إلهام شاهين في مرمى النيران.. كيف دافع الفنانون عن مسرحية المومس الفاضلة ؟

إلهام شاهين في مرمى
إلهام شاهين في مرمى النيران.. كيف دافع الفنانون عن مسرحية ال

أثارت مسرحية «المومس الفاضلة» لصحابها الكاتب الفرنسي الكبير «جان بول سارتر»، التي سبق عرضها في أربعينيات القرن الماضي، جدل واسع وكبير على مواقع التواصل الاجتماعي بعد اعلان الفنانة إلهام شاهين عودتها مرة أخرى للعمل على خشبة المسرح، من خلال تقديمها لهذه المسرحية.

تعرضت الفنانة إلهام شاهين لهجوم واسع من عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وأعضاء من البرلمان، معتقدين ان عنوان المسرحية «المومس الفاضلة» يحمل محتوى جرئ خلال العرض، فضلًا عن جرأة عنوانها.

وهاجم النائب المصري أيمن محسب، المسرحية معتبرا أن طريقة التناول والمعالجة للمسرحية غير مناسبة للشعب المصري، وكذلك الأمر للنائب حازم الجندي عضو مجلس الشيوخ، ومساعد رئيس حزب الوفد، قائلًا: «في الوقت الذي تقوم به الدولة بجهود مضنية في مختلف القطاعات، لا يجب أن نغفل الدور الذي يلعبه الفن في تشكيل الوجدان والتأثير علي الشارع المصرى خاصة وأن الفن المصرى عبر التاريخ كان وسيظل رسالة سامية ساعدت في تشكيل عقول المصريين ووعيهم لتظل القوى الناعمة المصرية قادرة علي العبور بأجيالنا إلي مستقبل أفضل وتدعم الحراك الفكرى والثقافي وتؤثر إيجابا في النشء.

وأصدر عضو مجلس الشيوخ بيان صحفي للأمر موضحًا خلاله: «لقد تابعنا علي مدار الساعات القليلة الماضية عن الاستعدادات لعمل فني جديد تحت عنوان «المومس الفاضلة»، ورغم أن هذا العمل لم يخرج إلي النور إلا أن القائمين عليه يحاولون الترويج له بهذا الاسم الفاضح الذي يتنافي مع كل القيم والتقاليد المصرية، فهذا اللفظ الخادش نرفض أن يتنقل بين مسامع أطفالنا ويدخل بيوتنا، بل ويتنافي تماما مع الرسالة السامية للفن المصري».

يدعم مساعد رئيس حزب الوفد التحرك البرلماني من النائب أيمن محسب، بتقدمه بطلب إحاطة لوزيرة الثقافة في هذا الصدد إيمانا منا كنواب بالحفاظ علي هوية الفن المصرى وعدم الانسياق وراء عناوين مبتذلة بدافع الترويج لعمل مسرحي بعنوان مبتذل يحقق ربحا تجاريا لأصحابه علي حساب قيم مجتمعنا بل ونتعجب من ردود أفعال القائمين علي العمل الذين أعلنوا تمسكهم بهذا الاسم المبتذل لعملهم الفني.

آراء الفنانين والنقاد في مسرحية «المومس الفاضلة»

أكد الفنان محمد صبحي، أن الهام شاهين محاربة وهناك ثورة شديدة جدا على اسم مسرحية «المومس الفاضلة»، قائلا: «95% من الذين هاجموا اسم المسرحية لم يقرأوا النص ولا يعرفوا أدب مسرح، والمسرحية قدمتها سميحة أيوب فى الستينات عن سارتر وكانت نهضة في المسرح العالمي»، مضيفًا في تصريحات تليفزيونية: «أن لفظ "مومس" استخدم من قبل في فيلم بداية ونهاية لنجيب محفوظ وصحيح حدث جدل ولكن ليس هذه الثورة، موضحا أن سارتر في المسرحية كان يدافع عن الأخلاق.

وتابع: «لم أطالب بتغيير اسم مسرحية الفنانة إلهام شاهين، ولفظ مومس بالنسبة للمسرحية اختيار جيد جدا من المؤلف ومسألة تغيير الاسم لازم الهام تعرف هي بتتعامل مع مين فقط، والهام شاهين كممثلة ليست من الممثلات اللي بيلعبوا أدوار الاغراء والمسرحية مفيهاش اغراء وهي فرقعة وكان نفسي تبقى موجودة فى رواج وحراك ثقافي وفني"، مؤكدا أن الجدل الذى يحدث ليس ذنب الهام شاهين.

علقت الفنانة سهير المرشدي على أزمة مسرحية «المومس الفاضلة»، قائله: «لابد أن نسمي الأشياء بمسمياتها، وأن هناك مسميات معروفة وواخدة جواز سفر مينفعش ندفن رأسنا، والمسميات تصمد أمام الزمن، وكلمة المومس تعبير ورد في المعلقات وليس اختراع العصر الحالي"، مؤكده خلال تصريحات تليفزيونية «الحق لازم يتقال، والحقيقة لازم تتعاش، وأنا ضد توصيف إي عمل فني بغير المسمى اللغوي له لأن المسمى الواقعي من شأنه أن يسود ويستمر». 

