أثر الانقسام السياسي على الموروث الثقافى والتاريخى فى ليبيا

لخبير الأثرى رمضان
لخبير الأثرى رمضان أمحمد على الشيباني

ماأجمل بلادنا العربيه التى ميزها الله بكثير من النعم والحضارة والثراء مما جعل كل طامع أن يظهر عن نوياه لينهش منها مايريد وعن تأثير ذلك على بلادنا وخاصه ليبيا كان لنا هذا الحديث مع الخبير الأثرى رمضان أمحمد على الشيباني رئيس قسم الشؤون الفنية بمراقبة اثار طرابلس، عن دعم منظمه اليونسكو لهم منذ اندلع الثورة.
قال رمضان: ليبيا من الدول المانحة سابقا وقدمت دعم للدول وللمنضمات الدولية فقدمت لليونيسكو الكثير وخصوصا في عثراته اضافة الي حصتها التي تدفعها سنويا... مقابل كل هذا فأنا أعتبر أن اليونيسكو لم تقدم مايجب أن تقدمه نحو ليبيا في مجال حماية التراث الثقافي الانساني في هذه الظروف الاستثنائية التي يمر بها الوطن واعتقد ان اليونيسكو لازالت تعتبرها من الدول المانحة وايضا اليونيسكو وقعت في خطاء كبير ان تعاملت مع ليبيا وفق الجانب السياسي وكما تعلمون ان ليبيا لها حكومتين في الشرق والغرب وفي كل مرة يعترف دوليا بحكومة فكانت اليونيسكو في كل مرة تتعامل مع حكومة وهذا خطاء كان من المفروض ان تتعامل اليونيسكو مع ماهو موجود على الارض من مؤسسات التي تعنى بحماية التراث دون الخوض في الامور السياسية. وقد نبهت الي ذلك ووجهت هذا الاتهام في كثير من المناسبات والاجتماعات في ليبيا ومصر وتونس وغيرها التي حضرتها وبحضور اليونيسكو ففي رأيي أن اليونيسكوا قصرت كثيرا في دورها مع ليبيا بخصوص حماية التراث الثقافي.
وكشف الشيباني عن مدى تأثير بلادهم وبلادنا العربيه بالارهاب وكيف كانت لتلك الثورات التأثير الكبير فقال:منذ اندلع ماعرف بالربيع العربي وبعد ثورة فبراير بليبيا ويناير بمصر فعندما تم الدخول الي المتحف المصري بميدان التحرير وسرق منه بعض القطع الاثرية فعمل المصريين سدودا بشرية لحماية تراثهم قلت في نفسي الثورة اندلعت وسيحصل لمتحفنا الوطني ماحدث في مصر فقمت على رأس مجموعة مختارة من الشباب بمصلحة الاثار وكان في حينها كال المتاحف الليبية مقفلة قمنا بتخبئة مالايقل عن 3000 قطعة اثرية ممكن ان تحمل لخفة وزنها في مكان داخل المتحف في احد الممرات الجانبية وتم غلقه بالخرسانة والطوب وتم طلائه ليختفي نهائيا الي حين انتهت الامور ونتيجة لصعوبة التواصل مع زملائنا في المدن الاخرى فقد بلغنا الجميع بالتصرف بحماية الاثار بالطرق التي يرونها مناسبة.
ومع كل هذا فقد تعرضت بعض المتاحف الليبية الي السرقة والنهب اثناء مرحلة الثورة وبعدها الي يومنا هذا نتيجة الانفلات الامني والتدبدب المؤسساتي والفوضى التي حدث اثناء وبعد 2011 وبالرجوع الي مكتب الاثار المسروقة بمصلحة الاثار والمراقبات التابعة لها ومن خلال سجلات الاثار المفقودة فقد تم رصد هذه الاحصائية وهي على النحو التالي:
متحف بن وليد سرق منه عدد 109 قطعة اثرية منها قطع عملة ومصابيح وصحون وجرار فخارية ومنحوتلت حجرية وأواني زجاجية وأواني حجرية لحفظ رماد الموتى.
متحف مصراته سرق منه 82 قطعة عملة منها الفضية ومنها البرونزية ترجع الي فترات تاريخية مختلفة وكذلك صحن من الفخار التيراسجلاتا.
متحف سلطان لقد تم سرقة 52 قطعة منها عملات برونزية وفضية ومصابيح فخارية واواني من الخزف والزجاج ومشغولات معدنية وخشبية وادوات صوانية ترجع لعصور ماقبل التاريخ.(5)
متحف ليبيا لقد تم سرقة قطعة فسيفسائية تمثل احد رموز الالهة تانيت وقد تم استرجاعها من قبل السكان المجاورين للمتحف.
