسة وفقدان كامل للسيطرة.

استخدامات «سكوبولامين»

في البيئات السريرية، يُستخدم «سكوبولامين» أحيانًا خارج نطاق الاستخدام الرسمي لعلاج الاكتئاب، والتعرق المفرط، أو حتى للمساعدة في الإقلاع عن التدخين، ولكن خارج هذه الاستخدامات، يرتبط بشكل متزايد بالخطر، ففي كولومبيا وأجزاء أخرى من أمريكا الجنوبية، تورط السكوبولامين، المعروف أيضًا باسم بوروندانجا، في عدد لا يحصى من عمليات السرقة والاعتداءات الجنسية.

يصف الضحايا شعورهم بعد تناول «سكوبولامين» بأنهم يشعرون وكأنهم في حلم، ويخضعون، ويعجزون عن مقاومة الأحداث أو تذكرها، وهذا ما يجعله يُمثل خطرًا على متناوليه، فهو يسلب الناس القدرة على التصرف والذاكرة.

وبمجرد تناوله، يعمل المخدر بسرعة ويخرج من الجسم في غضون 12 ساعة تقريبًا، مما يُصعّب اكتشافه في فحوصات المخدرات الروتينية، وبالنسبة لبعض الأشخاص، حتى جرعة أقل من 10 مل جرام قد تكون قاتلة، إذ تشمل علامات التسمم بالسكوبولامين تسارع ضربات القلب وخفقان القلب، وجفاف الفم واحمرار الجلد، وعدم وضوح الرؤية، والارتباك وفقدان التركيز، والهلوسة، والنعاس.