سرى للغاية .. كيف شعر جمال مبارك بالإهانة عقب زيارته لجهاز المخابرات العامة؟ وسر صدامه مع عمر سليمان

 صورة لايف

يُعد اللواء عمر سليمان واحداً من أهم رجال الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك ، الذى حظى بمكانة رفيعة وثقة كبيرة جداً من قِبل الرئيس ، تقلَّد اللواء عمر سليمان ثعلب المخابرات كما لُقب العديد من المناصب القيادية كان أهمها توليه منصب مدير المخابرات الحربية فى عام 1992 ، ثم مديراً للمخابرات العامة المصرية في 22 يناير عام 1993 ، وانتهت بتعيينه نائب لرئيس الجمهورية في عام 2011 ، شارك اللواء عمر سليمان فى العديد من الحروب المصرية بداية من حرب اليمن في عام 1962 ، إنتهاء بحرب أكتوبر المجيدة عام 1973 .
وكانت شخصية اللواء عمر سليمان مثيرة وغامضة لدى الكثير من المحيطين به ، فكان لديه الكثير من الأسرار والكواليس الخفية التي لم يُكشف عن ماهيتها إلا بعد أن تنحى الرئيس الراحل حسنى مبارك فى 12 فبراير عام 2011 ، الإعلامي مصطفى بكري ذكر فى كتابه "الصندوق الأسود عمر سليمان" البعض منها ، بداية يقول بكرى أن جمال مبارك ذات يوم طلب من والده أن يتصل باللواء عمر سليمان ويطلب منه أن يطلعه على كيفية عمل جهاز المخابرات العامة ، ومعرفة كافة أسراره ودوره الخفى والمعلن ، لاقت الفكرة قبول واسع من قبل الرئيس مبارك ، ولم يتوانى لحظة عن تنفيذ مراد نجله ، فبادر على الفور بالإتصال باللواء عمر سليمان مدير المخابرات العامة آنذاك ، وأخبره بالأمر وطلب منه إستقبال نجله جمال .
وبالفعل توجه جمال مبارك إلى مبنى المخابرات العامة الكائن بمنطقة حدائق القبه ، ظن جمال فى البداية أن اللواء عمر سليمان سيهبط من مكتبه ويكون فى إستقباله أمام مبنى المخابرات ، ولكنه فوجئ بشىء آخر أثار حفيظته ، عندما وصل إلى هناك وجد ضابط مخابرات برتبة عميد هو من كان فى استقباله ، رحب به وقام باصطحابه إلى مكتب اللواء عمر سليمان بالدور الثاني ، وحينما إلتقاه مدير المخابرات العامة ، إستدعى عدداً من ضباط الجهاز لمقابلته ، وجمعتهم جلسة عادية تحدثوا معه عن حول دور الجهاز ، وتاريخ نشأته ، ودوره الذى يحدده القانون والدستور ، وبعد أن إنتهى اللقاء ودعه عمر سليمان حتى باب الأسانسير .
كاد جمال مبارك يشتاط غيظاً مما حدث ، ولكنه كتم ذلك الأمر حتى عاد إلى والده ، ثم قدم شكواه إليه ، وأخبره بأنه شعر بإهانة كبيرة من تلك المعاملة الجافة التى تعرض لها من قِبل اللواء عمر سليمان ، وأن المعلومات التي تحصَّل عليها من السهل جداً معرفتها من خلال الإنترنت ، وأنه بالفعل نادم على تلك الزيارة ، وطلب من والده معاتبته على تلك المعاملة ، على الفور قام الرئيس مبارك فى ذلك الوقت بالإتصال باللواء عمر سليمان ، حدث ذلك الأمر في حضور نجله جمال ، وحينما رد عليه قال له مبارك " ليه مزعل جمال يا عمر" .
رد عمر سليمان: "خير يا فندم" .
قال مبارك: "جاى زعلان وبيقول إنه لم يستفد شيئاً ، وإن كل المعلومات اللى عرفها موجودة على الإنترنت" .
قال عمر سليمان: سيادة الرئيس ، أنت تعرف أن عمل الجهاز يتميز بالسرية الكاملة، وأن هذه أمانة أقسمنا عليها ، وجمال ليس من أفراد الجهاز .
قال مبارك: "أيوه بس ده ابنى يا عمر" .
قال عمر سليمان: يا فندم ، أنا تحت أمرك ، حضرتك تستطيع أن ترسل إلىّ خطاباً من الرئاسة ، وأنا أقوم بذلك .
قال مبارك: "لا.. لا.. خطاب إيه ، أنا مش ممكن أخرق سرية الجهاز ، ده أمن قومى للبلد ، شوف أنا حتكلم مع جمال وأفهمه الموضوع" .
وعقب إنتهاء الحديث وجه اللواء عمر سليمان شكره إلى الرئيس مبارك لتفهمه حساسية الوضع ، إلا أن جمال لم ينس هذا الموقف إطلاقاً ، وسعى إلى عزل عمر سليمان عن كثير من القرارات الهامة ، خاصة أن جمال كان فى هذا الوقت يتولى فعلياً موقع مدير مكتب الرئيس ، بعد أن استطاع تهميش دور اللواء جمال عبدالعزيز الذى رافق الرئيس مبارك على مدى سنوات طويلة .