هل ظهور سلالات كورونا المتحورة من علامات قيام الساعة؟.. أزهري يجيب

هل ظهور سلالات كورونا
هل ظهور سلالات كورونا المتحورة من علامات قيام الساعة؟.. أزهر

أثارت السلالات المتحورة لفيروس كورونا والتي كثرت في الآونة الأخيرة جدلًا ولكن هذه المرة ليس جدلًا طبيًا حول خطورتها، إنما يرتكز على كون هذه السلالات علامة من علامات قيام الساعة أم لا؟، وهل هي من العلامات الصغرى أم الكبرى ليوم القيامة، علمًا بأن الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، كان قد أوضح في وقت سابق أن انتشار فيروس كورونا ومستجداته «ليس عقابًا إنما هو امتحان من الله عز وجل لعباده، ويظهر لهم عملهم».

انتشار المعاصي سبب تفشي الأوبئة
وحول كون سلالات كورونا المتحورة من علامات الساعة قال الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى السابق في الأزهر الشريف، إن ما نمر به في زمننا الآن من حر شديد، وبرد شديد، وأمراض كثيرة متغيرة، ما هي إلا نذُر أرسلها الله عز وجل ليفيق العباد من غفلتهم ويقلعوا عن المعاصي.

واستشهد الأطرش بحديث النبي صلى الله عليه وسلم «كيف أنتم إذا وقعت فيكم خمسٌ؟ وأعوذ باللهِ أن تكون فيكم أو تُدرِكوها: ما ظهرتِ الفاحشةُ في قومٍ قطُّ يعملُ بها فيهم علانيةً؛ إلا ظهر فيهم الطاعونُ والأوجاعُ التي لم تكن في أسلافِهم، وما منع قومٌ الزكاةَ؛ إلا مُنِعوا القطرَ من السماءِ ولولا البهائمُ لم يُمطَروا، وما بخَس قومٌ المكيالَ والميزانَ؛ إلا أُخِذوا بالسِّنينَ وشِدَّةِ المؤْنةِ وجَوْرِ السُّلطانِ، ولا حكم أمراؤهم بغير ما أنزل اللهُ؛ إلا سلَّطَ اللهُ عليهم عدوَّهم فاستنقَذوا بعضَ ما في أيديهم، وما عطَّلوا كتابَ اللهِ وسنَّةَ نبيِّه؛ إلا جعل اللهُ بأسَهم بينهم».

وأوضح الأطرش أن الفواحش كثيرة ومتعددة لا تقتصر فقط على الزنا كما يظن الكثير، إنما هي أيضًا في عقوق الوالدين، وأكل مال اليتيم وتبرج النساء، وتابع: الفواحش كثيرة، هي كل ما فحش قولًا أو عملًا، يقول الله تعالى «قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (33)».

التوبة هي الأمل في رفع الوباء
وواصل رئيس لجنة الفتوى السابق قائلًا إن: هذه الفواحش التي نعيشها الآن أصبحت أمرًا عاديًا، فلا بد من أن يكون هناك إنذار من الله سبحانه وتعالى للناس كي يتجهوا للتوبة، حيث إن الرسائل انقطعت من السماء بموت محمد صلى الله عليه وسلم ولم يبقَ إلا النذُر، قال سبحانه: (وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلا تَخْوِيفًا).

ويقول الأطرش: «فهذه الأمراض، من كورونا ومن دلتا ومن غيرها، لم تكن في عصور أجدادنا ولا عصور ما قبل ذلك، فهذه الأمراض يرجع سببها إلى الغفلة التي يعيشها الناس، ولو أننا تبنا ورجعنا إلى الله، لرفع الله عنا البلاء».

كما أوضح أنه حتى وجود الصالحين بيننا لن يشفع لنا أو يحمينا من عقاب الله سبحانه وتعالى على انتشار المعاصي، حيث يقول سيدنا أنس: دخلت أنا ورجل آخر على أم المؤمنين عائشة، فقال الرجل يا أم المؤمنين، حدثيني عن الزلزلة، فقالت: إذا شربوا الخمور وضربوا المعازف قال الله في سمائه تزلزلي بهم وإلا أهدمها عليهم، فقال الرجل: أعذاب يا أم المؤمنين؟ فقالت: بلى، رحمة للمؤمنين وعذاب للكافرين، فقال هذا الرجل: ما سمعت حديثًا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل عندي من هذا الحديث»، وأكمل: «إذًا الزلالزل، العواصف، البرد الشديد والحر الشديد وكل دي نذر من نذر يوم القيامة».

دور الإعلام في توجيه الناس
كما أشار إلى دور الإعلام الكبير في العمل على الحد من انتشار الفواحش بكل أشكالها المتنوعة في المجتمع، وتوعية الناس ولفت أنظارهم إلى أن التوبة والإقلاع عن الذنوب والمعاصي لها دور كبير في رفع الله عز وجل البلاء والداء عنا: «يجب أن يوجه الإعلام توجيهًا دينيًا، ويوضح عقوبة ارتكاب الأخطاء المنتشرة والمعاصي التي تغضب الله عز وجل، والانفلات الأخلاقي الذي نعيشه الآن».