التفاصيل الكاملة لأسباب الخلاف السعودي – الإماراتي على أرض اليمن
تصاعدت الخلافات بين السعودية والإمارات بسبب التوتر العسكري بين ما يسمى قوات دعم الشرعية في اليمن المدعومة من السعودية وبين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة من قبل الإمارات.
وقد أدّى التحرك العسكري في اليمن إلى تأجيج التوتر بين الرياض وأبوظبي، حيث قامت قوات المجلس الانتقالي بعملية عسكرية في محافظتي حضرموت والمهرة.
وأعلنت وزارة دفاع دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم انسحاب قواتها العسكرية المتبقية من اليمن، وذلك بعد الضربة السعودية لقواتها في ميناء المكلا، وأيضًا مطالبة رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الدكتور رشاد محمد العليمي بإنهاء التواجد العسكري الإماراتي خلال 24 ساعة.
وأضاف بيان الدفاع الإماراتية: “ونظرًا للتطورات الأخيرة وما قد يترتب عليها من تداعيات على سلامة وفاعلية مهام مكافحة الإرهاب، فإن وزارة الدفاع تعلن إنهاء ما تبقى من فرق مكافحة الإرهاب في اليمن بمحض إرادتها، وبما يضمن سلامة عناصرها، وبالتنسيق مع الشركاء المعنيين”.
وجاء ذلك عقب ضربة جوية سعودية واحدة استهدفت ميناء المكلا في حضرموت، والتي وصفتها الرياض بأنها رد على شحنة أسلحة إماراتية غير مشروعة موجهة إلى قوات المجلس الانتقالي الجنوبي.
واستهدفت السعودية، صباح الثلاثاء، بضربة جوية سفينتين في ميناء المكلا باليمن قادمة من الإمارات.
وقالت السعودية إنه “تم اتخاذ جميع التدابير العسكرية اللازمة لحماية المدنيين بمحافظتي حضرموت والمهرة، ولما تشكله الأسلحة التي تحملها السفينتان من خطورة وتصعيد يهدد الأمن والاستقرار، فقد قامت القوات الجوية السعودية بتنفيذ عملية عسكرية محدودة استهدفت أسلحة وعربات قتالية أُفرغت من السفينتين بميناء المكلا”.
كما اندلعت، الثلاثاء، اشتباكات بين مقاتلي المجلس الانتقالي الجنوبي وقوات حلف حضرموت في محيط مديرية غيل بن يمين باليمن.
واتهم مجلس القيادة الرئاسي اليمني دولة الإمارات العربية المتحدة بتقديم دعم عسكري ومالي للمجلس الانتقالي الجنوبي لتهديد أمنها الداخلي، وأعلنت نتيجة لذلك حالة الطوارئ في البلاد لمدة 90 يومًا وإلغاء اتفاقية الدفاع المشترك مع دولة الإمارات العربية المتحدة.
وذكرت وزارة الإعلام اليمنية من جانبها أن اليمن “ستلجأ الى اتخاذ إجراءات قانونية ضد دولة الإمارات في حال رفض انسحاب قواتها من البلاد.
وقالت الخارجية اليمنية في بيان: “نأسف لضغط الإمارات على المجلس الانتقالي الجنوبي للقيام بعمليات في حضرموت والمهرة، ونشدد على أهمية إيقاف أي دعم عسكري أو مالي لأي طرف كان داخل اليمن”، واعتبرت أن تحرك الإمارات “لا ينسجم مع الأسس التي قام عليها تحالف دعم الشرعية”.
وجاءت هذه التطورات بعد إعلان الرياض أنها ستدعم الحكومة اليمنية في أي مواجهة عسكرية مع القوات الانفصالية، ودعوتها المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتيًا، إلى الانسحاب “سلميًا” من محافظتي حضرموت والمهرة التي سيطر عليها مؤخرًا، إذ يسعى المجلس الانتقالي إلى إحياء دولة جنوب اليمن التي كانت مستقلة سابقًا بين عامي 1967 و1990، قبل توحيدها مع شمال البلاد.
بدوره، قال رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، إن قضية الجنوب عادلة وفي صلب مشروع الدولة، لكن لا أحد يملك تفويضًا بديلًا لأهل الجنوب، مؤكدًا أنه “لا يحق لأحد توظيف قضية الجنوب لتحقيق أهداف سياسية”، وأشار إلى أن ممثلي المجلس الانتقالي امتنعوا عن تلبية دعوات الحوار.
وجدد الدعوة إلى قيادة المجلس الانتقالي “لتحكيم العقل والانسحاب من حضرموت والمهرة”، مؤكدًا تقدير اليمن للدور الذي تضطلع به السعودية لخفض التصعيد دعمًا للشعب اليمني، ومشددًا على أن اليمن لا يتحمل فتح جبهات استنزاف جديدة.