كانت رايحة تشيل شرايح ومسامير وماتت.. إهمال مستشفي خاص يقتل فتاة قبل زفافها بأيام

كانت رايحة تشيل شرايح
كانت رايحة تشيل شرايح ومسامير وماتت.. إهمال مستشفي خاص يقتل

واقعة فريدة من نوعها قد تعتقد أنها من العجائب والغرائب بل وتعتبر من الأمور النادرة في المجال الطبي، حيث توفت فتاة في ريعان شبابها أثناء خضوعها لجراحة بسيطة بمستشفى خاص لاستخراج مسمار وشريحة من جسدها بعد تعافيها من إصابة بكسر سابق، ويروي أحمد حمادة، خطيب الفتاة الضحية، قصتها بعد وفاتها نتيجة جرعة زائدة من التخدير، حرمته من شريكة حياته وهما على بعد أيام من حفل زفافهما المقرر.

«قالوا لنا ماتقلقوش العملية مش هتحتاج أكتر من نصف ساعة» وفقًا للدكتور محمد، نجل عم العروس ضحية الإهمال، الذي قال هذا نقلًا عن الطبيب، مضيفا، «وانتظرنا بعدها مروة لتتحرر من المسمار والشريحة وآلام القدم، ثم حدد لها موعدا مع الموت بتعنته في «مستشفى الرسالة» بمركز بدر محافظة البحيرة»، وكان بانتظارها في استراحة المستشفى الأخ والأم وخطيبها الذي كان ينتظر بلهفة لأنهم في العد التنازلي لموعد الفرح الذي تحدد بناءً على موعد العملية ليكون بعد العملية بحوالي 20 يوما.

يروي خطيب الضحية  بداية القصة قائلًا:«أنزلقت مروة في منزلها على السيراميك ما تسبب في حدوث كسر بكاحل القدم اليسرى فانطلقت بها الأسرة إلى أحد المستشفيات الخاصة بمركز بدر، وتولى المستشفى بدوره استدعاء طبيب العظام ويدعى «أ.م» وأجرى العملية بتركيب شرائح ومسامير وبعد إجرائها وجه الطبيب بالمتابعة في عيادته الخاصة إلى أن حان موعد استخراج الشريحة بعد عام من العملية تم تحديده بمعرفة الطبيب».
ويضيف:«بعد فترة طلب الطبيب إجراء التحاليل والأشعة اللازمة للعملية وبناءً عليه تحدد يوم الثلاثاء الموافق 6 يوليو 2021 لإجراء عملية استخراج الشرائح والمسامير وأعطى الطبيب تعليماته بالصيام عن الطعام منذ الصباح، وذلك لإجراء العملية من الساعة 11 صباحا ولكن تأجل الموعد بسبب ظروف خاصة بالطبيب إلى الساعة 7 مساء، وانتظرت الأسرة دون أي تعليمات بالطعام أو الشراب أو المتابعة هاتفيا أو التوصية بأي محاليل لتعويض الصيام عن الطعام».

وبحسب نجل عمها:«لم تكن الأسرة وقتها على دراية أو معرفة سابقة بذلك، ويتواصلون مع الطبيب حتى يدلهم، ولكن دون أي اهتمام منه مع رد الطبيب بقوله «أنت بتفهمنا شغلنا ياأستاذ»، وعندما أتت الساعة الـ7 مساءً تأجلت العملية للمرة الثانية إلى الساعة 11 مساءً في اليوم نفسه من خلال الطبيب بأمر وتوجيه منه وبرر ذلك للأسرة بأنه يقوم بإجراء عملية لحادث في الخطاطبة بالمنوفية على حد قوله، وبدأت مروة تشعر بالإرهاق والصداع، ولم تعترض الأسرة خوفًًا من رد الطبيب المجحف».
وأوضح أحمد حمادة خطيب الضحية:«وبعد دخولها العمليات حضر طبيب التخدير وفي حدود الساعة 1.20 صباحًا، لاحظت الأسرة حركة غير عادية، وارتباكا مع احضار جهاز الإنعاش بالصدمات من الغرفة المقابلة لغرفة العمليات، وبعدها بـ5 دقائق خرجت مروة من غرفة العمليات بصحبة الطبيب «أم.م» والطبيب«ع.ع» وطاقم من التمريض ممسكين بالون التنفس، ولاحظت الأسرة لاصق طبي يغلق أعين «مروة» وبعدها بخمس دقائق خرج طبيب العظام أشرف منصور من مكتب العمليات وأعطى للأسرة الشرائح والمسامير وبسؤاله عن حاله مروة أجاب في غضون ساعتين سوف تفيق وتتحسن حالتها لأنها تعرضت لهبوط في الضغط».

