< عذبها لمدة شهرين.. تفاصيل مأساوية في مقتل الطفلة "جنا" على يد والدها بالشرقية
 صورة لايف
رئيس التحرير

عذبها لمدة شهرين.. تفاصيل مأساوية في مقتل الطفلة "جنا" على يد والدها بالشرقية

عذبها لمدة شهرين..
عذبها لمدة شهرين.. تفاصيل مأساوية في مقتل الطفلة "جنا" على ي

لم تكن "نهى جميل" تعلم أن قرار زواجها قبل سنوات سيقودها إلى مأساة تهز القلوب، حين فقدت ابنتها "جنا" على يد والدها، بعد شهرين من التعذيب المروّع الذي أنهى حياتها، وكأنه أنهى أيضًا آخر ما تبقّى للأم من أمل في الحياة.

تروي الأم المكلومة، 45 عامًا،  تفاصيل ما جرى، قائلة: "من 12 سنة، لما كنت حامل في جنا، حاول يجهضني ويقتلها وهي في بطني… لكن ربنا كتب لها تعيش".

كانت نهى، وهي سيدة بسيطة من قرية البقلي التابعة لمركز الزقازيق، قد تزوجت من "عبد الهادي" بعد طلاقها من زوجها الأول وإنجابها ولدين، انتقلا للعيش مع والدهما. وبحسب عادات القرية وأهل الريف، أصرّ الأهل على أن تبدأ حياة جديدة، فوافقت على الزواج من رجل مطلّق وله خمسة أبناء، لم تعلم أنه سيحوّل حياتها إلى جحيم.

اشترط الزوج منذ البداية ألا تُنجب، مؤكّدًا أنه "ليس بحاجة لأطفال جدد"، لكن الأم كانت تحلم بأن يكون لها طفل يملأ بيتها حبًا ويمنحها في الحياة أملًا. وعندما حملت بطفلتها "جنا"، بدأ الزوج محاولاته للتخلّص من الجنين بالضرب والتعذيب، غير أن إرادة الله كانت أقوى، فولدت الطفلة سليمة.

الخلافات بين الزوجين لم تهدأ، وزادت حدّة العنف، حتى اضطرت نهى إلى مغادرة بيت الزوجية بعد الولادة، لتعيش مع والدتها المريضة وتعمل في الحقول لتؤمّن قوتها وقوت طفلتها. ومع مرور الوقت، رفعت دعوى نفقة قضت المحكمة بموجبها بإلزام الزوج بدفع 500 جنيه شهريًا.

كبرت "جنا"، وبدأت تسأل عن والدها، متأثرة بكلمات زملائها في المدرسة عن غياب الأب، فوافقت الأم على طلبها برؤيته. بدا الأب في البداية وكأنه تغيّر، وطلب عودة زوجته إلى منزله لرعاية ابنتهما، فوافقت الأم على أمل أن تمنح طفلتها أسرة طبيعية.

لكن الأمل سرعان ما تحوّل إلى كابوس، إذ أجبرها الزوج على التنازل عن القضايا والنفقة، وحين رفض بنك ناصر إسقاط المبالغ السابقة دون سداد نصفها، انفجر غضب الأب، فانتقم من الأم بحرمانها من رؤية ابنتها، وبدأ رحلة تعذيب قاسية للطفلة الصغيرة، شاركت فيها ضُرّتها وأمها، بحسب رواية الأم.

تقول نهى بصوت مبحوح: "كنت حاسة إنه هيأذيها… حاولت أبلغ وأرجعها، بس محدش سمعني، لحد ما جالي خبر موتها".

وتضيف: "الشرطة جت خدت أقوالي، وقالولي جنا ماتت بعد تعذيب مستمر على إيد أبوها، وطلبوا مني أستلم جثتها من المشرحة".

انهارت الأم عند رؤية ابنتها الصغيرة جثة هامدة، والدموع لا تفارق وجهها وهي تردد: "حاول يقتلها وهي في بطني… وبعد 12 سنة نفّذ اللي بدأه".

جرى نقل جثمان الطفلة إلى مشرحة المستشفى، وتم تحرير المحضر اللازم بالواقعة، فيما تكثف الأجهزة الأمنية جهودها لضبط المتهم وزوجته الهاربين، تمهيدًا لإحالتهما إلى جهات التحقيق المختصة.