الإفتاء تحسم الجدل..حكم جلوس الأب بدون ملابس أمام أطفاله

الإفتاء تحسم الجدل..حكم
الإفتاء تحسم الجدل..حكم جلوس الأب بدون ملابس أمام أطفاله

دومًا ما يلتصق لفظ «العورة» بالسيدات، حتى إن كان بين الأمهات وأطفالها، دون التركيز مع آداب ظهور الرجال أمام أبنائهم، إذ يتسائل البعض، عن عورات الرجال وآداب مظهرهم، والصورة الشرعية الأمثل المفترض أن يبدون أمام أطفالهم.

وسلطت دار الإفتاء المصرية، عبر موقعها الإلكتروني الرسمي، الضوء على مسألة عورات الرجال، موضحة حكم الدين في الآباء الذين يجلسون بدون ملابس أمام أطفالهم.


حكم جلوس الأب بدون ملابس أمام أطفاله

ذكرت دار الإفتاء المصرية، إنه وفقًا لقول العلامة ابن عاشور رحمه الله في تفسيره «التحرير والتنوير»: «كانت هذه الأوقات أوقاتًا يتجرد فيها أهل البيت من ثيابهم -يعني التخفف منها-، فكان من القبيح أن يرى أطفالهم عوراتهم؛ لأن ذلك منظر ينطبع في نفس الطفل؛ لأنه لم يَعْتَدْ رؤيته، ولأنه يجب أن ينشأ الأطفال على ستر العورة؛ حتى يكون ذلك كالسجية فيهم إذا كبروا»، مضيفة أنه من الأدب مع الأطفال، أن يُمنَعُوا من الاطلاع على العورات؛ حتى يتعودوا على سترها في الكبر.

واتفق في نفس الرأي، العلامة أبو بكر الجصاص، في «أحكام القرآن»، بقوله «أمر الله تعالى الطفل الذي قد عرف عورات النساء، بالاستئذان في الأوقات الثلاثة بقوله: ﴿لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ﴾، وأراد به الذي عرف ذلك، واطلع على عورات النساء، والذي لم يؤمر بالاستئذان أصغر من ذلك».

يشير ذلك إلى أن الطفل الذي لا يميز العورات، لا حرج في عدم التستر منه؛ وفقًا لقول الإمام ابن قدامة الحنبلي في «المغني»: «فأما الغلام فما دام طفلًا غير مميز، لا يجب الاستتار منه في شيء».

وفقًا لما أكدته دار الإفتاء المصرية، فإنه يجوز كشف العورات أمام الأطفال الذين لا يحسنون حكاية ما يرونه، ولا يجوز كشفها أمام الأطفال الذين يحسنون وصف ما يرونه، ومن المعروف أن انتباه الأطفال لهذه الأمور، يتفاوت بتفاوت المكان والزمان والبيئة والأشخاص؛ فلا يبقى الحظر والإباحة مرتبطًا بسنٍّ معينةٍ بقدر ما هو مرتبطٌ بقدرتهم على تعقل هذه العورات ووصفها والانتباه لها، مع التأكيد أنه مع التمييز يحرم بالاتفاق كشف العورات من غير حاجة، وما دون التمييز يكون الأليق بالمروءة والأنفع للطفل الامتناع أيضًا، عن الكشف من غير حاجة؛ خاصةً إذا بدأ إدراكه في الاكتمال.

واستندت «الإفتاء» لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [النور: 58].