"هاني ضوه " نائب مستشار المفتي لـ"صورة":هذه خطواتنا للقضاء على التطرف

صورة تحاور هاني ضوه
"صورة" تحاور هاني ضوه

مجهود كبير تبذله دار الافتاء المصرية مؤخرا على كافة النواحي، وفي مقدمتها مواجهة التطرف واستثمار الخلاف الفقهي.
ويؤكد هاني ضوه نائب مستشار مفتي الديار المصرية في حوار لـ"صورة" على أهمية استثمار الخلاف الفقهي على مر العصور ويشير إلى أن ذلك أمر حتمي لمواجهة الظواهر الدخيلة على الاسلام..وإلى نص الحوار :
*كيف يكون استثمار الخلاف الفقهي على مر العصور من وجهة نظرك؟
تطورات العصر والتلاعب بالنصوص لتنفيذ مآرب معينة خلفت لنا حالة من التطرف الفكري الذى يعانى العالم من ويلاته الان لذا فان استثمار حالة الخلاف الفقهي والمذهبي بين العلماء اصبح امرا حتميا لمواجهة تلك الظواهر الفكرية الدخيلة على دين الإسلام والمسلمين، وفي عصر التكنولوجيا والسماوات المفتوحة لابد من مواكبة التطورات الحادثة والوقوف على إشكاليات العصر والتعامل معها وفق آليات حديثة تجذب جميع الفئات وتصل للجموع بسلاسة ويسر، ومن هذا المنطلق نعمل في دار الإفتاء المصرية على الدفع بمجال الإفتاء نحو القيام بدوره في هذا الشأن ترسيخا لمبادئ التنمية والاستقرار تضطلع الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، بدور محوري في العالم الإسلامي بغية استثمار الخلاف الفقهي وإدارة بأسلوب رشيد سعيا لتجديد الخطاب الديني حيث بدأت بإقامة المؤتمرات والندوات وغزو الفضاء الإلكتروني، وتدشين المبادرات والمشروعات حتى عقدنا مؤخرا مؤتمرنا السنوي حول " الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي" تمشيا مع دعم استثمار المنظومة الفقهية والافتائية لإفادة الحضارة المعاصرة والوقوف على المشكلات الحضارية المعاصرة.
*"السلام النفسي والتسامح الداخلي للأفراد" عبارة أطلقت كانت مطلب في المؤتمر العالمي للإفتاء، كيف يتم ذلك في ظل الظروف المحيطة وحروب التطرف النفسية والإعلامية؟
الإسلام تقوم دعوته على إرساء قيم التعايش والتسامح والتعاون والرحمة والمساواة بين البشر، والنظر إليهم على أنهم جميعًا خلق لإله واحد، التسامح والتعايش السلمي ونشر السلام ركيزة أساسية لحماية الإنسانية وبناء المجتمعات الحديثة، والتعايش يستمد وجوده من تسامح البشر لتحقيق الانسجام فيما بينهم الامر الذى ينعكس إيجابا على دفع التنمية والتقدم الحضارى لدى الأمم والعكس صحيح تماما، الا ان هناك مايغذي الصراع دوما ويعمل على تأجيج المشاعر لهدم تلك الحالة واهمها الاستخدام الخاطىء للآلة الإعلامية على سبيل المثال ما يسوقه الاعلام الغربي ضد المسلمين وتأجيج المشاعر ضدهم حتى وصل الامر الى تعريضهم للخطر في بلدان الغرب نتيجة وضعهم في مرمى النيران والتجرأ على ثقافة ومقدسات المسلمين بل والتشويه المتعمد لكل ما يمت للاسلام بصله حتى اصبح لدينا ما سمى ظاهرة " الاسلاموفوبيا" الأمر الذى لن يخدم بأى حال من الاحول الأمن والسلام العالمي بل يؤجّج الإرهاب والصراع.
*هل توجد حلقة ربط بينكم وبين الشباب خاصة في كيفية التعامل معهم في قضاياهم الفقهية المعاصرة؟
نعم، ودار الإفتاء تهتم بعقد المجالس الافتائية منذ عام 2014 في المساجد ومراكز الشباب لنشر صحيح الدين ونبذ العنف والتطرف وكذلك مناقشة العديد من قضايا المجتمع والشباب ومواجهة ظاهرة الإلحاد، هذا الى جانب عقدها برتوكول تعاون مع وزارة الشباب بهدف التعاون في كافة الفعاليات التي تهم الشباب، فضلا عن لقاءات شباب الجامعات التي يحاضر في معظمها فضيلة مفتي الجمهورية بنفسه، الى جانب اعتناء الدار بإصدار عدد من الكتب التي تجذب تلك الفئه ولعل أهما كتاب فتاوى الشباب لفضيلة الدكتور شوقي علام "مفتى الجمهورية"، إلى جانب ذلك استحدثت الدار وحدة للرسوم المتحركة للرد على جميع الأفكار المتطرفة وتفنيد الشبهات وهى وحدة تعتمد على تقنية الموشن جرافيك واستطاعت جذب الشباب لمتابعة كل يدور في هذا الشأن ويتم من خلالها تسليط الضوء على مختلف القضايا الافتائية والفقهية واشكاليات العصر.
