قطع رأسها وتخلّص منها عارية.. القصة الكاملة لمقتل عجوز البحيرة على يد الابن العاق

قطع رأسها وتخلّص
قطع رأسها وتخلّص منها عارية.. القصة الكاملة لمقتل عجوز البح

جريمة بشعة هزت الشارع البحراوي تجرّد فيها الابن من كل مشاعر الرحمة والإنسانية، وأقدم على ذبح والدته العجوز بصورة وحشية سيطر الشيطان فيها على قلبه ليلوّث يديه بدماء مَن جُعلَت الجنة تحت قدميها، وواصل وحشيته دون أن يهتز قلبه لمشهد الدماء الغارقة بها وقام بالتمثيل بجثتها وتجريدها من ملابسها وفصل الرأس عن الجسد وألقى بكل جزء في مكان حتى يصعب التعرف عليها.

الكراهية والطمع والرغبة في امتلاك الثروات بالاستيلاء على الميراث لإشباع الذات والتمتع بالحياة الدنيوية كانت الدوافع وراء إقدام الابن الضال على فعلته تلك بحق من حملته وهنًا على وهن، بعدما قضت ما ضاع من عمرها في سبيل خدمته وسعادته هو وأشقائه وتوفير حياة كريمة لهم، ليكون الموت نهايتها، في جريمة مروّعة حزنت لها القلوب ودمعت من أجلها العيون، متناسيًا أن كل الديون تُرد إلا دين الأم والأب، مُطبّقًا المثل الشعبي القديم القائل "قلبي على ولدي انفطر وقلب ولدي عليّ حجر".

9 سبتمبر الماضي، هو تاريخ ارتكاب الجريمة التي بدأت غامضة قبل أن يفك رجال المباحث طلاسمها بعد عثور أهالي قرية الطويلة التابعة لمركز الرحمانية بـمحافظة البحيرة، على الجثة عبارة عن جسد بدون رأس وبدون ملابس داخل "شوال"، بمصرف أمري، فى حالة تحلل رمى، بعد نحو شهر من اختفائها، لتكشف التحريات عن غموضها بأن الجاني هو نجلها ويُدعى "منصور حسن علي السكرى" وشهرته "الشحات" ٥٨ سنة، مزارع ومقيم الخرسة التابعة لقرية سنهور بمركز دمنهور، في مفاجأة كان لها وَقْع الصاعقة على أشقاء الجاني أبناء المجني عليها، وتم إلقاء القبض على المتهم وسط ذهول وصدمة شديدان أطبقا على المشهد.

وفي مشهد كما لو أنه سينمائي، قامت النيابة بإجراء المعاينة التصويرية للجريمة، وقامت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن البحيرة باصطحاب المتهم إلى مكان تخلّصه من الجثة في حضور أشقائه وأهالي القرية الذين وقفوا جميعًا في حيرةٍ من أمرهم، وقام المتهم بتمثيل خطوات ارتكابه جريمته بذبح والدته مستخدمًا "منجل" وتجريد الجثة من ملابسها وفصل الرأس عن الجسد وإلقاء كل جزء في مكان حتى يصعب التعرف عليها.

وكانت نيابة مركز الرحمانية بالبحيرة، قررت حبس المتهم بذبح والدته بـ"منجل" أربعة أيام على ذمة التحقيقات، وأدلى المتهم باعترافات مثيرة خلال التحقيقات التى استمرت لأكثر من ١٠ ساعات متواصلة أعقبها قيام المتهم بتمثيل خطوات ارتكاب جريمته.

وقال المتهم أمام النيابة إنه قام بفصل الرأس عن الجسد حتى لا يستطيع أحد التعرف عليها وتضييع ملامح الجريمة، مشيرًا إلى وجود خلافات بينه والمجني عليها بسبب الميراث ورغبته فى قيامها بنقل ملكية الأرض الزراعية الخاصة بها (فدان) والمنزل له إلا أنها رفضت معللة ذلك بأنه حق شقيقاته الـ ٧ المتزوجات، مصيفًا أنه بتاريخ ٩/ ٩ / ٢٠٢١ حدثت مشادة كلامية بينه وبين والدته قام على إثرها بدفعها فارتطمت رأسها بالحائط مما تسبب فى وفاتها.

