صدع ينذر بالخطر.. تحذيرات جديدة من ذوبان «نهر يوم القيامة الجليدي» وإغراق نيويورك وبريطانيا

صدع ينذر بالخطر..
صدع ينذر بالخطر.. تحذيرات جديدة من ذوبان «نهر يوم القيامة ال

حذّر علماء، من أن تفكّك جليد نهر ثويتس الجليدي الهائل في غرب القارة القطبية الجنوبية، سيؤدي إلى رفع مستوى البحر عالميًا بمقدار 65 سنتيمترًا، في حال الذوبان الكامل.

ومنذ عام 1900، أدى ارتفاع مستوى سطح البحر بـ20 سنتيمترًا إلى نزوح في المجتمعات الساحلية، وفاقم المشاكل البيئية مثل الفيضانات وتلوّث المياه المالحة وفقدان الموائل الطبيعية.

سبب تسمية النهر بـ "يوم القيامة"

اكتسب النهر الجليدي لقبه «نهر يوم القيامة» لأن انهياره الكامل سيرفع مستويات سطح البحر العالمية بحوالي قدمين ويعرض الأنهار الجليدية الأخرى في أنتاركتيكا لنفس عملية الذوبان، وهي كارثة ربما تقضي على الجنس البشري - حسب موقع sciencealert العلمي  المتخصص -.

كما ترجع تسميته "نهر نهاية العالم الجليدي" إلى دوره الأساسي في بيئة القارة الجنوبية ومناخ العالم، واحتوائه على مليارات الأطنان من المياه، التي تُهدّد بالاتجاه نحو المحيط، وبالتالي تغيير السواحل.

وذكر موقع "ساينس أليرت العلمي" أن الدراسات العلمية تُشير إلى أن استقرار ثويتس على المدى الطويل، أمر "مشكوك فيه".

وذكرت الدراسات أن ذوبانًا واسع النطاق لثويتس قد يعني أيضًا ذوبان الأنهار الجليدية في القارة بأكملها، وبالتالي ارتفاع سطح البحر بعدة أمتار.

وشرحت الدراسات أن "الأنهار الجليدية في غرب القارة القطبية الجنوبية عرضة لآلية تسمى عدم استقرار جرف الجليد البحري أو "MICI"، حيث يكشف الجليد الذائب عن منحدرات جليدية طويلة وغير مستقرّة بشكل متزايد، تنهار في المحيط.

وسيؤدي ارتفاع مستوى سطح البحر لعدة أمتار إلى غمر العديد من المدن الكبرى في العالم بما في ذلك شنغهاي ونيويورك وميامي وطوكيو ومومباي، كما سيغطي مساحات شاسعة من الأراضي في المناطق الساحلية، ويبتلع إلى حد كبير الدول القائمة على جزر منخفضة مثل كيريباتي وتوفالو والمالديف.

ويبلغ حجم ثويتس تقريبًا حجم بريطانيا، وهو يسهم حاليًا بنحو 4% من ارتفاع مستوى سطح البحر في العالم.
ومنذ عام 2000، فقد النهر الجليدي ما يزيد على ألف مليار طن من الجليد، وازداد هذا باطّراد على مدى العقدين الماضيين.

وتضاعفت سرعة تدفّقه في غضون 30 عامًا، ما يعني أن كمية الجليد التي تقذف في المحيط حاليًا تبلغ ضعف ما كانت عليه في التسعينيات.

وهذا النهر، وهو الأوسع في العالم بعرض 80 ميلًا، ويتمّ إعاقته بمنصّة عائمة من الجليد تسمى الرف الجليدي، التي تقيد النهر الجليدي وتجعله يتدفق بسرعة أقل.
ويقول العلماء إن الجرف الجليدي على النهر يتزعزع بسرعة، في حين قالت إيرين بيتيت، عالمة الجليد في جامعة ولاية أوريجون، إن الجرف الجليدي الشرقي يحتوي على شقوق كبيرة، تهدّد بانهياره في غضون 10 سنوات.

بداية النهاية

ويقول الموقع، إنه إذا انهار الجرف الجليدي لثويتس، فإن هذا سيكون بداية النهاية للنهر الجليدي، لأنه من دون الجرف الجليدي، فإن النهر سوف يُفرغ كل جليده في المحيط على مدى العقود التالية، حيث قد يؤدي إلى انهياره في غضون خمس سنوات، إلى ذوبان مساحة بحجم ولاية فلوريدا، تمثل حوالي 4 % من ارتفاع مستوى سطح البحار في العالم.

وتتزايد مخاوف العلماء، خاصّة أن الجرف الجليدي لثويتس واحد من عدة جروف يراقبها العلماء غرب القارة القطبية الجنوبية، حيث تتآكل العديد من الرفوف الجليدية التي تكبح ذوبان الأنهار هناك بسبب ارتفاع درجات حرارة المحيطات نتيجة تغيّر المناخ.

وتسهم مياه المحيطات الأكثر دفئًا بتقويض هذه الجروف، حيث تُذيبها من الأسفل وتُضعف أساساتها، لتنهار بعدها نتيجة لوزن الجليد الثقيل على أعلاها، وبالتالي تتسارع نحو المحيطات وتزيد مستويات البحار العالمية.