تنفيذ حكم الاعدام في هشام عشماوي | تفاصيل لأول مرة عن أخطر ارهابي وعملياته

تنفيذ حكم الاعدام
تنفيذ حكم الاعدام في هشام عشماوي | تفاصيل لأول مرة

أعلن المتحدث العسكري للقوات المسلحة العقيد تامر الرفاعي، تنفيذ حكم الإعدام في هشام عشماوي، إذ قضت محكمة جنايات القاهرة أمس الأول الإثنين بالإعدام شنقا بحق هشام عشماوي و36 آخرين لإدانتهم بارتكاب 54 جريمة، من بينها قتل رجال أمن ومحاولة اغتيال وزير الداخلية السابق، حسب ما أكد مسؤول قضائي.
وكانت المحكمة العسكرية كانت أصدرت حكما ضد هشام عشماوي غيابياً في 2017 بالإعدام بسبب تورطه في مهاجمة وقتل جنود عند نقطة تفتيش بالقرب من الحدود المصرية-الليبية.
من هو هشام عشماوي ؟
هشام علي عشماوي مسعد إبراهيم من مواليد عام 1978 هوَ ضابط سابق بالجيش المصري متهم بقيامه بتدبير عددٍ من الهجمات الإرهابية على أهداف أمنية ومؤسسات الدولة بما في ذلك كمين الفرافرة عام 2014 واغتيال النائب العام هشام بركات عام 2015 وحكم عليه بالإعدام .
انضمّ عشماوي إلى الجيش عام 1996 حتّى أصبحَ ضابطًا في وحدة وحدات الصاعقة. معَ بداية العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين وحسب تصريحات زوجته فإنّ عشماوي أظهرَ علامات متزايدة على التطرف ثمّ تفاقمَ الوضع عقب وفاة والده عام 2010 قبل أن يُقال رسميًا من القوات المسلحة المصرية في العام الموالي في «ظروفٍ غامضةٍ» بعدَ اتهامهِ بنشر الفكر المتطرف والتحريض على العُنف.
احتضنهُ تنظيم القاعدة فانضمّ له ثم انخرطَ عام 2012 معَ أنصار بيت المقدس لكنّه انشق عنها عام 2015 بعد إعلانِ ولاءها لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وبدلاً من ذلك؛ شكّل عشماوي تنظيمهُ الخاص الذي سُمّي بالمرابطون والذي اتخذ من ليبيا مقرًا له وظلّ مُخلصًا للقاعدة.
أصبحَ هشام عشماوي في وقتٍ لاحقٍ واحدًا من «أكثر الإرهابين المطلوبين في مصر» قبل أن يتم القبض عليه في 8 أكتوبر 2018 على يدِ عناصر من الجيش الوطني الليبي أثناءَ معركة درنة. بحلولِ 28 مايو 2019؛ سُلّم عشماوي إلى السلطات المصرية.
وُلد عشماوي في عام 1978 بالقاهرة في مصر والده هوَ علي عشماوي الذي كات يعملُ كمدرسٍ للغة الفرنسية فيما كانت تعملُ والدته السيّدة غالية علي عبد المجيد في مدرسة.
توجدُ القليل من المعلومات حول حياته قبل انضمامه إلى القوات المسلحة المصرية؛ فكان معروفًا في وسط العائلة والأصدقاء بعشقهِ لكرة القدم.
في عام 2003؛ تزوّج الملازم عشماوي من نسرين سيد علي وهيَ طالبة سابقة في مدرسة عبد المجيد وأصبحت مساعدة في جامعة عين شمس.
حصلَ الثنائي على ولدان وعاشَ الأربعة في مبنى كان قد بناهُ والده في الحي العاشر مدينة نصر.
دخل هشام عشماوي الكلية الحربيّة عام 1996 وتخرج منها عام 2000.
خدمَ في الجيش المصري حيث كان في البداية قائد مشاة ثمّ صارَ ضابط قوات خاصة في وحدات الصاعقة.
تدرّب خلال هذه الفترة على التمويه والاستعداد القتالي في التضاريس الصعبة، قبل أن يُرسل للعمل في شبه جزيرة سيناء والتي ظلّ فيها لمدة 10 سنوات وخلالها تلكَ الفترة حصلت عدّة أحداث على غِرار تفجيرات شرم الشيخ 2005 وَتفجيرات دهب 2006.
