إعادة ضبط العلاقات عبر الأطلسي بين الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي..تقرير يكشف التفاصيل

إعادة ضبط العلاقات
إعادة ضبط العلاقات عبر الأطلسي بين الولايات المتحدة والاتحاد

أعاد الرئيس الامريكي بايدن التأكيد على دعم أمريكا التقليدي للاتحاد الأوروبي كشريك مهم في الشؤون العالمية، وأعلن بيان القمة الأوروبية الأمريكية عن سلسلة من الإجراءات المشتركة، بدءًا من الاستجابة لوباء كوفيد 19 والعمل في مكافحة تغير المناخ إلى تعزيز التعاون في التجارة والاستثمار والتكنولوجيا. هناك أيضًا التزام قوي بالدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان. بل إن هناك اتفاق اختراق على قدر أكبر من العمل المشترك والتعاون في مجال الأمن والدفاع، الذي كان في السابق موضوعًا شبه محظور. 
وذكر تقرير للمركز الفرنسي للبحوث والدراسات الدولية لقد حقق نتائج ملموسة لم ينجح أسلافه في تحقيقها، ففيما يتعلق بالصين، كثف كل من الناتو والاتحاد الأوروبي روايتهما وأفعالهما ضد الصين، بدافع من الولايات المتحدة. 

حيث عبر قادة دول حلف شمال الأطلسي في بيان بختام قمتهم الإثنين في بروكسل عن "قلقهم" إزاء طموحات الصين المعلنة التي تشكل تحديات لأسس النظام الدولي، وأيضا التهديد المتنامي الذي يرافق تعزيز روسيا لترسانتها العسكرية وأنشطتها الاستفزازية بجوار حدود الحلف. كما أكدوا التزامهم بدعم أفغانستان بعد انسحاب آخر جنود مهمة التدريب التابعة للحلف. وراجع الحلفاء المفهوم الاستراتيجي للحلف الذي اعتمد في 2010 لمواجهة تهديدات جديدة في الفضاء وأيضا على الإنترنت.
واضاف التقرير كما قبل عدة مقترحات قدمها الاتحاد الأوروبي. فيما يتعلق بالقضايا التكنولوجية والأمن السيبراني، والتي تمثل أولوية قصوى بالنسبة لبايدن، فقد وافق على إنشاء مجلس التجارة والتكنولوجيا بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بينما طلب من الناتو تكثيف سياسة الابتكار التكنولوجي والمرونة ضد الهجمات الإلكترونية.


وتابع التقرير ظهر الاختراق في حل النزاع طويل الأمد بين إيرباص وبوينج حيث اتفقت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على هدنة في نزاع تجاري استمر 17 عامًا بشأن دعم بوينج وإيرباص. وبموجب الاتفاقية، سيلغي الطرفان الضرائب على 11.5 مليار دولار من البضائع لمدة خمس سنوات.

وكشف التقرير أن هناك ثقة أوروبية جديدة الآن في سياسة الرئيس بايدن باعتباره شريك موثوق وصديق للأوروبيين يدرك أهمية الاتحاد الأوروبي، وهذا ما يجعله مختلفًا عن سلفه من وجهة النظر الأوربية. وقد أظهرت زيارته الى أوروبا التزامه القوي بالعلاقة عبر الأطلسي، والقيمة التي يوليها للحلفاء والتحالفات. 

لقد أظهر بايدن قدرة القيادة الأمريكية، على الرغم من سنوات ترامب، لا تزال تتمتع بقوة لا مثيل لها في حشد الشركاء حول القضايا والاستجابات المشتركة، لا سيما حول كوفيد 19، والمناخ، والصين وروسيا والامن الاوروبي. وتحاول الولايات المتحدة إعادة اللحمة للحلف خلال الأعوام القادمة وتجاوز الأزمة في العلاقات حيث يؤمن بايدن أن الناتو قاطرة لتثبيت سياساتها بالنسبة للصين وروسيا.


ومع ذلك هناك تباين بين الولايات المتحدة الامريكية ودول الاتحاد الأوروبي حول مصدر التهديد الحقيقي للأمن الغربي، فبينما ترى الولايات المتحدة ان الصين هي مصدر التهديد كمنافس لها الا ان الاتحاد الأوروبي يرى ان روسيا هي مصدر الخطر على الأمن الغربي. ويرى أولوية احتواء روسيا والضغط عليها للتراجع عن سياساتها في نقاط التوتر خاصة أوكرانيا.

 بينما تريد الولايات المتحدة اقناع الاوربيين بأن الصين تهدد الديمقراطيات والنظام الغربي، ولا تعبأ لحقوق الانسان، ولكن الصين تمثل تحدي للولايات المتحدة أكثر مما تمثله للاتحاد الذي يرى ان الصين تحاول تثبيت نفسها كقوة عظمى، ولا يرى فيها عدوًا بل شريكًا في قضية المناخ ونزع السلاح ومنافس في كثير من الأسواق وفي طريق الحرير الذي يدعم التجارة الصينية. وتحضر الولايات المتحدة الأرضية في علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي للتعامل مع منافستها الصين وتريد ان يكون حلفائها على نفس موقفها، ولكنها مع ذلك لا تخالف الاتحاد في مواجهة الخطر الروسي.