المفتي يوضح موقف الدين من إظهار المرأة لعينيها وخديها

المفتي يوضح موقف
المفتي يوضح موقف الدين من إظهار المرأة لعينيها وخديها

يحرص العديد من النساء على ارتداء النقاب وتغطية وجوههن، خاصة عند التعامل مع أي شخص محرم عليهن، أو وقت التواجد خارج المنزل، إذ طرحت إحداهن تساؤلًا على دار الإفتاء المصرية، جاء مضمونه: «ما حكم كشف عيون النساء بحيث يظهر بعض الخد؟».

الإفتاء توضح حكم كشف عيون النساء بحيث يظهر بعض الخد

ومن جانبه، أجاب الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، خلال الفتوى رقم 14980، عبر البوابة الإلكترونية لدار الإفتاء، موضحًا أنه لا مانع شرعًا من القيام بهذا الأمر، بل لو أظهرت المرأة سائر الوجه لم يكن عليها إثم ولا مخالفة؛ لأن وجه المرأة ليس بعورة فلا يجب عليها ستره.

وتابع «علام»، نقلًا عن الإمام البخاري من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَا تَنْتَقِبِ المَرْأَةُ المُحْرِمَةُ وَلَا تَلْبَسِ الْقُفَّازَيْنِ»، ولو كان الوجه والكف عورة ما حَرُم سترهما حال الإحرام.

وأضاف المفتي، روى الإمامان البخاري ومسلم في «صحيحيهما» عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كَانَ الْفَضْلُ رَدِيفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم، فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنْ خَثْعَمٍ، فَجَعَلَ الْفَضْلُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا «وجاء في بعض الروايات: وكَانَتِ امْرَأَةً حَسْنَاء» وَتَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم يَصْرِفُ وَجْهَ الْفَضْلِ إِلَى الشِّقِّ الآخَرِ، فَقَالَتْ: إِنَّ فَرِيضَةَ اللهِ أَدْرَكَتْ أَبِي شَيْخًا كَبِيرًا لَا يَثْبُتُ عَلَى الرَّاحِلَةِ، أَفَأَحُجُّ عَنْهُ؟ قَالَ: «نَعَمْ»، وَذَلِكَ فِى حَجَّةِ الْوَدَاعِ.

وأضاف مفتي الديار، أنه لو كان الوجه عورة يلزم ستره لَمَا أقرها عليه الصلاة والسلام على كشفه بحضرة الناس، ولأمرها أن تسبل عليه من فوق، ولو كان وجهها مغطًّى ما عرف ابن عباس رضي الله عنهما أحَسْناءُ هي أم شَوْهاء.

وعن الإمام مسلم من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما، وفيه تذكير النبي صلى الله عليه وآله وسلم النساءَ بالصدقة لِتَوَقِّي النار، فقالت امْرَأَةٌ مِنْ سِطَةِ النِّسَاءِ -أي من خيارهن- سَفْعَاءُ الْخَدَّيْنِ: لِمَ يا رسول الله؟.. إلخ، وفيه إشارة إلى أن المرأة كانت كاشفةً عن وجهها، وأن راوي الحديث رأى ذلك منها.

وروى الإمام أبو داود عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما، دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعليها ثياب رقاق، فأعرض عنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقال: «يَا أَسْمَاءُ، إِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا بَلَغَتِ الْمَحِيضَ لَمْ تَصْلُحْ أَنْ يُرَى مِنْهَا إِلَّا هَذَا وَهَذَا» وَأَشَارَ إِلَى وَجْهِهِ وَكَفَّيْهِ.