بدأت علامات التطرف في الظهور على شخصيّة عشماوي منذ عام 2000 حيثُ دخلَ في نقاشٍ حادٍ معَ أحد العسكريين بعدما أخطأَ في قراءة بعض الآيات القرآنية خلال إحدى الخُطب.
تصرفه هذا إلى جانبِ تصرّفاتٍ أخرى دفعت إلى وضعهِ تحتَ المراقبة.
في ذلك الوقت؛ كان هشام يوزع «كتبًا سلفية» على زملائه العسكريين، بل إنّ أحدهم قال لوكالة رويترز للأنباء «إن عشماوي اعتادّ على إيقاظ زملائه من المجندين عند صلاة الفجر كما شجعهم على عدم قبول الأوامر دون أن يكونوا مقتنعين بها.» في المُقابل؛ قالت نسرين إن زوجها عشماوي قد تغيّر بعد وفاة والده في عام 2010 ووصفت ما جرى «بنقطة التحوّل المهمة»، حيثُ أصبح مكتئبًا وانتقل لجمع وقراءة كلّ أعمال ابن تيمية.
استُجوب عشماوي لأوّل مرة في عام 2006،
اتُهمَ عشماوي خلال التحقيق بالترويج لأفكار متطرفة والتحريض على مؤسسات الدولة، وتمّت محاكمته في عام 2007 قبل أن يُعيد تكليفه بمنصبٍ إداري في قوات الدفاع الشعبي في الجيش المصري.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ التواريخ والظروف الدقيقة التي غادر فيها عشماوي الجيش تبقى متضاربة، لكنّ الشيّ المؤكد أن المحكمة العسكرية قد قرّرت في إحدى جلساتها عام 2011 أنه يجب إقالةُ عشماوي رسميًا من القوات المسلحة.
ظلّ عشماوي يزورُ بانتظامٍ مسجد الأنوار في حيّ مطرية في القاهرة بين عامي 2010 و2012. خلال إحدى حلقات برنامج صناعة الموت الذي عُرض على قناة العربية؛ تمّ التطرق لقضيّة عشماوي وقيلَ فيها إنّ الاجتماعات بينه وبين «العناصر المتطرفة» صارت متكررة بعد أن ترك الجيش كما اعتنقَ ما يُعرف غربيًا «بالتشدد الإسلامي» كأيديولوجية بعد التحاقهِ بتنظيم القاعدة.
تمكّنَ عشماوي من تشكيل خلية متشددة مع أربعة ضباط آخرين بعد إقالته عام 2011 وانضم فِي العام الموالي إلى أنصار بيت المقدس حيثُ صعدَ تدريجيًا في صفوف المجموعة. تتبعت وزارة الداخلية رحلةً كان قد قام بها إلى تركيا في 27 نيسان/أبريل 2013 قبل أن يعبر الحدود متجهًا صوبَ سوريا، وهناك اشتبهت السلطات في أنه قد فعل ذلك للمقاتلة إلى جانب جبهة النصرة.
ظهرَ اسم عشماوي في وسائل الإعلام لأول مرة في سبتمبر 2013 باعتبارهِ أحد المشتبه بهم الرئيسيين في محاولة اغتيال وزير الداخلية محمد إبراهيم مصطفى إلى جانبِ المدعو عماد عبد الحميد والمُفجّر الانتحاري وليد بدر.
بعدَ انتشار الخبر؛ داهمت قوات الأمن منزله والصالة الرياضية التي كان يتردد عليها فوجدوا كمية كبيرة من معدات التدريب القتالي في مقر إقامته.
أخبرت زوجته النيابة في وقت لاحق أنها لم تسمع منه منذُ محاولة الاغتيال.
ارتبط اسم هشام عشماوي بالعديدِ من الخلايا والعمليات المسلحة التي حصلت في العام الموالي بما في ذلك كمين الفرافرة عام 2014، والتي خطّط لها مُسبقًا أثناء وجوده في معسكرات أنصار الشريعة في ليبيا.
تقولُ المصادر أنّ عشماوي قد كُلّف بتدريب مجندين من أنصار بيت المقدس عام 2014، وقادَ خلايا المنظمة داخل مصر .
