< الإعلام الإسرائيلي: توسيع نشاط بـ«الضفة» والتحضير لاحتلال مدينة غزة فهل يسيران معًا؟
 صورة لايف
رئيس التحرير

الإعلام الإسرائيلي: توسيع نشاط بـ«الضفة» والتحضير لاحتلال مدينة غزة فهل يسيران معًا؟

الإعلام الإسرائيلي:
الإعلام الإسرائيلي: توسيع نشاط بـ«الضفة» والتحضير لاحتلال مد

تتصاعد في الساعات الأخيرة تغطيات إعلامية وإعلانات رسمية في إسرائيل تشير إلى توسيع النشاط العسكري في الضفة الغربية بالتوازي مع تحركات تحضيرية لاستعداد عملية برية واسعة داخل مدينة غزة.

أفادت مصادر عسكرية وإعلامية بأن تل أبيب قامت بدعوات لتعبئة احتياط وتكثيف دوريات وعمليات مداهمة في مدن الضفة الرئيسية، بينها رام الله ونابلس وجنين، في حين أكدت تقارير محلية وقوع اشتباكات ومداهمات أسفرت عن إصابات واعتقالات. وتأتي هذه التحركات مع استمرار تصريحات رسمية إسرائيلية تربط بين الإجراءات في الضفة وضرورة احتواء مصادر التهديد قبل أو أثناء أي عملية على غزة.

وقال محللون إقليميون إن احتمال خفض النشاط في الضفة لا يبدو واردًا ما لم تتراجع وتيرة العمليات المسلحة الميدانية من جانب فصائل فلسطينية في الضفة؛ إذ يعتبر صناع القرار في تل أبيب أن استمرار الهجمات يبرر بقاء قوات أكبر وطويلة الأمد في المنطقة.

في المقابل، تُشير تقارير إلى وجود تباينات داخل المؤسسات السياسية والعسكرية الإسرائيلية حول توقيت ونطاق أي اقتحام بري شامل في غزة. ونقلت تقارير عن مخاوف لوجستية متعلقة بجاهزية الآليات وقطع الغيار والاحتياجات اللوجستية لعمليات واسعة النطاق، ما قد يؤثر على السرعة التي يمكن بها تنفيذ أي خطة برية.

حذرت منظمات إنسانية وأمم متحدة من أن أي تصعيد بري موسع في غزة قد يُفاقم الأزمة الإنسانية القائمة، خصوصًا مع استمرار القيود على دخول المساعدات وتضرر البنية التحتية الصحية. وفق بيانات صادرة عن جهات إغاثية وإحصاءات محلية، تتراوح تقديرات الوفيات خلال أسابيع التصعيد الأخيرة في نطاق واسع، في حين تأثر ملايين السكان بحركات نزوح متكررة وقيود على الوصول إلى الخدمات الأساسية.

وأبلغ مراسلون ميدانيون عن حالات ازدحام شديدة في المستشفيات ونقصًا في المواد الطبية والخيام للمشردين، مع تسجيل تحركات نزوح داخلية واسعة نتيجة القصف والاشتباكات في أحياء مأهولة.

تعكس الخطوات الإسرائيلية في الضفة رغبةً في تحييد ما تصفه الحكومة بـ"التهديدات المتزايدة" من قواعد عمليات في الضفة، وفي الوقت نفسه الحفاظ على خيار العمل في غزة عندما ترى إسرائيل أن الظروف السياسية واللوجستية مواتية. وتشير التقديرات إلى أن استمرار العمليات في الضفة يُستخدم أيضًا كعامل ضغط داخلي وسياسي على صنع القرار.

على المستوى الدبلوماسي، تصاعدت دعوات دولية وإقليمية للتهدئة والحفاظ على الحماية المدنية، مع تحذيرات من تداعيات إنسانية خطيرة في حال توسع الحرب بطابع بري شامل.

الوضع الميداني والسياسي الحالي يضع المنطقة أمام احتمالين مرَجّحَين: إما استمرار تضاعف الضغوط العسكرية على الضفة مع استمرار التخطيط لعمليات في غزة، أو حدوث تغيير جوهري في سلوك الفصائل الميدانية قد يفتح مجالًا لإعادة ترتيب الأولويات الأمنية الإسرائيلية. حتى الآن، تشير المعطيات إلى أن أي انخفاض ملموس في نشاط الضفة مرهون بوقف أو تراجع العمليات الميدانية هناك.