< مماطلة حماس وتأخير المرحلة الثانية من الاتفاق يجعلان الشتاء في غزة أكثر قسوة
 صورة لايف
رئيس التحرير

مماطلة حماس وتأخير المرحلة الثانية من الاتفاق يجعلان الشتاء في غزة أكثر قسوة

 مماطلة حماس وتأخير
مماطلة حماس وتأخير المرحلة الثانية من الاتفاق يجعلان الشتاء

مع دخول فصل الشتاء واشتداد موجات البرد في نوفمبر 2025، تواجه منطقة غزة وضعًا إنسانيًا يتدهور بسرعة: أكثر من مليون ونصف من السكان يفتقرون إلى مأوى مناسب ومئات آلاف العائلات تعيش في خيام ومبانٍ مدمّرة لا توفر حماية كافية من البرد والأمطار، ما يزيد مخاطر الأمراض التنفسية والتسمم الغذائي وسوء التغذية بين الأطفال.

ومع دخول فصل الشتاء، يزداد الوضع الإنساني في قطاع غزة سوءًا بصورة كبيرة، ليس فقط بسبب البرد والأمطار، ولكن أيضًا نتيجة ما يبدو كعقبات سياسية تفرضها حركة حماس عبر تأخيرها الانتقال إلى «المرحلة الثانية» من اتفاق وقف إطلاق النار وإعادة الإعمار.

حسب ما نقلت تقارير من وسائل إعلام دولية، فإن الاتفاق الموقع بين إسرائيل وحماس ينص على ثلاث مراحل تشمل وقف إطلاق النار، إعادة الإعمار، وإدارة مستقبلية لقطاع غزة. 

المرحلة الأولى من الاتفاق شهدت بعض التقدم مثل إزالة الأنقاض وإدخال معدات الإغاثة والبدء بتأهيل البنية التحتية.  

أما المرحلة الثانية، التي كان من المقرر أن تبدأ “إعادة إعمار شامل” لوحدات سكنية وبنية تحتية دائمة تحت إشراف جهات دولية، فلم تنطلق حتى الآن. 

ويشير مراقبون إلى أن مماطلة حماس في المضيّ قدمًا في هذه المرحلة تُلقي بثقلها المباشر على الأزمة الإنسانية. السبب الرئيسي للخلاف هو دور حماس المستقبلي في إدارة غزة، حيث ترفض بعض الأطراف إخراجها من السلطة أو نزع سلاحها بالكامل. 

 بحسب تقرير من “إيلاف” (Elaph)، تقدر تكلفة إعادة الإعمار لعقود مقبلة بعشرات المليارات من الدولارات، لكن التنفيذ مرتبك لأن حكومة ما بعد الحرب لم يتم الاتفاق عليها. 

هذا التأخير السياسي ينعكس بشكل بشع على المدنيين في غزة: آلاف العائلات لا تزال تعيش في خيام أو منازل مدمّرة، مياههما لا تضمن دفئًا لائقًا، ونقص كبير في المعدات الشتوية. وفق الخطة المصرية لإعادة الإعمار، كان من المفترض بناء “60 ألف وحدة مؤقتة و200 ألف خيمة” لتلبية احتياجات النازحين، لكن التطبيق بطيء جدًا. 

من جانبها، تُبذل جهود دبلوماسية بقيادة مصر والولايات المتحدة للضغط على حماس لإطلاق المرحلة الثانية، لكن دون نتائج واضحة حتى الآن. 

 في الوقت نفسه، تحذّر منظمات إنسانية من أن تأخر إعادة الإعمار في ظل الشتاء قد يؤدي إلى كارثة صحية كبيرة، مع ارتفاع مخاطر الأمراض التنفسية والتسمم وسوء التغذية.

خلاصة القول: بينما يتعرض المدنيون في غزة لمحنة مادية وبشرية متزايدة مع اقتراب فصل الشتاء، يبدو أن المأزق السياسي الذي تساهم فيه مماطلة حماس في التزامها ببدء المرحلة الثانية من الاتفاق قد يكون أحد أبرز أسباب تفاقم الأزمة الإنسانية الآن.