هل تعلم أن هناك دراكولا حقيقي؟.. لماذا علق فلاد الثالث 100 ألف شخص على الخوازيق؟

هل تعلم أن هناك دراكولا
هل تعلم أن هناك دراكولا حقيقي؟.. لماذا علق فلاد الثالث 100 أ

يعشق هواة أفلام الرعب والاثارة مشاهدة شخصية "دراكولا"، التي اشتهرت كونها مصاص دماء يقتات على دماء ضحاياه.. فالشاب ابيض الوجه ذو الانياب البارزة اثار رعب الصغار الذين علموا عندما كبروا انه مجرد شخصية خيالية ظهرت للمرة الأولى في رواية لكاتب ايرلندي، لكن هل تعلم أن هناك دراكولا حقيقي وليس مجرد شخصية خيالية في رواية أو فيلم؟.

دراكولا الحقيقي حاكم رومانيا

«دراكولا» شخصية حقيقية، تولى حكم رومانيا في القرن الخامس عشر، اعتبره الرومانيون بطلًا قوميًا أنقذ أوروبا من الغزو العثماني، بينما نظر إليه البعض على أنه مجرم أنهى حياة أكثر من 100 ألف شخص دون رحمة أو شفقة.
اسمه الحقيقي فلاد الثالث، حكم رومانيا لفترات متقطعة امتدت إجمالًا لـ7 سنوات بين 1455 و1478، ولُقب بـ«دراكولا»، لانضمامه لما يُسمى بـ«عصبة التنين»، التي كانت اتحادًا سريًا ضم مجموعة من أمراء ونبلاء أوروبا الوسطى والشرقية للوقوف ضد المد العثماني، ويعني اسم «دراكولا» باللاتيني «ابن التنين»، أما في الرومانية الحديثة فتعني «ابن الشيطان».
وُلد «فلاد» في مقاطعة سيجيشوارا بإقليم ترانسيلفانيا التابع لمملكة المجر (ويتبع الآن دولة رومانيا الحالية)، في شتاء عام 1431 لوالده فلاد الثاني دراكول.

عاش «دراكولا» خلال فترة حرجة من تاريخ أوروبا الشرقية، فبعد سقوط القسطنطينية على يد السلطان محمد الفاتح أصبح البلقان بأسره ساحة مفتوحة أمام الجيوش العثمانية، وغدت مقاطعة ولاكيا الرومانية عالقة ما بين مطرقة العثمانيين وسندان الهنجاريين، وكان هناك تناحر مستمر بين أمراء ولاكيا على العرش، ومؤامرات النبلاء الذين استغلوا هذا التناحر لتعزيز نفوذهم ومصالحهم.

اعتلى فلاد الثاني، الشهير بـ«دراكول»، ووالد «دراكولا»، عرش ولاكيا، وظل حاكمًا عليها حتى تمت إزاحته عن العرش من خلال مؤامرات تم ترتيبها بين خصومه في ولاكيا وملك المجر في ذلك الوقت فلاديسلاف الثالث عام 1442، ومع ذلك عاد «فلاد الثاني» لاعتلاء عرش والاكيا الذي انتزعه من بين يدي باسراب الثاني وحلفائه من البويار، وذلك بمساعدة السلطان العثماني آنذاك «مراد الثاني» بعدما اتفق معه على دفع الجزية للدولة العثمانية.

فور عودته لعرش والاكيا 1443، أرسل فلاد الثاني ولديه الشرعيين، «فلاد» و«رادو» إلى البلاط السلطاني العثماني كرهائن لدى السلطان «مراد الثاني» لإثبات ولائه للإمبراطورية العثمانية، وفي أعقاب وفاة فلاد الثاني، عاد «فلاد الثالث» ليحتل مكان أبيه على عرش «والاكيا» بمساعدة العثمانيين، فيما بقي شقيقه «رادو» أسيرًا للبلاط السلطاني العثماني، الذي اندمج مع الحياة التركية وأعلن إسلامه وأصبح جنديًا في جيش الخليفة العثماني.

وخلال تلك الفترة التي قضاها الأمير «فلاد الثالث» في أدرنة، تمكّن من دراسة علوم المنطق والقرآن والأدب وكذلك التركية العثمانية حتى أتقن هذه اللغة خلال السنوات الأخيرة التي قضاها في البلاط السلطاني، كما تدرّب على الفروسية وفنون الحرب، ولكن كان يتعرض للضرب والتعنيف من قبل الأتراك بسبب شخصيته الجريئة.

