أستاذة اثار تكشف أسرار جديدة في حياة توت عنخ آمون

 أستاذه اثار تكشف
أستاذه اثار تكشف أسرار جديدة في حياه توت عنخ آمون

قالت الدكتورة ماجدة أحمد عبدالله أستاذ تاريخ واثار مصر والشرق الأدنى القديم ورئيس مجلس قسم التاريخ بكلية الآداب جامعة كفر الشيخ انه في عام 1922 تم الكشف بالبر الغربى بالأقصر بوادى الملوك عن مقبرة الملك الشاب توت عنخ آمون ، قام هوارد كارتر بإزاحة الستار عن كنز ضخم لهذا الملك وعثر على جثة الملك الشاب فى مقبرة متواضعة البناء وفتحت المقبرة رسمياً في 29 نوفمبر 2019.
وتضيف ماجدة حكم الملك توت عنخ امون مصر بين أعوام (1351-1343ق.م تقريباً ) وتزوج إحدى بنات الملك أخناتون وهي الأميرة "عنخ اس ان با آتون" هي الابنة الثالثة للملك أخناتون من زوجته نفرتيتي، وتلقب في البداية باسم توت عنخ آتون ، وبعد ثلاث أعوام هجر العمارنة إلى منطقة طيبة وغير اسمه إلى توت عنخ آمون كما حذفت زوجته اسم آتون من لقبها وأتخذت لقب عنخ اس ان با آمون.
وتقول : يعتبر الملك الشاب توت عنخ آمون من أهم الملوك المحبين لأثار أجداده ولذلك أهتم بسلسلة من الترميمات والإصلاحات لمعابد آمون ، وقدم القرابين للإله آمون والألهه موت كمصالحه مع المعبود وكهانه بعد أن كان هو وزوجته معتنقين لعبادة آتون فى عهد أخناتون .
وأضافت : هذا الملك الشاب لم يكن مدللاً بل عليه مسئولية كبيرة نحو مصر وشعبها فى الداخل والخارج وخاصة أن فترات الحكم التى سبقته عصفت بقوة مصر ومكانتها العسكرية وممتلكات مصر فى أسيا ، ولذلك أتجه الملك بحملة نحو آسيا ، ومن خلال أثار مقبرته نستدل على وجود أثار أستخدمها بهدف تمائمى لدفع الخطر عن نفسه فى ميادين القتال ، وللسيطرة على أعداؤه عند مقابلتهم وهى مجموعة حلى والعروش ومواطئ الأقدام تعرض بالمتحف المصرى بالقاهرة مزخرفة أغلبها بأشكال لأسرى مقيدى الأذرع بالتبادل مع أشكال للأقواس ومُثلوا هؤلاء كنوبيين، وليبيين، وآسيويين وعلى أحد مواطئ الأقدام نقش فى المنتصف عبارة:"كل الأراضى، كل البلاد الأجنبية، زعماء كوش، الزعماء الخاسئون تحت نعليك"،وعبارة :"كل بلد أجنبى أسفل نعليك" من الأمام ، وعلى جانب أحد مواطئ الأقدام من خشب أحمر اللون ظهر نقش لأربعة من الأسرى النوبيين مقيدى الأذرع ويظهر بين كل أسير وآخر شكل لقوس، وبدأت أطراف أصابع أقدام هؤلاء الأسرى وهى تلامس الأرض كما لو كان تم شنقهم. وعلى الجهة المقابلة لهم ظهر أسرى آخرون آسيويون وبينهم أحد الليبيين، بنفس وضع النوبيين، ونقش على هذا الموطِئ نحو عشرة أقواس وفى المنتصف سجل النقش التالى: "كل الأراضى، كل الأراضى السورية مُحتجبة تحت أقدام هذا الإله الطيب"،
واستطردت ماجدة : وعلى السطح الأمامي لهذا الموطِئ جاء نقش لأسرى مقيدين لعلامة الوحدة ونقشت عبارة: "كل الأراضى، كل البلاد الأجنبية" وعلى الجانب الأيمن عبارة : "كل أراضي النوبة".
وأضافت :وعلى موطئ أقدام آخر مصنوع من الأبنوس والعاج وموشى بالذهب ظهر نقش لتسعة أشكال من الأسرى مقيدى الأذرع خلف الظهر، وسجلت عبارة فى المنتصف جاء بها ما يلى: "كل الأراضى، كل البلاد الأجنبية، زعماء رتنو، جميعهم جمعوا مثل واحد تحت نعليك مثل رع للأبد" ، وزخرف موطئ أقدام آخر بنفس المجموعة بشكل لأسير نوبى وآخر آسيوى مقيدين معاً إلى النباتات التقليدية "اللوتس والبردى".
وقالت :كما تضم أثاره نعلين مصنوعين من لحاء الشجر صور على كل منهما من الداخل أشكال لأسرى فصور أحد النوبيين مع شخص من الآسيويين مقيدَىّ الأذرع، على ما يبدو من قبيلتين منفصلتين وبدت أقدام أصابعهم تلامس الأرض وهو تعبير عن الشنق، وأسفل وأعلى كل زوج من الأسرى زخرفة للأقواس التسع .
وأكدت أن للملك توت عنخ آمون عربتان حربيتان زخرفت كل منهما بأشكال لأسرى الحرب مقيدى الأذرع، يمثلون كلا الجنسين النوبي والآسيوي.
وأضافت : للملك قوس مزدوج مزخرف برأسين لعدوين أحدهما آسيوى والآخر زنجى ويمر عبر عنقيهما وتر القوس. والغرض من هذا القوس غير واضح ولكن من المؤكد أن مع كل جذبة لوتره بيد الملك يُعرض هذين الرأسين للشنق. ونعتقد أنه يمثل سلاحاً طقسياً له قوة سحرية وتمائمية لمنح القوة والغلبة للملك على أعدائه أثناء الحرب .
واشارت الى أن مجموعة الملك توت عنخ آمون أحد الأوعية من الألبستر نحت غطاؤه على هيئة أسد جالساً أعلى الوعاء وزخرفت جوانب الوعاء بمنظر لأسود تهاجم ثيراناً وغزلاناً، ويرتكز الجزء السفلى للوعاء على أربعة رؤوس لأجانب تمثل اثنين من الآسيويين، واثنين من النوبيين.
وقالت :أعتقد أن هذا الأسد هو تمثيل للملك ذاته ولذلك سجل اسمه على جسد الأسد، وقد سيطر على أعدائه سواء خلال معاركه أو أسفل قدميه الممثلة فى الرؤوس السفلى للوعاء كما نحت أشكال الأسرى النوبيين والآسيويين المقيدين على "عصى اللعب" من العاج أيضاً.
واستطردت : توفي هذا الملك وهو في سن الثامنة عشرة من عمره بعد حكم تسع سنوات ، وحنط جثمانه ووضع بتابوته داخل القبر ووضعت عليه زوجته باقة من الزهور، ودفن معه أثاث جنازي فخم منه الأواني الكانوبية التي بداخلها أحشاء الملك ، والآسره المذهبه والعروش والتماثيل ونعال واسلحة الملك حتى ألعابه مثل الداما المصنعة من العاج.