وواصل «بعدها حضر أحد الموظفين بالمستشفى واستدعي أخيها وخطيبها، في ذهول من الجميع إلي مكتب محاسب المستشفى، وأخبرهم بأن مروة أصيبت بهبوط حاد بالدورة الدموية وانتقلت إلى رحمة الله تعالى، وهنا توقفت أنفاس ونظرات الأخ والخطيب واتجها مسرعين إلى مروة غير مدركين لأي كلمة من الموظف أو الأطباء، يفكرون في شيء واحد هو فقط مروة وابتسامتها قبل العملية وكلماتها في كل لحظة ضحك».

وعندما أدرك الأخ والخطيب والأم الحزينة هذا المصاب نزلوا إلى نفس المكتب ولم يجدوا أي من يوضح لهم أو يدلهم أو يفسر لهم لا أطباء ولا محاسب ولا إدارة، وتحفظ من الممرضين وعدم تواجد أي طبيب أو ممرضة بجوار الحالة.

ويحكي نجل عمها:«جاءنا خبر الوفاة الساعة 2.30 صباحا، انتقلنا إلى المستشفى وصلنا لم نجد أي أحد من الأطباء أو إدارة المستشفى، ولم نجد سوى الاستقبال وبعض الممرضين ولا يوجد أحد بجوار الحالة الملقاة وحيدة على سرير في العناية المركزة متصلة بالأجهزة دون أي إشارة إيجابية بالأجهزة، وقمنا بالبحث عن أي أطقم طبية للاستفسار عن الحالة وجدوي نقلها إلى أي مكان أو استدعاء أي طبيب طوارئ أو مسؤول يقدم الإفادة، وحصلنا على رقم الطبيب من الاستقبال وقمنا بالاتصال به فلم يجب على هاتفه في حين أنه كان يجيب على الاستقبال قائلا إنه في الطريق، وقمنا بتصوير شاشة الأجهزة وأرسلناها للمتخصصين بالواتساب للاستفسار عن الحالة وإمكانية تقديم أي مساعدة لإسعافها، ولكن كانت روحها صعدت لبارئها».

وتابع:«وبعد ذلك اتصلنا بالنجدة ووصلت في غضون 3 دقائق، واستعدت الشرطة الأطباء وطاقم التمريض لفحص الحالة مرة أخرى، وكانت قد لفظت أنفاسها الأخيرة وبعد أخذ القرار الطبي قاموا بنزع الأجهزة عنها، وتوجهنا لمركز شرطة بدر لعمل المحضر اللازم».

واختتم أحمد:«توجه الأب وخطيب مروة للقسم وحررا المحضر اللازم والمقيد برقم 4007 لسنة 2021 إداري بدر، يتهما خلاله المستشفى بصفته والطبيبان اللذان أجريا العملية بالإهمال في حياة مروة ما أدى لوفاتها، وأرسل المحضر مع مندوب خاص إلى نيابة كوم حمادة والتي تولت استجواب الأب والخطيب وأصدرت قرارها بالعرض على الطب الشرعي بدمنهور».

ومن جانبه، قال محمد العدلي، المدير الإداري لمستشفى الرسالة بمركز بدرلم أُتهم بشخصي والنيابة لم تستدعيني أو أي مسؤول في المستشفى حتى الآن، لكنها استدعت الطبيب الذي أجرى العملية وطبيب التخدير، موضحا أنها هي حالة خاصة لا علاقة لها بالمستشفى ولاعلاقة له بالموضوع.