إيحاءات جنسية وثورة غضب.. نهديات السيدة واو ديوان شعري يثير الجدل على مواقع التواصل

إيحاءات جنسية وثورة
إيحاءات جنسية وثورة غضب.. نهديات السيدة واو ديوان شعري يثير

خلال الأيام القليلة الماضية، تصدرت الشاعرة وفاء بوعتور المشهد في تونس، فما أن أعلنت عن ديوانها الجديد «نهديات السيدة واو»، باتت مثار حديث الوسط الثقافي هناك، قبل أن يتعدى الأمر حدود بلادها، ليبلغ صداه بقية الدول العربية، بسبب عنوان ومضمون أحدث إصداراتها.

ومنذ هذا الإعلان، تعرضت وفاء بوعتور لهجوم لاذع، خاصةً وأن ديوانها الشعري يحمل اسم «نهديّات السيدة واو»، وتتضمن قصائده حديثًا صريحًا عن الجنس وفق تأكيدها، وهو ما وضعها في مرمى النيران في الفترة الأخيرة.
ما أن أزاحت الشاعرة الستار عن غلاف ديوانها، طالتها العديد من ردود الفعل الغاضبة، التي تضمنت نقدًا موضوعيًا، وهجومًا لاذعًا، وسخرية في بعض الأحيان، إضافةً إلى التطاول عليها بتوجيه السباب.

الحالة السابقة، انعكست على تدوينات موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، فجاءت بعض التغريدات كالآتي: «مش عارف كيف في ناس بتعتبر حالها مثقفة وقارئة وهم مش قارئين ولا شايفين نهديات السيدة واو»، و«الكاتبة والشاعرة التونسية وفاء بوعتور تواصل سقطاتها من خلال كتاباتها الإيروتيكية. هل سببها الفاقة التي تعاني منها ويعاني منها كل كاتب وشاعر نتيجة عزوف المواطن العربي على وجه الخصوص عن القراءة والمطالعة».

نفس الحال بالنسبة للتعليقات عبر «فيسبوك»، فجاءت أغلبها إما ناقدة أو ساخرة كالآتي: «بغض النظر عن بعض ردود الفعل المتطرفة على شخصك، بس يا شيخة إيحاءات؟ إيحاءات؟ شو تعريفك لإيحاءات؟»، «للأسف أصبح كل من يريد شهرة يذهب للمحظورات».

بينما حاول آخرون الإمساك بالعصا من منتصفها: «الثقة تقود المرأة دائمًا لما ترغب أن تصل له. أعجبتني ثقتها بنفسها بغض النظر عن رأيي بالكتاب الذي لم اقرأه، فلا رأي لي به».

رغم ما واجهته الشاعرة خلال هذه الفترة، استمرت «بوعتور» في الترويج لديوانها عبر حسابها الشخصي بموقع «فيسبوك»، فأرفقت بأحد منشوراتها رابطًا إلكترونيًا لحجز الكتاب قبل طرحه الرسمي.

كذلك كشفت في منشور آخر، أن هذا العمل سيكون حاضرًا في معرض تونس الدولي للكتاب: «شطحتي الثّانية من (نهديّات السّيّدة واو) تتوثّب للحياة، وستكون بإذن اللّه حاضرة في معرض تونس الدّولي للكتاب. شكرًا لا يكلّ ولا ينفد لمهندس التّوضيب الدّاخلي والخارجي صديقي المصمّم الحريف معزّ السّكّوحي لرفعة ذوقه وصرامة عمله، وصبره المُنتَهى».

ومع استمرار الهجوم عليها، اضطرت «بوعتور»، التي تصف نفسها بـ «شهرزاد الشعر»، إلى توضيح كل ما يخص ديوانها المثير للجدل، كاشفة سر اختيار الاسم، وشكل الغلاف، ومضمون الأبيات الشعرية المدونة، قبل أن تعتبر موجة الانتقادات التي طالتها ما هي إلا «جولة إشهارية مجانية» على حد تعبيرها.

وقالت «بوعتور»، خلال حوار قصير مع فضائية «DW»، إن شعرها فيه «إيحاءات جنسية»، مضيفة: «كيف لا وهو محرك أساسي للوجود، ومن منظوري عنصر برئ وغبي وشقي».

ورغم هذا المحتوى، ترى «بوعتور» أن شعرها «لم يهتك قواعد الأدب» وفق وصفها: «القانون الوحيد الذي يحكم النص هو الفن، والفن هو مرادف الحرية والانطلاق، وهو فوق كل الوصايات».

وعن وضع صورتها على غلاف الديوان أوضحت: «قررت وضع صورتي على الغلاف لسببين ذاتي وموضوعي. الذاتي هو لإشباع غرور المبدعة والأنثى فيّ، أما الموضوعي لأحدث صدمة ودهشة فنية أنشق بها عن السائد الأدبي في تشكيل الهوية البصرية للكتاب، وأنتقم بشكل ما من ثقافة العامود الشعري وأوهام الجندرية المريضة».

أما عن اختيار «النهد» للحديث عنه في ديوانها، بررت: «أزعم أن كلمة نهد دون سواها هي الرحم الدلالي التعددي الأخصب والأنجع والأمثل لإعادة الصياغة الفلسفية والجمالية للكون والموجودات. النهد في شعري تصميم لغوي برئ القصد».