لم تدم فترة حكم «فلاد الثالث» طويلًا، حيث عاود نبلاء ترانسيلفانيا والملقبون بـ«البويار»، وإيوان دي هونيدوارا، وصي عرش المجر، غزو ولاكيا مرة أخرى ليعيدوا أحد حلفائهم، لعرش البلاد مجددًا بعد أن أطاحت به الجيوش العثمانية سابقًا.

وبعد إقصائه من الحكم، لم يرغب «فلاد الثالث» في طلب المساعدة من الدولة العثمانية مرة أخرى، خاصة بعد اعتلاء السلطان محمد الثاني، نظرًا للخصومة والكراهية بين الإثنين منذ أن تربيا سويًا في البلاط السلطاني، وعليه فر هاربًا إلى مولدافيا وعاش لفترة هناك تحت حماية عمه «بوجدان الثاني»، قبل أن يلقى الأخير حتفه في 17 أكتوبر 1451، مما دفع «فلاد الثالث» للفرار مرة أخرى قاصدًا المجر، وهناك التقى بإيوان دي هونيدوارا والذي أُعجب بدراية الأمير الشاب بالأحوال الداخلية للدولة العثمانية وخططهم للحرب العثمانية ولوجيستياتها، علاوة على الكراهية المطلقة من جانب فلاد الثالث تجاه الدولة العثمانية، مما دفع إيوان دي هونيدوارا لاتخاذ فلاد الثالث مستشارًا عسكريًا له.

استمر مكوث فلاد الثالث في المجر حتى ما بعد سقوط القسطنطينية على يد محمد الثاني، الملقب بـ«الفاتح» في 29 مايو 1453، بعدها تعاظم المد العثماني من تلك المنطقة عن طريق إمارات الكاربات مهددًا بر أوروبا الرئيسي بالكامل.

وبعد ثلاثة أعوام من غزو القسطنطينية، حاولت الجيوش العثمانية إضعاف المملكة المجرية عن طريق محاصرة بلجراد عام 1456، في ذلك الوقت، وجد إيوان دي هونيدوارا نفسه مضطرًا لمغادرة المجر وشن غارات مضادة في صربيا نجح من خلالها في رفع الحصار عن بلجراد، من جانبه استغل فلاد الثالث تلك الإضطرابات في العودة مرة أخرى إلى والاكيا وقاد عشيرته لاسترداد ملكه للمرة الثانية

الخوزقة أسلوب دراكولا لعقاب خصومه

ناهز عدد ضحاياه المائة ألف إنسان، أغلبهم من الأتراك والبويار، ولقب بـ«فلاد المخزوق» لاستخدامه الخازوق في القضاء على خصومه.

ذكرت المصادر أنه خوزق راهبًا مع حماره، كما خوزق 500 شخص من المنتسبين إلى الأسر العريقة، ويقال إنه استمتع عندما خوزق 600 تاجر أجنبي، كما رمى 400 طالب في نار كبيرة أشعلها، وأجبر الأطفال على أكل لحم أمهاتهم اللاتي قتلهن، وقطع أثداء بعض الأمهات، وخيط محلها رؤوس أولادهن، كما جمع كل متسولي البلد وقدم لهم الطعام، ثم قام بإحراقهم وسلخ جلود أرجل الأسرى الأتراك ثم مسحها بالملح، وجعل الأغنام تلحسها.

وغير ذلك من الجرائم، التي قتل من خلالها بين عشرين اليى ثلاثين ألف شخص، فقط للاستمتاع، كما هاجم «دراكولا» مدينة براشوف الرومانية، معقل البويار، للانتقام منهم، وأعدم قرابة 30.000 من تجار المدينة وقادتها خزقًا صبيحة الاحتفال بعيد القديس برثولماوس.

في 11 يونيو 1459، بعد اتهامه إياهم بالفساد والتآمر على والاكيا، بعدها خلد إلى الراحة وتناول الغذاء وسط الجثث المعلقة على الخوازيق، تاركًا إياها للتعفن، تحذيرًا منه لكل من تسوّل له نفسه الخروج عن طاعته، كما أغار على مدينة سيبيو بترانسيلفانيا عام 1460 وأعدم 10.000 من أهلها

قتل دراكولا

تم فصل رأس فلاد الثالث عن جسده، حيث أُرسل الرأس للسلطان العثماني محمد الثاني، الذي قام بعرض الرأس على خازوق خشبي في العاصمة العثمانية أدرنة، بينما قام تم ما تبقى من جثة فلاد الثالث دون أي مراسم جنائزية، في كومانا على الأرجح، داخل الدير الذي أسسه فلاد الثالث بنفسه 1461، وقد هُدم هذا الدير وأُعيد بناؤه من جديد 1589.