متحف سوسة لقد تم سرقة أربع صحون من الفخار الاغريقي.
متحف القيقب لقد تم سرقة سيف تاريخي.
متحف السراي الحمراء (المتحف الوطني) لقد تم سرقة بدلة عسكرية للمجاهد سعدون السويحلي.
متحف صبراته لقد تم سرقة رأسين لتمثالين للاله سيرابيس وتم استعادتهم فيما بعد.
متحف طلميته لقد تم سرقة مجموعة من الاواني الفخارية من مخازن البعثة الاثرية البولندية العاملة بطلميته.
المصرف التجاري بنغازي لقد تم سرقة10،000 عشرة الاف قطعة اثرية من ودائع مصلحة الاثار بهذا البنك وهي عبارة عن عملات دهبية وفضية وبرونزية ومصنوعات فخارية ومعدنية وزجاجية وبعض المنحوتات منها تماثيل صغيرة ورؤوس تماثيل وحلي واشياء أخرى وكل هذه القطع تعرف بكنز بنغازي وهي مودعة في البنك مند سنة 1964.
اما من ناحية الجماعات الارهابية فلم يكن شأنها كما هو في سوريا والعراق بتدمير المواقع وسرقتها الا أنهم وكما هو معروف عليهم غالبا ما يلجاء هذا النوع من الجماعات الي استغلال الاماكن دات الحماية الدولية والانسانية مثل المستشفيات والمدارس والمتاحف والمدن والمواقع التاريخية والاثرية ومن هنا نستطيع ان نؤكد بأن تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) قد جعلوا من متحف سلطان بسرت احد الاماكن التي احتموا بها وجعلوها مقرا لهم لادارة عملياتهم الارهابية ومكان لتخزين دخيرتهم الحربية مما يجعل المتحف هدف عسكري ممكن قصفه وتدميره وقد تعرض المتحف لعمليات سرقة ونهب وكذلك تعرض المبنى لاعمال تخريب في محتوياته ومكاتبه وكذلك تعرضت بعض جوانبه للتخريب جراء اثار الرصاص والقنابل. وحدث ذلك في مدينة صبراته عندما احتموا بمسرح المدينة الروماني وقد تعرض لاضرار بسيطة عنما حدثت اشتباكات معهم.
وأوضح كيف رجعت ١٧٠٠ قطعه اثريه وغيرها فى تلك الظروف، وأشار الى أن القطع 1700..؟ اذا تقصدين القطع الاثرية التي تم استرجاعها وعمل لها حفل بمدينة قورينا (شحات) فالعدد اكثر من ذلك بكثير وهذه القطع هي في الاصل لم تسرق من متاحفنا ومخازننا بل هي مكتشفات نتيجة الصدفة نتيجة استصلاح اراض لهدف الزراعة او السكن او التطوير العمراني
وكذلك نتيجة النبش والبحث عن الكنوز فقد تم طواعية من خلال بعض الخيرين والوطنيين بإرجاع هذه القطع الاثرية الي مصلحة الاثار بالمنطقة الشرقية منها تماثيل وفخار وعملة وغيرها.
وعن كيفيه استيلاء بعض الأهالى على أرض اثريه أجاب:نعم حدث ذلك في بعض الاماكن وخصوصا في مدينة شحات بحجة ملكية الارض فهذا الموضوع شائك جدا وله سوابق قانونية قديمة وحدث نتيجة الفوضى التي دخلت فيها البلاد وعد مقدرة الجهات الامنية والضبطية في كثير من الفترات بممارسة عملها على سبيل المثال مراكز الشرطة وكذلك الشرطة السياحية وحماية الاثار نتيجة تغول الجماعات المسلحة. فقد وصل الاستيلاء على الاراضي حتى في الحرم الاثري في بعض الاحيان.
أما عن السبل المتفق عليها دوليا للحد من الأتجار بالاثار قال: طبعا بكل تأكيد على المنظمات الدولية والانتربول واليونيسكو والايكوم وغيرهم وبعض المؤسسات الاقليمية والدولية المشهود لها بالخبرة في متابعة مثل هذه الامور مثل FPI الامريكي والكاربنييري الايطالي التعاون مع دول النزاع في الحد من الاتجار بالاثار وكذلك عمل اتفاقيات ثنائية بين ليبيا وبعض الدول التي تسمح بالاتجار بالاثار مثل امريكا والامارات واسبانيا وبريطانيا وغيرها وبدات ليبيا بشكل جدي في عمل مثل هذه الاتفاقيات وكان أولها مع امريكا.