*كيف تعاملت الدار إعلاميًا مع الغرب ومواجهة الإسلاموفوبيا خاصة اليمين المتطرف من خلال منصاتكم الإعلامية؟ وما هي مساحة تواجد الدار دوليًا على مختلف المستويات السوشيال ميديا والإعلام الغربي؟
دشنت دار الإفتاء مرصدا خاصا برصد وتحليل ظاهرة الاسلاموفوبيا منذ عام 2015 ويحمل نفس الاسم، ويختص برصد ظاهرة الخوف من الإسلام ومعالجتها، وتقديم كافة التصورات والتقديرات الضرورية لمواجهتها، والحد من تأثيرها على الجاليات الإسلامية في الخارج، وتصحيح المفاهيم والصور النمطية المغلوطة عن الإسلام والمسلمين في الخارج، ويهدف المرصد إلى مواجهة الظاهرة العنصرية ضد المسلمين عبر خلق "ذاكرة رصدية" تساهم بشكل كبير وفعال في اختيار أفضل السبل للتواصل مع الأطراف المختلفة، وخاصة في الأوساط الإعلامية والبحثية، والتواصل مع صناع القرار في مختلف الكيانات، هذا الى جانب تسيير الدار لقوافل خارجية تجوب العالم شرقا وغرب لتصحيح صورة الإسلام، فضلا عن الجولات المكوكية لفضيلة مفتي الجمهورية فى إطار سعيه للتواصل مع العالم ولتصحيح صورة الإسلام والمسلمين، هذا الى جانب التواجد الفعال للدار عبر منصات التواصل الاجتماعي حيث دشنت الدار حسابات رسمية لها باللغتين الإنجليزية والفرنسية بهدف التواصل مع الغرب وايصال رسالة الإسلام وترسيخ الصورة الصحيحة عن الدين الحنيف.
*ما هي المعايير الاستراتيجية والإعلامية التي انطلقتم من خلالها في التصدي للخطر الإلكتروني للمتطرفين؟
لدينا حزمة من المبادرات والمشروعات العلمية الافتائية التي انبثقت عن جهود الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم منها كما اشرت وحدة الرسوم المتحركة "موشن جرافيك" والتي تهدف الى تفنيد أفكار المتطرفين بطريقة تقنية مبسطة، وكذلك المؤشر العالمى للفتوى ويهدف لضبط الفتوى عالميا، كأول مؤشر من نوعه مَعْنىّ برصد فتاوى أى محيط جغرافى تتوافر فيه المظاهر الإحصائية العامة لمعرفة ما يدور فى فلك الحقل الإفتائى العالمى وفق أهم وأحدث وسائل التحليل الاستراتيجي، ومنصة هداية وهي منصة إلكترونية تقدم مجموعة من البرامج والدورات الإلكترونية بلغات مختلفة، نهدف من خلالها توظيف جميع الإمكانيات التكنولوجية لبناء بيئة معرفية آمنة، يأمن فيها الناس على أنفسهم وأولادهم في معرفة الإسلام الصحيح، كما أنها تعد من أهم أدواتنا في محاربة الأفكار المتطرفة؛ لأنها تعمل على تحويل الردود العلمية إلى برامج إلكترونية بصورة شيقة وجذابة تتناسب مع ثقافة العصر وأدواته، كما أنها تعرض أكثر من ألف ساعة فيديو من الشروح المنهجية للكتب العلمية الأصيلة.
*كان من ضمن توصيات المؤتمر منح الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم الصفة الاستشارية بالأمم المتحدة باعتبارهًا جسرًا واصلًا بين الهيئات الإفتائية في العالم .. ما الغرض من ذلك؟
الصفة الاستشارية هي إضافة رئيسية للقدرات المتوافرة لدى المجتمع الدولي لخدمة جدول أعمال السلام والتعايش السلمى الواسع النطاق، و نهدف من حصول الأمانة العامة على الصفة الاستشارية دعم الجهود المبذولة لبناء السلام في العالم من النزاعات، وكذلك دعم مهارات الانخراط والاندماج بفاعلية في عمل الأمانة العامة، وأيضا التواصل بفعالية أكثر مع البرامج والصناديق ووكالات الامم المتحدة بطرق متعددة نخدم من خلالها الإسلام والمسلمين وندعم جهود التنمية و العيش المشترك.
*ماذا عن رسائل دار الإفتاء للأطفال لتنشئتهم تنشئة سليمة .. ما هو جديدكم؟
تؤمن دار الإفتاء ان جهودها لا تقف عند بيان الحكم الشرعي ر فحسب بل تخطت الدار الأمر لتقف على كل ما يواجه العصر من تحديات ومن هذا المنطلق وتمشيا مع دورها الاجتماعي دشنت الدار وحدة الارشاد الأسرى بهدف لحماية الأسرة المصرية، والحفاظ على ترابطها تحت رعاية العالم الجليل فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إيمانا منها بأن تفكك الأسر المصرية بالطلاق يعني ضخ المزيد من الاطفال الذين قد يعانون من أمراض نفسية مجتمعية إلى جسد المجتمع لينخر فيه، وقد انعكس دور هذه الوحدة إيجابا على المحافظة على ترابط الأسر المصرية، وحمايتها من خطر التفكك الذى لا يتحمل أعبائه سوى الأطفال الذين لا حول لهم ولا قوة، الى جانب ذلك تحرص الدار على جذب تلك الفئة العمرية من خلال آلياتها التقنية وعلى رأسها وحدة الرسوم المتحركة التي لاقت ردود أفعال إيجابية واسعة عبر تفاعل صغار السن والشباب معها نظرا لسلاسة المحتوى الذى تقدمه وأهدافها في بناء شباب يافع يعي كافة قضايا الامة ويعرف كيف يحرف المتطرفون نصوص دينهم.