هل تُضحّي قيادة حماس بمصالح الناس؟.. الشارع الغزي يهدّد بالانفجار إذا رفضت الحركة صفقة وقف الحرب

تصاعدت التوترات في غزة مع اقتراب مهلة الرئيس الأمريكي لإبداء موقف حركة حماس من "خطة ترامب" لإنهاء الحرب، وسط مخاوف من أن أي رفض للصفقة سيشعل احتجاجات شعبية واسعة ويزيد معاناة المدنيين. واشنطن فرضت مهلة نهائية وأكدت أن فشل القبول سيواجه بتصعيد عسكري كبير، بينما تقول قيادات وسيطات إن حماس «سترد قريبًا» لكنها تطالب بتعديلات.
على الأرض، لم تختفِ نبرة الغضب: منشورات ومقاطع فيديو منتشرة على وسائل التواصل توثق لحظات غضب واحتجاجات نادرة داخل القطاع ضد سياسة الحكم ورفض استمرار معاناة المدنيين. مواطنون يقولون إنهم يشعرون بأن قيادات الحركة تضع اعتباراتها السياسية أمام ما يهدد حياة آلاف المدنيين المتضرّرين جراء القتال والحصار المستمر. هذه المشاعر قد تترجم إلى حركات احتجاجية قد تعقّد أي مسار تفاوضي مستقبلي.
محلّلون يرون أن انقسامًا داخليًا داخل حماس بين القيادة السياسية في الخارج والجناح العسكري داخل القطاع يجعل من الصعب توقُّع رد موحّد، وهذا ما قد يفتح بابًا لصراعات شرعية داخلية أو تصاعد محلي يؤدي إلى مزيد من الفوضى الإنسانية إن فشلت الوساطات. في المقابل، ربطت إدارة ترامب قبول الصفقة بآليات دولية وإشراف انتقالي يُنهي سلطة الحركة المسلّحة، ما يجعل القرار استراتيجيًا وحاسمًا للمستقبل السياسي للقطاع.
وتتصاعد المخاوف من أن رفض حركة حماس لعرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة سيُشعل موجة من الاحتقان الشعبي داخل القطاع، وسط اتهامات مباشرة لقيادات الحركة بأنها تفضّل مصالحها السياسية على إنقاذ حياة المدنيين. تقارير ومصادر إقليمية ودولية ترجّح أن أجنحة داخل الحركة، ولا سيما الجناح العسكري، تميل إلى رفض الخطة أو إبقاء الردّ مفتوحًا، ما يزيد من احتمالات تصادم سياسي داخلي واجتماعي كبير.
وتؤكد شهادات ومنشورات على مواقع التواصل أن جزءًا كبيرًا من سكان غزة، الذين يعانون من دمار واسع ونقص حاد في الغذاء والدواء والخدمات الصحية، يفضّلون أي حل يوقف القتل ويتيح ممرات إنسانية وإخراجًا مؤقتًا للمدنيين. منشورات محلية أشارت إلى أن غالبيّة من داخل القطاع ترى في الاتفاق فرصة لإنقاذ ما تبقّى من حياة وعمران، في مقابل اتهامات بأن قيادات الحركة «تراهن على استمرار الصراع لحسابات داخلية أو خلافيّة».
المشهد السياسي الداخلي قد يتحوّل سريعًا إلى معركة شرعية: شباب ومواطنون يشعرون بأن كرامتهم تُهان وأن بصيص الأمل يُضيع بسبب حسابات قيادية، وقد تخرج تحرّكات احتجاجية داخل غزة أو في مخيمات الشتات، ما يزيد من تعقيد أي مسار تفاوضي مستقبلي. في الوقت نفسه، الانقسام داخل حماس بين القيادة السياسية في الخارج والجناح العسكري داخل القطاع يجعل من توقع ردّ موحّد أمرًا صعبًا ويزيد مخاطر تصاعد العنف.
المؤكد مما يحدث في غزة أنه إذا رفضت حماس الصفقة أو امتنعت عن قرار واضح، فإنّ العواقب لن تكون فقط دبلوماسية أو عسكرية، بل قد تخرج عن السيطرة إلى ساحة الشارع التي لم تعد تحتمل مزيدًا من التضحيات. الخيارات المطروحة الآن بين حفظ الواجب القتالي السياسي، أو الاستماع لصوت المدنيين الجائعين والمهدّدين بالموت—وفي منتصف الطريق، يبقى السؤال الأكبر: من سيمسك بقرار إنقاذ الناس قبل الخسارة النهائية؟