تفاصيل مثيرة عن فيلم الكوتشينة لوردة الجزائرية ودور الرئيس السادات وحقيقة منعها من دخول مصر

تفاصيل مثيرة عن فيلم
تفاصيل مثيرة عن فيلم الكوتشينة لوردة الجزائرية ودور الرئيس ا

لسنوات طويلة، صدق جيل كامل من المراهقين المصريين، وجود فيلم يحتوى على مشاهد جريئة للفنانة وردة الجزائرية، حمل اسم “الكوتشينة”، الكثيرون أقسموا أنهم شاهدوا الفيلم، بل وحكوا عن مشاهد منه!، لكن الحقيقة أن هذا الفيلم لم يكن موجودًا أصلاً.
جيل بأكمله عاش أكذوبة وجود هذا الفيلم الذى لم يكن موجودًا قط، وهو ما يجعل الأمر مثيرًا للدهشة أن يصدق مئات الآلاف من البشر أكذوبة لسنوات طويلة، دون وجود أى سند حقيقى لها، وهو ما يجعلنا نتساءل: “كيف بدأت هذه الشائعة وكيف انتشرت؟”.
لكى ندرك قليلا كيف كان الرأى العام ممهدًا وقتها لتقبل وجود تلك الشائعة، فعلينا الرجوع إلى أواخر الستينيات وبدايات السبعينيات ما قبل الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975، حيث دخل العديد من المنتجين الجدد من دول الخليج النفطية مجال الإنتاج السينمائى.
كانت لبنان هى الأرض الخصبة لإخراج عدد كبير من الأفلام ذات المشاهد الجريئة، فى هذه الفترة عرفت السينما العربية مرحلة من الجرأة لم تكن مألوفة من قبل، حتى شاهدنا الجمهور يعد قبلات عبد الحليم حافظ فى فيلم “أبى فوق الشجرة” بل ويتشاجر المراهقون عقب انتهاء الحفلة فى السينما مع بعضهم البعض حول العدد الصحيح للقبلات بالفيلم.
فى أواخر السبعينيات، انفجرت فجأة هذه الشائعة من اللاشىء حول فيلم “وردة”، لم يكن هناك وقتها أدوات بحث ذكية لمعرفة أصل المعلومة، وظلت الشائعة تُتداول دون توقف، وحين دخلت التكنولوجيا على الخط، لم تنتهِ للأبد، فتم تداول الشائعة من جديد، ولكن هذه المرة بمزيد من التفاصيل، حيث قام أحدهم بعمل بوستر للفيلم المتوهم.
مع وسائل الاتصال الحديثة عاد بعض “الفشارين” ليقسموا أنهم شاهدوا الفيلم، وتوهموا أن قصته هى إجبار عادل أدهم زوجته التى تقوم بدورها وردة على ممارسة الرذيلة من أجل المال، ووصل الأمر إلى درجة أن البعض توهم دفاع وردة عن نفسها بعد الهجوم القاسى عليها عقب إنتاج الفيلم، حيث أشاعوا أنها دافعت عن نفسها بقولها: “سامحونى دول نص مليون دولار”.
كيف انفجرت هذه الشائعة؟
الكاتب الصحفى والناقد الفنى أحمد السماحى، يرى أن شائعة فيلم “الكوتشينة” انتشرت فى الثمانينيات، حيث كانت المطربة الجزائرية متربعة على عرش الغناء، وهو ما جعلها فى مواجهة غيرة البعض.
السماحى حسبما قال فى تصريحات صحفية: إن وردة فى تلك الفترة كانت متوهجة لدرجة أنها كانت أبعد من أن ينافسها أحد، وكانت القريبة من منافستها هى الفنانة فايزة أحمد، ومن الممكن أن يكون أحد المقربين من “فايزة” هو من أطلق الشائعة للنيل من وردة، على حد قوله.
السماحى يرى أن وردة لم تتأثر بالشائعة ولم تؤثر على مسيرتها الفنية أو حياتها الشخصية، قائلا: “وردة كانت من أطيب الفنانات، وعلى سجيتها، وليست شخصية خبيثة، لذلك فهى لم تتأثر بهذه الشائعة”.
طارق الشناوى يفجر مفاجأة: كان فيه فيلم وما كملش!
الناقد الفنى طارق الشناوى فجر فى تصريحات صحفية مفاجأة كبرى، حيث قال: إن وردة بالفعل بدأت فى تصوير فيلم خلال بداية الثمانينات مع الفنان عادل أدهم، لكن الفيلم توقف لأسباب إنتاجية ولم يخرج إلى النور، لكنه فى الوقت نفسه نفى أن يكون هذا الفيلم “إباحى” أو به مشاهد “خارجة”.
لكن الشناوى فى الوقت نفسه يقول: إنه لا أحد يعرف أين هذه المادة الفيلمية التى تم تصويرها، وأنها اختفت فيما بعد، وهو ما أعطى الشائعة بعدًا آخر.
هل وقف الرئيس السادات خلف إطلاق تلك الشائعة؟
بعض المحللين والنقاد يعتقدون أن الرئيس أنور السادات كان واقفا خلف الشائعة بسبب السياسة، ففى هذه الأوقات كانت مصر فى خلافات سياسية عميقة مع الجارة الليبية، وفى ذروة هذه الخلافات أقامت الفنانة وردة حفلا غنائيًا فى العاصمة الليبية طرابلس، وهو ما جعل الرئيس السادات يصدر قرارًا بمنعها من دخول البلاد.