في وقتٍ لاحق أعلنت أنصار بيت المقدس عن ولائها لتنظيم داعش مُشكّلةً بذلك ما عُرف بولاية سيناء.
هذا الولاء سبّب لغوًا في داخل صفوف الجماعة فانقسمت إلى قسمين؛ أولٌ صارَ مواليًا لداعش فيما ظل القسمُ الثاني – وهو القسم الذي ضمَ عشماوي – مرتبطًا بالقاعدة.
زادت شهرة عشماوي بعدما ظهرَ اسمه في وسائل الإعلام كمشتبه به رئيسي في اغتيال النائب العام هشام بركات في يوليو 2015.
أَعلن هشام في شريط فيديو في نفس الشهر عن تشكيل تنظيمٍ يُدعى المرابطون وأكّد أنه سيكونُ مواليًا وتابعًا للقاعدة بدلاً من داعش.
هذا البيان أثار حفيظة قادة تنظيم داعش الذي ردوا عليهِ من خلال بيانٍ وصفوهُ فيهِ «بالمرتد» وأعلنوا عن مكافأة لمن ينجحُ في أسرهِ أو اغتياله.
لقد نجحَ تنظيم المرابطون بقيادة هشام عشماوي في فرض نفسه حيثُ تمركزَ في ليبيا وطوّر علاقات وثيقة مع مجلس شورى مجاهدي درنة، وفي فيديو انتشرَ على مواقع التواصل الاجتماعي؛ شجَع عشماوي المسلمين على شنّ «جهادٍ عالمي».
لقد اختلفت تكتيكات عشماوي عن تلكَ التي يستخدمها أبو بكر البغدادي زعيم داعش؛ فالأوّل فضّل استخدام السيارات المُفخّخة كما اتبع خطّة تقضي بعدمِ إعلان المسؤولية عن أيّ من هجماته على عكسِ الثاني الذي لجأَ إلى التفجيرات الانتحاريّة في غالبية هجماته فضلًا عن إعلانه مسؤولية خلال كل عمليّة.
يميلُ داعش أيضًا إلى التركيز على التوسع الإقليمي بينما يُفضّل عشماوي حرب العصابات.
أصدرَ عشماوي بيانًا ثانيًا في مارس 2016 على شكل تسجيلٍ صوتيّ مصحوبٍ بشرائح صور شملت صورة له بالزي العسكري وبانوراما في القدس تحمل عبارة «يا أقصى نحن قادمون».
أعطى عشماوي نفسه اسمًا مستعارًا وهوَ أبو عمر المهاجِر،كما نسجَ شبكة علاقات معَ جماعات مُتشددة أخرى مثل جند الإسلام وأنصار الإسلام.
قام تنظيم المرابطون بتنفيذِ هجومٍ في واحة باهاريا في أكتوبر 2017 والذي تسبّب في مقتلِ ما بين 16 حتى 54 من أفراد الأمن.
ردت القاهرة على هذا الهجوم من خلال تنفيذ سلسلة غارات جويّة في الصحراء الغربية بمصر في وقت لاحق ما تسبّب في مقتل مساعد عشماوي المدعو عماد عبد الحميد.
حُكم على عشماوي بالإعدام غيابيًا قبل محكمة عسكرية في 27 ديسمبر 2017 مع عشرة آخرين بسببِ تهم مختلفة تتعلق بالإرهاب وزعزعة أمن واستقرار الدولة..
في 8 أكتوبر 2018 أعلنَ أحمد المسماري الناطق باسم الجيش الوطني الليبي أسرَ عشماوي خلال عملية مفاجئة قامت بها وحدة من لواء 106 في منطقة جبلية في درنة؛ كما أعلنَ عن القبض على مسلحين آخرين بمن فيهم مقربين من عمر سرور مفتي تنظيم المرابطون الذي كان قد قُتل في يونيو من نفسِ العام.
قالت السلطات الليبية في بيانٍ لها إنه سيتم تسليم عشماوي إلى مصر بعدَ التحقيقات، كما نشرت تلك مقطعَ فيديو مصوّر يُظهر عشماوي بعد القبضِ عليه داخلَ مدرعة بالإضافة إلى صور لوجههِ الدامي، كما أعلنت في بيانٍ سابقٍ لها أن الضابط المصري السابق كانَ يرتدي حزامًا ناسفًا لم ينفجر عندما ألقي القبضَ عليه.