اندهشت الفنانة سميحة أيوب، من الجدل الثائر حول اسم مسرحية «المومس الفاضلة» وحالة الهجوم دون الاطلاع على محتوى المسرحية، قائلة «مندهشة من الهيصة اللي معمولة عشان اسم مسرحية ومتأكدة محدش يعرف محتواها ايه ومحتوى المسرحية نبيل للغاية، والذين هاجموا اسم مسرحية "المومس الفاضلة" طبقوا قاعدة "لا تقربوا الصلاة، وفى مسرحيات الاسم عادي والمحتوى حقير ونفسي الهيصة دى تبقى لشيء نافع للبلد»

واستكملت سيدة المسرح العربي سميحة أيوب، في تصريحات تليفزيونية: «أنا حزينة من اللي حصل على اسم المسرحية، وأنا عملت المسرحية دي في أواخر خمسينات القرن الماضي، واحنا تقهقرنا الان 500 سنة، ونتراجع بشكل سريع للخلف مع التطور والثقافة والتحضر الذي يحدث في العالم».

أكد الناقد الفني طارق الشناوي، أن الذين انتقدوا مسرحية «المومس الفاضلة» لم يقرأوا تفاصيل الرواية ومحتواها الأدبي، موضحا أن أغلب الكتابات تعتمد على الاسم وهذا الكتاب تراث عالمي وليس مصريا فقط وتم تنفيذه في أعمال فنية قبل ذلك.

وأضاف الشناوي، خلال تصريحات تليفزيونية، أن مسرحية «المومس الفاضلة» لا يوجد بها مشهد خادش للحياء، واللي أثار الجدل أخذ عنوان وعمل عليه قصة كبيرة، والسبب في ذلك أن البنية التحتية الثقافية غير جيدة»، وتابع: «البنية الثقافية بتفرق كتير في المدرسة والبيت، وللأسف دي مش موجودة ومش قادرة على التواكب مع كل مجريات العصر، وهذا العمل لا يروج للدعارة، والبعض يستغل أسماء الأعمال الفنية لإثارة المشاكل دون إطلاع أو قراءة والبعض يحكم على الأعمال الفنية من خلال الاسم فقط».

«هذه الأزمة خلتنا نفكر في وجود مشكلة في الثقافة عند بعض الناس بشكل كبير جدا. يعني إيه أتوقف أمام اسم رواية عالمية إتعملت في العالم ومصر قبل كده؟ ولكن طلع تريند إنها سيئة السمعة»، هذا ما علق به الناقد الفني أحمد سعد الدين، مضيفًا: «اللي إتكلم لم يقرأ الرواية ولا يعرف بتحكي عن إيه. هو مسك الاسم وبدأ يطلق سهامه. مشكلة الرواية في اسمها الغربي، وإن دايما وجود اسم إلهام شاهين يحدث حالة جدلية، وللأسف أصبحنا نبحث عن التريند والبعض يجري كالقطيع. هل الفنانة سميحة أيوب بما لها من تاريخ أكثر من 70 سنة في الفن ممكن تضحي بتاريخها كله عشان تعمل مسرحية سيئة السمعة؟ أكيد لأ. في حالة إرهاب فني، أرهب الفنان فيبعد عن الرواية».

من جانبها علقت الفنانة إلهام شاهين على أزمة مسرحية «المومس الفاضلة»، وعلى تصريحات النائب الدكتور «أيمن محسب»، الذي ذكر أن اعتراضه ليس على العمل ولكن على المسمى في حد ذاته والذي يمثل لفظًا صادمًا، قائلة: «كلمة المومس» هي لغة عربية فصحى وموجودة في كتب الدين،  وفيه حديث عن الرسول بيقول كلمة «المومس الفاضلة »، وهي تلك «المومس» التي وجدت كلبًا يعاني العطش وسقته من مياه البئر   بعدما خلعت حذائها وقامت بربطه في خمارها.. وربنا دخلها   الجنة، ده حديث معناه كده".

 وأضافت إلهام شاهين في مداخلة  هاتفية مع برنامج " كلمة أخيرة " الذي تقدمه الاعلامية لميس الحديدي على شاشة " ON، قائلة: «هتلغوا الحديث ومانعلموش للنشأ الجديد!، هل هتلغي الحديث من صحيح البخاري ؟.. إنت منزعج  أنك هتشوفه على أفيش وهتلغي الحديث مثلًا ؟!.. مش منزعج أنها في كتب الدين وبنفس المعنى! »، متابعة: « لما الاطفال تسألنا يعني إيه " مومس " هنقلهم ست منحرفة والارتباط بينها وبين كلمة " الفاضلة " موجودة في معنى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم».

واستطردت إلهام شاهين حديثها قائلة:« إن التناقض هو أساس فكرة المسرحية المترجمة، حيث أن فكرة الاعتراض على الاسم أنا قلت ممكن نغيره عشان الناس المتحفظة رغم أن ده غلط   وقلت نحط كلمة "مومس"، وبعدها علامات تستفهام وأكيد النائب سمع ومع ذلك عمل دوشة وطلب إحاطة في اليوم التالي.

وتابعت: أن تناقض المعنى الموجود في الاسم هو جوهر المسرحية، قائلة: "لسة بنفكر في الموضوع إحنا مش أول مرة نعرض العرض ده وعرض منذ 50 عامًا، وعرض بذات الاسم، والنائب بيقول لايتماشى مع تقاليد المجتمع المصري، متسائلة: "هو إحنا في الستنيات كنا عاملينه للمجتمع الهندي؟ إيه اللي حصل في المجتمع المصري؟ إيه التخلف اللي بيحصل في المجتمع !.. واصبح الجميع مصاب بالهوس الجنسي.. لما حد يسالك فسرله معناه قوله ست منحرفة».

وأتمت إلهام شاهين قائلة: " إيه " الاوفر ده ؟ والشو اللي إتعمل ده وطلب الإحاطة لزمته إيه ؟ ".