خبير يجيب.. ما تأثير غازات بركان لابالما التي تمر بمصر الأحد وهل هي سامة ؟ | فيديو

خبير يجيب.. ما تأثير
خبير يجيب.. ما تأثير غازات بركان لابالما التي تمر بمصر الأح

قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن البراكين النشطة على سطح الأرص حاليا تعد على الأصابع، ومنها بركان لابالما، مشيرا إلى أن لابالما هي جزيرة تقع غرب المغرب مباشرة، وهي أقربها من إسبانيا نفسها، وجميعها تلك الجزر بها براكين.

وأضاف عباس شراقي خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "الحكاية" المذاع عبر فضائية "إم بي سي مصر"، أن بركان لابالما تم تكوينه منذ حوالي 1.8 مليون عام، ولكن قمته إرتفاع حوالي 2500 متر فوق سطح البحر، موضحا أن جزيرة  لابالما عبارة عن جبال بركانية بالمحيط، معقبا: "هذا البركان الضخم يوجد به مئات الفتحات البركانية التي تنشط على فترات زمنية مختلفة".
وتابع أن هناك حمم بركانية تسير على سطح الأرض مثل الأنهار، لافتا إلى أنه يوجد خمس أو ست أنهار، بهم نهر وصل إلى المحيط وكون دلتا نارية بالفعل، يخرج منه غازات.

وأشار إلى أن تلك الحمم تتفاعل مع مياه المحيط ويخرج منها غازات، من أهمها ثاني أكسيد الكبريت، متابعا أن الرياح توجه تلك الغازات على البرتغال وإسبانيا، ولكن فى قمة جبال الجزيرة تحجز جزء منها، معقبا: الغازات اللي هي أقل من الـ 2500 متر تتحجز على إسبانيا والبرتغال وأوروبا وبعد اتجاهها لأوروبا بتعلي".

وأفاد أنه بالفعل تم وصول تلك الغازات إلى شمال إفريقيا وغطت أوروبا بالكامل، إلى جانب البحر الكاريبي، لافتا إلى أن التركيز الأكبر لتلك الغازات فى مصر سيكون فوق الإسكندرية الأحد، وهناك احتمال كبير لأن لا يكون ليس لها أى تأثير، والسبب أنها مرتفعة.

وأثار ثوران بركان جزيرة لا بالما الإسبانية وما ينبعث منه من غازات سامة، مخاوف البعض من الغازات البركانية ووصولها إلى مصر.

ووسط التحذيرات العالمية من بركان لا بالما، ما حقيقة التخوفات من وصوله مصر، غدًا الأحد؟.

وقال الدكتور عباس شراقي إن أعمدة كبيرة من غاز ثانى أكسيد الكبريت من فوهات بركان لابالما، ومن تفاعل اللافا مع مياه البحر إلى جميع الاتجاهات تبعا لتغير اتجاه الرياح ولكن الاتجاه السائد هو شمالا نحو القارة الأوروبية، وصل الغاز إلى الكاريبى غربًا، وأوروبا شمالًا ثم شرقًا إلى أوروبا الشرقية وآسيا، وشمال أفريقيا خاصة المغرب والجزائر وتونس، في بعض الدول الأوربية تكونت جزيئات هوائية بها حمض الكبريتيك وأمطار حامضية.

وعن وصوله مصر، وجّه «شراقي» رسالة للشعب المصري، كي يأخذوا حذرهم، مؤكدًا أنه من المتوقع وصول تركيزات خفيفة (mg/cm2 10- 20) إلى مصر، غدًا الأحد، ٢٤ أكتوبر دون خطورة لعدة أسباب وهي:

أولًا: أن هذه الغازات تنتشر في طبقات عليا من الغلاف الجوى بين 3- 5 كم.

ثانيًا: القاهرة تبعد عن بركان لابالما بأكثر من 4700 كم

ثالثًا: تركيزات ضعيفة تعتبر الأقل بين الدول الأوروبية التي تتعدى فيها 100 mg/cm2 أو الأفريقية،

رابعًا: البيئة الجافة المصرية التي ليس بها أمطار مؤثرة.

بركان «كومبر فيجا» ينفث الحمم، مع استمرار ثورانه في جزيرة «لا بالما»، إحدى جزر الكناري التابعة لإسبانيا - صورة أرشيفية

خامسًا: اتجاهت الرياح توزع الغازات على أوروبا والقليل جنوبا إلى السواحل الأفريقية عدا المغرب التي تقع في مواجهة الربكان وأقرب لها من آسبانيا صاحبة الجزيرة.

وأشار «شراقي» إلى أن ثورة البركان تشتد بعد مرور 33 يوم على نشاطه وقد يستمر عدة أشهر، وآثاره البيئية بدأت تظهر على معظم سطح الكرة الأرضية، وربما هناك ارتباط جيولوجى في حوض البحر المتوسط بين البركان والزلازل التي تحدث في محيط جزيرة كريت.

لابالما هي جزيرة إسبانية في المحيط الأطلسي، وهي إحدى جزر الكناري أو جزائر الخالدات، مدينتها الأساسية هي سانتا كروث دي لا بالما.

بركان «كومبر فيجا» ينفث الحمم، مع استمرار ثورانه في جزيرة «لا بالما»، إحدى جزر الكناري التابعة لإسبانيا - صورة أرشيفية

الأحد الماضي، قال رئيس جزر الكناري الإسبانية، أنخيل فيكتور توريس، إنه لا نهاية وشيكة في الأفق لثوران البركان الذي نشر الفوضى في جزيرة لا بالما منذ بدايته قبل نحو شهر.

وقال المعهد الجغرافي الوطني الإسباني إن 42 حركة زلزالية وقعت في الجزيرة، شدة أقواها 4.3 درجة.

وقال توريس في مؤتمر للحزب الاشتراكي في بلنسية مشيرا إلى توقعات العلماء «ليس هناك دلائل على أن نهاية الانفجار وشيكة على الرغم من أن ذلك هو أكبر أماني الجميع».

ودمرت الحمم البركانية أكثر من 1833 فدانا من الأراضي في لا بالما وقرابة ألفي مبنى منذ بدء ثوران البركان يوم 19 سبتمبر.

وتم إجلاء نحو 7000 من السكان من منازلهم في الجزيرة التي يسكنها نحو 83 ألف نسمة والتي تمثل جزءا من أرخبيل جزر الكناري الواقع قبالة ساحل شمال غرب أفريقيا.

وقالت شركة أينا التي تشغل مطار لا بالما إن جميع الرحلات القادمة والمغادرة، وعددها 38 رحلة، ألغيت بسبب الرماد المنبعث من البركان، لكن المطار ما زال مفتوحا.