نزيف داعش: كيف أثبت الإصدار الجديد للتنظيم حالة الهزيمة التي يعيشها في سيناء؟

نزيف داعش: كيف أثبت
نزيف داعش: كيف أثبت الإصدار الجديد للتنظيم حالة الهزيمة التي

بعد مرور ثلاث سنوات على بدء العملية الشاملة للقوات المسلحة المصرية “سيناء ٢٠١٨ “، ونجاحها في القضاء على بقايا داعش بسيناء، بتكبيده خسائر هائلة في المقاتلين والمعدات ووسائل الدعم اللوجستي، كشف إصدار جديد للتنظيم حمل عنوان “نزيف الحملات” عن حجم التقويض الذى سببته الحملة لبنيته العملياتية والاقتصادية والبشرية.
وكشفت دراسة حديثة لمركز "الإنذار المبكر" قال أن تنظيم ولاية سيناء قد نشر إصداراً منذ أيام أربعة مضت ومدته 25 دقيقة في توقيت متأخر للغاية، حيث يفصل بينه وبين الإصدار السابق للتنظيم 15 شهراً وهو الذي حمل عنوان “عهد وثبات” والمبثوث في ١٩سبتمبر ٢٠١٩م ، وبعد 12 شهراً من دعوة أبوحمزة القرشي المتحدث باسم التنظيم الإرهابي في إصدار صوتي حمل عنوان “دمر الله عليهم وللكافرين أمثالهم” والذي تم بثه في ٢٧يناير ٢٠٢٠م.
وأوضحت الدراسة أن الإصدار لا يتعدى كونه مجرد محاولة لتصدير مشهد غير حقيقي بالتواجد في سيناء، وتمرير رسائل دعائية لجذب مقاتلين جدد لترهيب الدولة المصرية وأهالي سيناء، وهو ما يثبت نفس الإصدار عكسه تماماَ ، حيث أوضح عن دون قصد أن التنظيم بات هزيلاً على مستوى الأعداد، وأنه انحسر عن معظم الجغرافيا السيناوية بعد أن قضت حملات القوات المسلحة المصرية على غالبية بؤره.
وتابعت الدراسة انه بالرغم من استخدام دواعش سيناء لأحدث تقنيات وسائل الإعلام في الحرب الدعائية عبر بث مواد تعبر عن إلحاق التنكيل والتخريب لخصوم التنظيم، الا أن رسائله جاءت ضعيفة وتحمل بصمة واضحة بعدم الاحترافية، وهو ما يتضح بانتقائية الأخبار والأسلوب الدعائي الفج، وعدم وضوح الرؤية وافتقار مضمونها للهدف والغاية المراد الوصول اليها.
وأوضحت الدراسة أنه يعد تآكل البنية العملياتية لتنظيم داعش بعد 3 سنوات منذ أن بدأت العملية الشاملة سيناء 2018 هو الملمح الأبرز والأهم لحالة التنظيم الحالية. حيث تسببت هذه العملية في شل التنظيم عن توجيه عمليات كبيرة او متوسطة ضد القوات المسلحة والشرطة المدنية، حيث لم ينفذ خلال هذه الفترة سوى عدد محدود من العمليات الصغيرة لم تتجاوز ثماني عمليات إرهابية خلال عام 2018م وأربع عمليات إرهابية خلال 2019م وثلاث عمليات خلال 2020م، وفي المقابل تم إحباط العشرات منها بعمليات استباقية بالتعاون بين القوات المسلحة والشرطة المدنية.
ولفتت الدراسة أن هذا التآكل يكشف عنه الإصدار بشكل واضح، حيث لا يتضمن مشاهد توضح عدد عملياته الارهابية وحجم المكاسب التي حققها منها، على خلاف عادة التنظيم الذي يوثق ويروج دائماً لكل مكاسبه ونجاحاته حتى الصغيرة منها، كما يكشف الإصدار الأخير حالة واضحة لنزيف شامل يعاني منها التنظيم على كافة المستويات، وهو ما يدفعه بشكل متواصل الى محاولة تصدير مشهد غير حقيقي للصمود والبقاء، في الوقت الذي استطاعت حملات القوات المسلحة والشرطة المصرية محاصرته في كافة معاقله وتصفية معظم عناصره، وحولت مقاومته الى حالة شكلية لإثبات الوجود المتآكل بشكل مستمر، وكما أثبت الإصدار أن استراتيجية الضغط على التنظيم الإرهابي بشكل موسع أثبتت فاعليتها وهوما يتطلب تفعيل تلك المنظومة الشاملة في المواجهة لإحكام السيطرة وتضييق الخناق على ما تبقي منه وقطع وسائل ومسارات امداده ودعمهم بشكل كامل ونهائي .
واختتمت الدراسة أنه أثبت الإصدار أيضاَ أن حالة الزخم الإعلامي التي تمتع بها على مدار سنوات فقدت احترافيتها، وهو ما أفشل رسائله الإعلامية وأفقدها أهميتها وهدفها، وهو الامر الذي يجب الاستفادة منه ببث مزيد من المواد الدعائية والإعلامية المفندة لأفكاره ودعايته الفجة، وأنه من المهم الاستمرار في تبني جهود أهالي سيناء والبناء عليها ووضع المزيد من الاستراتيجيات التي تعزز وتحفز مقاومتهم لأفكار وممارسات التنظيم الإرهابي، لضمان القضاء تماماً على حاضنة الخوف التي توهم التنظيم أنه نجح في بناءها بالداخل السيناوي.