خبراء أفارقة: العديد من الآدبيات والأفلام الأمريكية تصف الأفارقة بالزنوج الطائيشن ولا تزال صورتهم سلبية في تلك الأفلام

 صورة لايف

عقدت ظهر اليوم الجلسة البحثية الثامنة على هامش اليوم الثالث لفعاليات الملتقى الدولى الرابع لتفاعل الثقافات الأفريقية: "الثقافات الأفريقية في عالم متغير"، والتي يقام تحت رعاية الدكتورة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة، بمقر المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمي، حيث تم مناقشة عدة أبحاث حول موضوع "الفنون الأفريقية".
وبدأ الحديث الكاتب والشاعر السوداني حاتم الأنصاري مقدما بحثا تحت عنوان: "تجليات ثيمة الانتحار في الرواية الأفريقية (قراءة تأملية في نماذج من أدب جنوب الصحراء)"، مشيرا إلى حديث ميغان ڤوغان، أستاذة تاريخ الكومنولث بجامعة كامبردج، إلى أن الأدبيات الكولونيالية التي تناولت السيكولوجية الأفريقية قد دأبت على النظر إلى "الأفارقة" بوصفهم "عرقًا" "خالي البال يكاد لا يحمل همّا في هذه الدنيا، فالزنوج وفقا لتلك الأدبيات يتصفون بالطيش ويفتقرون إلى النضج ولا يعانون من الذنب، ولذلك فهم نادرًا ما يكابدون أمراض الاكتئاب التي يُزعمُ أنها الدافع الرئيس وراء حالات الانتحار .
بالإضافة إلى أن أغلب الأنثروبولوجيين الغربيين قد عزوا السبب وراء ضعف إقبال الأفارقة على الانتحار إلى النزعة الجماعية الذي لطالما تميّزت بها ثقافات القارة السوداء، حيث "تتكفل الجماعة بالفرد في أوقات الأزمات.
وهناك ثلاث نقاط لأبرز المحددات التي تفرض نفسها بوضوحٍ عند تناول ثيمة الانتحار على مستوى المجتمعات الأفريقية التقليدية هي: (الطابوهية، الميتافيزيقية، أولويّة الكرامة: "الشعور بالخزي بديلا عن الشعور بالذنب") ، ثم تحدث عن بعضًا من تمثلات موضوع الانتحار في الروايات الأفريقية، حيث كشفت الحالات التي أوردها الباحث عن مدى استفادة المبدعين الأفارقة من موروثاتهم الثقافية المتفرّدة في توظيف تلك الثيمة الملهمة في أعمالهم، دون أن يتجاهلوا ما طرأ على واقع مجتمعاتهم من تحولات ومتغيراتٍ كان لها أثرها الواضح على مجمل القيم والسلوكيات.. والدوافع الإنسانية، مثال على هذا بحادثة انتحار سامسون مورڤو؛ إحدى شخصيات رواية تمائم وپارانويات للكاتب الأنغولي چوناس نازاريت.
فيما بعد انتقلت الكلمة إلى الباحثة المصرية مارينا خير فايق متحدثه عن أثر السينما الأمريكية في تكوين صورة ذهنية عن أفريقيا، قائلة إن لوزير الدعاية النازية جوبلز قول شهير جدا يقول" اذا ألححت على تقديم كذبة، أصبحت حقيقة"، وهذا بالفعل ما حدث ازاء افريقيا من خلال الصورة التى عرضت بها للعالم فى العديد من الأفلام الأمريكية، فعلى مدار عقود زمنية عديدة قدمت فى اثنائها المئات من الأفلام الأمريكية التى ركزت على مشاكل القارة الافريقية واستعراض صورة نمطية مشوهه عن المواطن الافريقى، حيث تكمن خطورة الدور الذى تلعبه السينما فى حدة تأثيره على المشاهدين واستمرار هذا التأثير لعدة اجيال متتاليه.
ثم أوضحت لقد ظهر الزنوج بوضوح فى العديد من افلام السينما الأفريقية ، وكانوا احد الموضوعات الهامة التى تطغى على الأفلام الأمريكية، ويعتبر توماس ايه اديسون اول من استخدم موضوعات زنجية فى العديد من افلام الكينتاسكوب لعروض صندوق الدنيا، ولكن اختلفت الصورة التى قٌدمت بها افريقيا والزنوج من مرحلة الى اخرى، وهكذا يمكن تصنيف الأفلام التى عرضت من خلالها الزنوج الى حقبتين اساسيتين، ما قبل الحرب العالمية الثانية وما بعدها، ونجد أن العديد من الأفلام تناولت عمليات حفظ السلام التى تقوم بها الولايات المتحدة فى دول النزاع الافريقى، وهى ما ترسخ دائما الى الحاجة الدائمة للقارة الأفريقية للمنقذ والمخلص الافريقى لانقاذها من المشاكل.
وفي الختام تحدثت الدكتورة منال زكريا عن الملامح الأفريقية في عرض الباليه، حيث يعتبر الرقص من أقدم الفنون التعبيرية ، وهو الوسيلة الأولى لتعبير الإنسان ومحاكاة من حوله، فهو ظاهرة عالمية وجدت منذ فجر الإنسانية فى كل بلد وحضارة ، حتى وأن اتخذت أشكالاً مختلفة، وهنا سوف نركز على الرقص الافريقى المصرى فى بلاد النوبة قبل هجرتهم إلى موطنهم الجديد ، حيث يتواجد قبيلتان فى الشمال حيث الكنور ، وفى الجنوب الفاديجا يعيشون على ضفاف النيل يجمع شملهم روابط أسرية تؤكد المحبة وتوثق المودة بينهم أهمها طقوس الزواج من المناسبات التى يمارس المجتمع النوبى الكثير من عاداته وتقاليده حيث يختلط اللعب باحكام القيم ويمتزج المعتقد بالسحر ويعبر الإنسان عن أحاسيسه وخيلاته بكل ضروب التعبير الفنى من غناء ورقص وإيقاع ورسم ونقش وأزياء لتبرز خبرة الحياة داخل حلبات السمر أو الحكايات–الأساطير الشعبية التى تتفعل بها نفسه من أحساس جماعى مشترك مسيطر فيه على الوجدان الفردى ويعيش فى فرحة واعية تزخر بعاداته ومعتقداته .
وختاما هناك العديد من الرقصات الأفريقية والأنماط الموسيقية والحركات والتعبيرات تختلف من قبيلة إلى أخرى يتم تداولها شفوياً جيل بعد جيل، وهذا التراث الحى يمكن أن يستفاد منه فى ايجاد ملامح فنية وبأسلوب جديد وخاص لتقديم أعمال على مسرح البالية المصرى .