أمران يحسمان الموقف..رأي «الإفتاء» في عمل الرجل بتصفيف شعر النساء بعد أزمة أسماء جلال

أعلنت الفنانة أسماء جلال، على «فيسبوك»، اتخاذها الإجراءات القانونية ضد مصفف الشعر أثار جدلًا واسعًا، بعد نشره مقطع فيديو يقول خلاله إنه اعتزال المهنة، معتبرًا أن لمس شعر الفنانات «حرام».
وكتبت أسماء جلال: «تم اتخاذ الإجراءات القانونية ضد مصفف الشعر، وبشكر كل قيادات وزارة الداخلية على سرعة الاستجابة وسرعة التصرف».
وكان مصفف الشعر، قد نشر مقطع فيديو على «إنستجرام»، أوضح فيه أنه قرر ترك مهنته وبدء مشروع لبيع الملابس، مؤكدًا أن موقفًا مع الفنانة أسماء جلال جعله يعيد النظر في طبيعة عمله.

وقال: «الموضوع بدأ لما كنت بسرّح لأسماء جلال شعرها عشان شكلها في الكاميرا يبقى أحلى من الحقيقة، وبعدين سألت نفسي: أنا بعمل إيه، وبدأت أفكر: يا ترى شغلي ده حلال ولا حرام؟ وعشان كده قررت أعتزل وأفتح براند ملابس، حاجة أتاجر فيها بالحلال».
وأثار الفيديو تباينًا واسعًا في ردود الفعل عبر مواقع التواصل، حيث اعتبره البعض تشهيرًا غير مبرر، بينما رأى آخرون أن من حقه اتخاذ قرارات شخصية، لكن دون التسبب في إساءة أو تقليل من شأن الآخرين أو مهنتهم السابقة.
حكم الشرع في العمل بتصفيف الشعر
ظل السؤال الذي يردده البعض بعيدا عن هذا الموقف: ما حكم تصفيف شعر المرأة على يد مصفف رجل؟
وبالفعل، سبق وأجابت دار الإفتاء المصرية على هذا السؤال، بالتحديد خلال منشور على صفحتها الرسمية بـ«فيسبوك» في ديسمبر 2015.
وورد لدار الإفتاء حينها سؤال مفاده: «يقول السائل: إن ابنه يعمل مُصفِّفًا لشعر السيدات، وهذا العمل هو مورد رزقه الوحيد وليس له مصدر رزق آخر، ويسأل عن حكم ذلك شرعا».
وجاء الجواب كما يلي: «بأن الله تعالى قد أمر المؤمنين بغض أبصارهم وحفظ فروجهم، كما جاء في قوله عز وجل:﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌۢ بِمَا يَصْنَعُونَ».
وتابعت: «هذا توجيه إلهي للرجال والنساء على السواء، ينهى عن النظر إلى ما لا يحل، لأن النظر داعية إلى فساد القلب وذريعة للوقوع في المحرمات».
وأضافت الدار: «أنه لا يجوز شرعًا لغير الزوج أو محارم المرأة النظر إلى ما عدا الوجه والكفين، كما لا يجوز له لمس أي جزء من جسدها، إذ إن اللمس أشد في إثارة الغرائز من النظر. وبناءً عليه، فإن عمل الرجل في تصفيف شعر النساء يُعد محرمًا شرعًا».
كما أوضحت أن كل عمل محرم يُعد كسبه محرمًا كذلك، ومن ثم يجب على المسلم أن يتحرى الحلال في مصدر رزقه، امتثالًا لقول النبي ﷺ لسعد بن أبي وقاص حين قال له: «أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة».