لافتا أن قانون ٢٠١٣ الذى يسمح للأهالى بأستعاده اراضى تاريخية تم مصادارتها من قبل، هذا القانون له تبعات خطيرة على كل المستويات الاجتماعية والادارية وغيرها الا انه لم يكن له تأثير كبير على المواقع والمدن الاثرية فكل المواقع الاثرية المنزوعة ملكيتها قد تم تعويض اصحابها من زمان.. ولكن املاك الناس التي استولى عليها اناس اخرون مثل المصانع والاراضي والمنازل بحجة مقولات الكتاب الاخضر ايام النظام السابق مثل الارض ليست ملكا لاحد والبيت لساكنه وغيرها هي المقصودة من هذا القانون.
وأكد الخبير الأثرى أننا نقدم كأفه الوعى الأثرى الثقافى للناس نحن نحاول وانا شخصيا معظم وقتي بهذا الخصوص من خلال القنوات التلفزيونية فقد خصصنا حلقات ومداخلات وبرامج وكذلك الراديو وبتقديم محاضرات عامة للتوعية بقيمة هذا الموروث وربطه بالهوية والتنقل الي البلديات وخصوصا التي يقع في محيطها مواقع اثرية مهمة وكذلك عمل محاضرات توعوية ونشاطات من شأنها تقوي الصلة بين الشباب والتراث بالمدارس والجامعات. وقد عملنا في هذه المرحلة وبحكم ان كل المتاحف مقفلة امام الجمهور فقد اسسنا متحف للاطجفال اسمناه (متحف الاثري الصغير ) بطرابلس عملنا فيه مجسمات لمواقع ومكونات اثرية مهمة حسب التسلسل الزمن والتاريخي من عصور ماقبل التاريخ وفيه جسنا كهف به رسومات ونقوش لعصور ماقبل التاريخ وأدوات حجرية مختلفة وايضا مجسمات للحضارات الاخرى التي تلتها مثل الغريقية والرومانية والبيزنطية والاسلامية ومعرض به مقتنيات للصناعات التقليدية ونمادج للعمارة المحلية وقسم خاص بالتاريخ الطبيعي حيوانات محنطة وغيرها وكذلك حفريتان واحدة للتاريخ الطبيعي بها بقاقا عظمية لديناصور واخرى لبقايا فيلا رومانية ويأتي للطفل بعد ان استمع الي شروح وافيه عن المتحف ورأى ولمس وشاهد في الشاشات المخصصة للعروض يأتي الي الحفريتان المذكورتان ويبداء في اعمال الحفر لاستخراج قطع اثرية وعملات وعظام كلها مقلدة ومصنعة غير اصلية وذلك بهدف غرس روح حب الاثار في عقول اطفالنا ولخلق جيل يحترم تاريخه وماضيه.. وكذلك يوجد مرسم بالمتحف خاص بالطفل وكذلك عملنا امنسيات وسهرات فنية وخاصة بالطفل.
وعن التعاون المؤسسات الاخرى قال: في الحقيقة نعمل على هذا الرأي ولكل على مستوى شخصي وليس مؤسساتي فأنا شخصيا وبعض من زملائي في الشرق والغرب نقوم بهذه المهمة قدر ما أمكن من خلال القنوات التلفزيونية العالمية ومن خلال المؤتمرات والندوات وورش العمل في كثير من الدول.
وأضاف رمضان:نعم هناك تعاون محدود يجب ان يرقى الي مستوى أعلى مما هو موجود كما سبق وأن ذكرت لحضرتك نذهب الي المدارس والجامعات لعمل محاضرات توعوية بهدف حماية التراث والحفاظ عليه ونشاطات اخرى وفعاليات تهدف الي ماذكرت. ولازلنا نحاول مع ادارة المناهج وعملنا عدت اجتماعات بالخصوص تعديل المناهج في مادة التاريخ والتربية الوطنية بما تتطلبه هذه المرحلة الاستثنائية من تاريخ الوطن.
وقال: كثير من المؤسسات الليبية انقسمت وانفصلت واصبحت اثنان وعلى رأسها مصلحة الاثار فأصبحت واحدة في الغرب واخرى في الشرق وكل واحد تدعي انها تشرف على كل الاثار الليبية وفي الحقيقة لا التي في الشرق تستطيع الوصول الي الغرب ولا التي في الغرب تستطيع الوصول الي الشرق وحتى المنظمات الدولية احتارت مع من تتعامل الذي في الشرق لايريد ان تتعامل هذه المنظمات الا معه والذي في الغرب كذلك والبعثاث الاجنبية ايضا احتارت اذا تعاملت مع الشرق يزعل الذي في الغرب والعكس كذلك فالامر اصبح محير ويصصعب التعاون فيه مما ادي الي اغفال المنظمات الدولية لبعض من واجباتها وكذلك البعثاث الاجنبية العاملة بليبيا في مجال الاثار.