ضغوط ورغبات..أسرار جديدة عن العلاقات التركية الإسرائيلية

ضغوط ورغبات..أسرار
ضغوط ورغبات..أسرار جديدة عن العلاقات التركية الإسرائيلية

تعيش العلاقات التركية الإسرائيلية فترات توتر كثيرة لكن اللافت أن هذا التوتر لم يؤثر على حجم التبادل التجاري  والتجارة البينية والشراكة الاقتصادية بينهم.


تركيا تريد التقرب من تل أبيب

بعد فترة فتور طويلة في العلاقات التركية الإسرائيلية خرج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتصريح في بداية العام الماضي مفاده أن تركيا تريد تقوية علاقاتها بإسرائيل. تصريح حاول به الرئيس التركي فتح منافذ جديدة لتركيا بعض العقوبات الأوربية المفروضة عليها، ولكسر العزلة التركية في البحر المتوسط. وجاءت تهنئته للرئيس الإسرائيلي الجديد بمنصبه الجديد في اتصال هاتفي،كما توجت تصريحات الرئيس التركي خلال لقائه بالجالية اليهودية التركية وأعضاء "تحالف الحاخامات في الدول الإسلامية"بشأن الأهمية الحيوية للعلاقات التركية الإسرائيلية بالنسبة لأمن واستقرار المنطقة، مشيرا إلى أن العلاقات بين البلدين تتقدم في المجالات الاقتصادية والتجارية والسياحية على الرغم من اختلاف الرأي حول القضية الفلسطينية. كلها علامات واضحة تدل على التوجه التركي لتحسين العلاقات مع إسرائيل لكن لماذا ما الذي ستجنيه تركيا التي تواجه تحديات قوية إقليمية وعالمية تحتاج  فيها لتقوية علاقتها بإسرائيل وقد بدأ الرئيس التركي بإلقاء الحجر في المياه الراكدة بين البلدين تلى ذلك تحركات دبلوماسية واسعة من جانب البلدين.


كما ذكرت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية "كان"أن وزير الطاقة الإسرائيلي (يوفال شتاينتس) تلقى دعوة رسمية من وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو لحضور مؤتمر سيعقد في يونيو في مدينة أنطاليا التركية، وهومؤتمر دبلوماسي رسمي تحت رعاية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وفي إطار متصل بالمحاولات التركية لخطب ود تل أبيب فقد أفرجت السلطات التركية عن زوجين إسرائيليين احتجزتهما لمدة أسبوع تقريبًا للاشتباه في تجسسهما لصالح إسرائيل.وأجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت اتصالًا بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخميس، شكره فيه على الإفراج عن الزوجين، في أول اتصال على هذا المستوى بين الدولتين منذ عام 2013.وقد جائت تصريحات مستشار للرئيس التركي بأن إذا خطت تل أبيب خطوة فإن أنقرة ستخطو ألف تجاه تحسين العلاقات بين البلدين.


ولقد عانت تركيا في الفترة الأخيرة من تقلبات اقتصادية وهزات مفاجئة تسببت في انهيار سعر صرف الليرة التركية وخسائر كبيرة بالبورصة التركية مما أكد لتركيا ضرورة الحفاظ على حلفائها وعلى رأسهم إسرائيل. فعلاقة أنقرة بتل أبيب إن عندما كانت وطيدة جلبت لها الكثير من المكاسب السياسية فاللوبي اليهودي في الولايات المتحدة وقف بجانب تركيا في عدد من المرات. كما جاء غاز البحر المتوسط والاكتشافات الإسرائيلية وغيرها من الاسباب الاقتصادية التي دفعت الجانب التركي إلى توطيد شراكة اقتصادية واستراتيجية مع إسرائيل. 
وقد أُعلن عن خط الأنابيب التركي لفياثان- مرسين في  ديسمبر 2013، وهو مشروع خط أنابيب غاز طبيعي من حقل لفياثان الإسرائيلي، يمتد وصولًا لجنوب تركيا، بتكلفة 2.5بليون دولار ويمكنه نقل 16بليون م³من الغاز يوميًا.

ضغوط عديدة أبرزها الضغوطات الاقتصادية التي تعرضت لها تركيا مؤخرًا دفعت الساسة في تركيا إلى مغازلة إسرائيل والسعي وراء إعادة العلاقات إلى سابق عهدها، خاصة وأن تركيا كانت الخاسر الأكبر من هذه التوترات في العلاقات. فالاستثمارات الدولية تربط إمكانية حضورها وفاعليتها في تركيا بعلاقاتها مع إسرائيل، لأن الشركات الصناعية الكُبرى في العالم، بالذات في مجال التقنيات الحديثة، لا تستطيع أن تُغامر في بلد ذي علاقات متوترة مع إسرائيل، التي تُعتبر قطبًا في هذه المجالات الصناعية.