ثورة غضب.. القصة الكاملة لواقعة رفض تغسيل فتاة

ثورة غضب.. القصة
ثورة غضب.. القصة الكاملة لواقعة رفض تغسيل فتاة

في واقعة مؤسفة استحوذت على اهتمامات السوشيال ميديا، وأحدثت جدلًا واسعًا خلال الساعات الأخيرة، رفضت مجموعة من الفتيات المُغسلات - من يقُمن بتغسيل الموتى - تغسيل فتاة بزعم أنها كانت لا تصلي قبل موتها.

القصة تبدو غريبة أو نادرة من نوعها، حيث لم يتكرر الأمر من قبل، ولم يُسمع شرعًا أو عُرفًا عن تراجع من يمارس هذه المهنة المُقدسة عن تغسيل أي شخص، مهما كانت الأسباب أو التعليلات.
منشور مستفز على فيسبوك

اللافت للنظر أن إحدى الفتيات أعلنت عن الأمر دون مواراة أو تحري لتعليمات الشريعة والدين، ريهام عبد الرحمن كتبت على صفحتها على فيسبوك: « ذهبت اليوم مع بعض الأخوات لغسل متوفاة، فعلمنا أنها لا تصلي فرفضن الأخوات تغسيلها »

وتابعت ريهام توجيه نصحها للمتابعين دون أن تدرك جُرم ما فعلت هي وومن معها: «  ترك الصلاة أمرُ جلل وخطير.. نبهوا أهليكم وأحبابكم وكونو دعاة لهم ».

المنشور الذي ألقت به ريهام في وجوه العامة على الفيسبوك، أشعل غضبًا عارمًا بين المتابعين، ولقي رواجًا كبيرًا ممن طالبوا بتدخل الجهات المسؤولة دينيًا للبت في الأمر وعقاب من فعل ذلك إن كان يستحق العقاب.

حساب بإسم حسين القاضي على فيسبوك، أعاد المنشور، وعلق: « عدد من الفتيات - منهن كاتبة المنشور- ارتكبن فعلة تفتقد الدين والأخلاق والإنسانية وإكرام الميت..حيث ذهبن لتغسيل امراة متوفاة.. ولما علمن أنها تاركة للصلاة رفضن تغسيلها..على أساس أنها كافرة، ولم تسكت الفتاة، بل نشرت الموقف مفتخرة به... (فهم سقيم للدين من بنات يعانين من مشكلات نفسية ونشأن على تحصيل الدين من المتشددين والاعتماد على كلمة هنا أو هناك في التراث).

بينما كثرت التعليقات المشابهة الرافضة لمنشور الفتاة، فقال أحدهم: « المفروض اهل المتوفاه يطردوهم شر طرده وان تدفن بملابسها... هؤلاء القتله ليس معهم توكيل من الله ».

وعلق ثالث: « حسبنا الله ونعم الوكيل فيهم.كسروا بخاطر أهل الميت..لا فهموا دين ولا عندهم ذوق »، بينما قال أحدهم موجها النصيحة للفتاة: « ليتك ختمتى ب ( ترك الحكم على الناس والدعاء لهم بالغفران أمر ضرورى لكل داعية فضلا عن مغسل !) نبهوا أهليكم واحبابكم وكونوا دعاة لهم لا قضاه عليهم ».

الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المتفرغ بجامعة الأزهر علق على الواقعة قائلًا إن العمل العلمي الصحيح يفرق بين ترك الواجب جحودا وإنكارا وبين تركه استهانة، ففي مسالة تارك الصلاة اذا كان تاركها منكرا لها فهو مرتد تجري عليه أحكام الردة ومنها عدم تغسيله وعدم دفنه في مقابر المسلمين.

وأضاف كريمة أنه إذا كان الشخص مقرا بالصلاة  وتركها كسلا فهو مسلم عاص فاسق ولكن يغسل ويكفن ويدفن في مقابر المسلمين، وجزاؤه عند الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه.

وأوضح كريمة أما الدافع لهذا التصرف الأحمق فهو الفكر السلفي المتأصل في عقول الكثير من الشباب والفتيات فهم يكفرون كل من يترك الصلاة لا فرق لديهم بين جحودا او تكاسلا، الامر الذي يحتاج الى مجهود كبير من الدولة لمحاربة هذا لفكر السلفي المتجذر في عقول عدد كبير من المصريين منذ بداية حكم الرئيس مبارك وحتى تنحيه عن الحكم.
 

وعرض تفاصيل الواقعة من خلال منشورات الفيسبوك، الإعلامي محمد الباز الذي لم يخفِ غضبه، حيث علق على الأمر باستنكار ورفض للواقعة.

وقال محمد الباز من خلال برنامجه على قناة النهار إن جزءًا كبيرًا من فساد دين الناس جاء بسبب دعاة متطرفين، لافتًا إلى أن تصرف الفتيات يعكس قمة البعد عن الدين والإنسانية.

وتابع: "النبي اللي هؤلاء ميعرفهوش لما مات عبدالله بن أبي ابن سلول، وهو رأس المنافقين، قام النبي بالصلاة عليه، لأن ربنا هو اللي بيحاسب في الآخرة، ويمكن صلاتك على الميت تخفف عنه.