لكن الناقد الفنى أيمن الحكيم نفى كل هذه المزاعم فى تصريح صحفي مؤكدًا أن السادات كان يحترم الملحن بليغ حمدى، زوج وردة وقتها، وعلى علاقة طيبة به، وأن الخلافات بين السادات ووردة لم تصل به مطلقا إلى تشويه سمعتها، خاصة أن شقيق بليغ حمدى الدكتور مرسى سعد الدين كان المتحدث باسم الرئيس السادات.
المفاجأة أن الحكيم رأى نفس ما رآه السماحى، إذ يعتقد أن منافستها لفايزة أحمد كانت وراء إطلاق هذه الشائعة، موضحًا أن البعض روج بأن الفيلم كان من بطولة عزت العلايلى، فيما رأى آخرون أن بطولته كانت من نصيب عادل أدهم.
على كل حال فإن السبب وراء إطلاق تلك الشائعة سيبقى غامضًا، والسبب وراء بقائها طوال هذه السنوات سيظل أكثر غموضًا، بل ربما لا يحتاج إلى آراء النقاد الفنيين، بل إلى آراء المتخصصين فى الطب النفسى، إذ كيف أقسم المئات أنهم شاهدوا الفيلم، وكيف تخيلوا مشاهد منه، رغم أنه لم يكن موجودًا يومًا من الأيام.
وردة الجزائرية (22 يوليو 1939 – 17 مايو 2012)، مغنية جزائرية. اسمها الحقيقي وردة فتوكي ولدت في فرنسا لأب جزائري وأم لبنانية من عائلة بيروتية تدعى يموت. لها طفلان هما رياض ووداد.
ولدت وردة في فرنسا لأب جزائري ينحدر من ولاية سوق أهراس بلدية سدراته بالجزائر وأم لبنانية من عائلة بيروتية تدعى يموت. مارست الغناء في فرنسا وكانت تقدم الأغاني للفنانين المعروفين في ذلك الوقت مثل أم كلثوم وأسمهان وعبد الحليم حافظ، وعادت مع والدتها إلى لبنان وهناك قدمت مجموعة من الأغاني الخاصة بها.
كان يشرف على تعليمها المغني الراحل التونسي الصادق ثريا في نادي والدها في فرنسا، ثم بعد فترة أصبح لها فقرة خاصة في نادي والدها. كانت تؤدي خلال هذه الفترة أغاني أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب ولـ عبد الحليم حافظ، ثم قدمت أغاني خاصة بها من ألحان الصادق ثريّا. وهي خالة الفنانة إنجي شرف.
قدمت لمصر عام 1960 بدعوة من المنتج والمخرج حلمي رفلة الذي قدمها في أولى بطولاتها السينمائية “ألمظ وعبده الحامولي” ليصبح فاتحة إقامتها المؤقتة بالقاهرة، ولها أفلام أخرى اه ياليل يازمن وحكايتي مع الزمان مع رشدي أباظه وليه يادنيا صوت الحب طلب رئيس مصر الأسبق جمال عبد الناصر أن يضاف لها مقطع في أوبريت “الوطن الأكبر”.
في مطلع الستينات وأيام الوحدة بين مصر وسوريا كان المشير عبد الحكيم عامر وزير الحربية وقتها عائد لدمشق بعد رحلة إلى مصيف بلودان. وفي الطريق، كانت وردة الجزائرية في طريقها إلى دمشق ولكن سيارتها تعطلت فأمر المشير بتوصيل السيدة الي المكان الذي تريده. كانت وردة الجزائرية حينئذ غير معروفة في مصر ولكنها عرفت بنفسها أثناء الحديث وألحت أن ننقل للمشير رغبتها في مقابلته لتقدم له الشكر. حضرت وردة الجزائرية بالفعل إلى استراحة المشير عبد الحكيم عامر في منطقة أبو رمانة بدمشق. كان اللقاء في وضح النهار ولم يكن المشير وحده وإنما كان معه في الاستراحة أنور السادات واللواء أحمد علوي وعبد الحميد السراج.
وصل تقرير سري لهذه المقابلة إلى مكتب الرئيس عبد الناصر وانتشرت الإشاعات وقتها بوجود علاقة بين وردة وبين المشير. وزادت حدة الشائعات لأن وردة ذاتها انتهزت فرصة لقائها بالمشير عامر وحاولت استغلالها لصالحها بعد مجيئها للقاهرة وبدأت توهم المحيطين بها بأنها على علاقة بالمشير وأنها تتصل به هاتفيا. كانت وردة في بداية مشوارها الفني بالقاهرة وراحت تستخدم أسلوب الترغيب والترهيب حتى يتقرب منها أهل الفن فربما يتعرفون على المشير وينالون رضاه من خلالها وأن تخيف كل من يعترض طريقها بعلاقتها المزعومة بالمشير.
أدى هذا إلى قيام أجهزة المخابرات بالتحقيق حول هذه الشائعة ومصدرها حتى اتضح أن وردة ورائها. مما أدى إلى صدور قرار بإبعادها خارج البلاد ومنعها من دخول مصر. ولم ترجع إلى مصر إلا في مطلع السبعينيات خلال حكم الرئيس السادات.