وأضاف المتهم خلال التحقيقات، أنه قام عقب ذلك بوضعها داخل جوال بلاستيك وقام بنقلها على "عربة كارو" لأرضه الزراعية وقام بالاستيلاء على قرطها الذهبى، ثم قام بقطع رأسها مستخدمًا فى ذلك أداة حادة "منجل" وتجريدها من ملابسها وقام بربط الجوال وإلقائه بالمصرف مكان العثور على الجثة، ثم قام بإلقاء رأسها وملابسها منفصلين بنفس المصرف على مسافة من مكان إلقاء الجثمان.

وتعود بداية الواقعة إلى ورود إخطار للواء أحمد عرفات، مدير أمن البحيرة، بعثور الأهالي بقرية الطويلة التابعة لمركز الرحمانية بمحافظة البحيرة، على جثة مجهولة لمسنة في العقد التاسع، داخل "شوال"، بمصرف أمري، تبين تغيّبها عن المنزل منذ شهر بإحدى قرى مركز دمنهور، وبفحص الجثة تبين أنها بدون رأس وبدون ملابس وعارية الجسد والجثة فى حالة تحلل رمى.

وعلى الفور انتقل ضباط المباحث إلى مكان الحادث، وبالفحص تبين أن الجثة لسيدة مسنة تدعى "أنيسة. م. خ"، 87 سنة، أرملة وتقيم قرية الخرسة التابعة لقرية سنهور بمركز دمنهور طرف نجلها.

وكشفت التحريات الأولية لضباط المباحث، أن المجني عليها مُحرر لها محضر تغيب رقم 10533 إداري مركز دمنهور منذ شهر تقريبًا، حيث خرجت من المنزل ولم تعود حتى تم العثور على جثتها صباح الثلاثاء الموافق 19 أكتوبر 2021، وتم نقل الجثة لثلاجة حفظ الموتى بالمستشفى المركزي بالرحمانية تحت تصرف النيابة العامة التي أمرت بانتداب الطبيب الشرعى لتشريح الجثة وبيان أسباب الوفاة والأداة المستخدمة.

وبناء على توجيهات اللواء أحمد عرفات، مدير أمن البحيرة، تم تشكيل فريق بحث برئاسة اللواء محمد شعراوى، مدير المباحث الجنائية، ضم ضباط مباحث مركزى الرحمانية ودمنهور وضباط البحث الجنائى وفرع الأمن العام لكشف غموض الواقعة وملابساتها وضبط مرتكبيها، حيث كشفت التحريات الأولية أن المجنى عليها تقيم مع أحد أبنائها وزوجته بعد موت زوجها وزواج بناتها وابنها الثانى بقرية بمركز دمنهور وتمتلك قطعة أرض زراعية ووتقاضى معاش شهري.

وأضافت التحريات وجود خلافات بينها وبين ابنها ويدعى "منصور حسن علي" ٥٨ سنة، مزارع ومقيم بقرية الخرسة التابعة لسنهور مركز دمنهور، بسبب الميراث الخاص بالمنزل والأرض الزراعية.

ونجحت مباحث البحيرة في كشف لغز الجريمة، حيث توصلت التحريات إلى أن وراء ارتكاب الجريمة نجلها المدعو "منصور حسن على السكرى" وشهرته "الشحات" ٥٨ سنة، مزارع ومقيم الخرسة التابعة لقرية سنهور بمركز دمنهور، حيث قام بقتلها وفصل الرأس بواسطة "منجل" وتجريدها من ملابسها ووضعها في جوال وإلقاء الجوال فى مصرف بمركز الرحمانية حتى يخفى معالمها ولا يصل إليها أحد وقام بالاستيلاء على قرط ذهبى كانت ترتديه ذلك انتقاما منها بسبب الخلاف على ميراث عبارة عن قطعة أرض زراعية ومنزل.

وتمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على المتهم وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة وأرشد عن أداة الجريمة "منجل" والقرط الذهبى، وأُحيل للنيابة العامة التى باشرت التحقيق وأمرت بحبسه ٤ أيام على ذمة التحقيقات.