مطالب بمحاكمة عبدالسند يمامة..التفاصيل الكاملة لأزمة الوفد في القرآن

«يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمٰنِ وَفْدًا».. الآية الكريمة التي وردت في سورة مريم، والتي تصف مشهدًا من مشاهد يوم القيامة، اقتبسها عبدالسند يمامة، رئيس حزب الوفد، خلال حديثه في لقاء تلفزيوني على قناة «صدى البلد»، مدعيًا أن حزب الوفد ذكر في القرآن الكريم، ليثير الجدل ويتصدر التريند، ويلقى من الهجوم ما جعله يتراجع عن تصريحه.
كلمات عفوية لكنها فجّرت عاصفة من الغضب، امتدت من مواقع التواصل الاجتماعي إلى الأزهر الشريف، وبينما رأى البعض أن التصريح لا يعدو كونه مزحة في غير محلها، اعتبرها آخرون زلة لسان تستوجب الاعتذار، بل وربما المحاسبة.
كتب نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي على «فيسبوك» و«إكس» (تويتر سابقًا) أن ما قاله يمامة «يُعد تطاولًا على قدسية النص القرآني»، بينما رأى آخرون أنه «يحاول تسويق الحزب عبر القرآن»، فيما وصف البعض التصريح بأنه «استهزاء صريح بالوحي».
موقف الأزهر من تصريحات عبد السند يمامة
شن الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر هجومًا شديدًا على رئيس حزب الوفد، مؤكدًا أن ما قاله هو تحريف للكلام عن مواضعه، فكلمة (وفد) في الآية 85 من سورة مريم معناها جماعة، وليس حزبًا سياسيًا، مضيفًا: «غدًا يخرج علينا من يقول إن الآية التي تتحدث عن الجماعة، تقصد جماعة الإخوان المسلمين، أو نجد شخص آخر يقول إن عبارة سراجًا منيرًا في سورة الأحزاب يُقصد بها فؤاد سراج الدين، هذا كله تهريج في الدين وعبث واستهزاء، فالقرآن له قدسية، ولا يجوز استخدامه بهذه الطريقة».
وأكد كريمة، أن ما يحدث يتناقض مع قداسة القرآن الكريم، قائلا: «إذا كان القائل يعي ما يقول، فيجب أن يحاسب ويُقدم للمحاكمة، وعليه أن يتوب إلى الله فورًا، فسيدنا أبوبكر الصديق قال إن أي أرض تقلني، وأي سماء تظلني إن قلت في كتاب الله برأيي؟».
أما الدكتور ربيع الغفير، أستاذ اللغويات بجامعة الأزهر، فقال، إن لفظ الوفد المقصود في الآية يُشير إلى جماعة المؤمنين الذين يُحشرون إلى الله بكرامة، وليس له أي علاقة من قريب أو بعيد بحزب الوفد الذي تأسس في زمن سعد زغلول، مضيفًا أن الربط بين الاثنين خاطئ تمامًا من الناحية اللغوية والدلالية«
ووصف الداعية محمد أبوبكر عبر قناته على يوتيوب، حديث رئيس حزب الوفد بـ«نوع من الاستهزاء بالقرآن»، قائلا: «إن قصد الكلام فتلك مصيبة، وإن لم يقصده فالمصيبة أعظم، القرآن لا يجوز بحال أن يُستخدم لخدمة الأهواء أو الأغراض السياسية. فهذا استخفاف غير مقبول».
وأضاف أبوبكر مستشهدًا بالآية «وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ، قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ. لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ»، أما الشيخ مظهر شاهين فكتب في تغريدة له: «حتى وإن قيلت على سبيل المزاح أو الطرافة، فهي غير مقبولة. كلام الله أقدس من أن يُقال فيه هذا النوع من المزاح. يجب احترام النصوص وعدم إقحامها في سياقات سياسية».
أمام هذا الهجوم، أصدر رئيس حزب الوفد، عبدالسند يمامة، بيانًا رسميًا أكد فيه أن حديثه كان عن اللفظ لغويًا فقط، وليس إسقاطًا على الحزب، موضحًا أن الآية التي استشهد بها من سورة مريم «آية 85» تتحدث عن مشهد يوم القيامة وحشر المتقين، ولا علاقة لها بحزب الوفد لا من حيث النشأة ولا الطبيعة.
وأشار إلى أن الجدل جاء نتيجة «تَصيُّد لعبارة عابرة» وردت في نهاية حوار سياسي تناول قضايا هامة تتعلق بالحزب والدولة، مؤكدًا أنه كان يتمنى أن يتركز الحديث حول هذه القضايا بدلًا من تأويلات خاطئة.