بداية حرب عالمية كبرى.. كيف ستقود أوكرانيا العالم إلى هذا المصير البائس؟

بداية حرب عالمية
بداية حرب عالمية كبرى.. كيف ستقود أوكرانيا العالم إلى هذا ال

حذرت مجلة بوليتيكو من حرب عالمية كبرى تبدأ من أوكرانيا، التي ربما  تتوسع فيها دائرة القتال ليكون شاملا لدول عدة ويجبر دول الناتو على التدخل إذا ما طال أمد الأزمة، ما سيجعل المواجهة بين الصين وروسيا من جهة والغرب بأمريكا من جهة أخرى أمرا حتميا.

ونبهت المجلة على خطورة الأزمة وانها ليست بسيطة قائلة "حتى اليوم، بينما تتكدس القوات الروسية على طول حدود أوكرانيا وتهدد بتصعيد دراماتيكي لحربها غير المعلنة التي دامت ثماني سنوات، فإن معظم الأمريكيين يمرون فوق المسألة الأوكرانية مرور سريعا".

وحول ذلك تقول مجلة بوليتيكو، إن هذه مشكلة كبيرة، لأن أوكرانيا تعد أكبر دولة من حيث المساحة داخل القارة الأوروبية، ويبلغ عدد سكانها تقريبًا حجم سكان إسبانيا.

لكن في الغرب، "غالبًا ما تفترض خرائطنا الذهنية عكس ذلك". 
يجادل البعض بأن أوكرانيا مجرد صورة على الرادار - تظهر على الشاشات وفي ملفات الأخبار مرة كل عقد تقريبًا، من انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991 إلى الثورة البرتقالية في عام 2004، وصولا إلى ضم شبه جزيرة القرم في عام 2014.. والآن، تهديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرهان السياسي هذا العام  واثارته لحالة من القلق العالمي  من اندلاع حرب عالمية جديدة في طور التكوين، وفق ما رأى روري فينين، الأستاذ المساعد في الدراسات الأوكرانية بجامعة كامبريدج، الذي حذر بشدة من أن الأمر جدي وله دلالات تاريخية وسياسة عميقة.


يقول فنيين على مجلة بوليتيكو، إن  اوكرانيأ بلد كبير ذو أهمية إستراتيجية وفكرية مستمرة، وليس فقط بسبب تنوع رأس المال البشري أو الإمكانات الاقتصادية الوفيرة أو الموقع المحوري بين روسيا والاتحاد الأوروبي، فالحقيقة هي أن أوكرانيا ساعدت في تشكيل وإعادة تشكيل خريطة أوروبا لأجيال، ولعب الأوكرانيون دورًا نشطًا في زوال ليس واحدة أو اثنتين أو ثلاث إمبراطوريات، بل أربع إمبراطوريات مختلفة، بما في ذلك النمسا والمجر والاتحاد السوفيتي.

وأردف بأن هذا الدور لم يكن عرضيًا،  لقد تم كسبه بشق الأنفس، مدفوعا بهوية وطنية حديثة لا تستند أساسًا إلى الانتماء العرقي أو الديني، ولكن على فكرة: الحرية الديمقراطية العالمية.
تمتلك أوكرانيا  مجتمعًا مدنيًا نابضًا بالحياة يجسد أجندة المساواة للقومية المدنية الأوكرانية.. ومنذ عام 2014 على وجه الخصوص، استطاعت أوكرانيا أن تحارب الفساد وأن تتخطى الكثير.
في غضون ذلك، بذل بوتين جهودًا غير عادية للادعاء بأنه لا يوجد شيء اسمه هوية وطنية أوكرانية قائمة بذاتها.. ويحاول  بوتين دفع رواية عن أوكرانيا والأوكرانيين باعتبارهم جزءًا لا يتجزأ من العالم الروسي، لكن ذلك غير صحيح، فالأوكرانيين  أنفسهم في معظمهم لا يريدون ذلك.

يوضح تأكيد بوتين بوضوح ممارسة طويلة الأمد تتمثل في رفض إعطاء الحرية  للأوكرانيين، وحرمانهم من مسار تاريخي متميز، وهذا يضع أكثر من 40 مليون شخص كرهائن.
و في سياق تهديد حدود أوكرانيا، لا يراهن بوتين فقط على أن الغرب لا يهتم بأوكرانيا، بل ويراهن على أن الغرب لا يعرف أو حتى يرى أوكرانيا، وبالتالي فجهل الغرب يغذي عدوانه.
وبالأمس حول المكالمة الهاتفية بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، أكد مسئول أمريكي رفيع المستوى، أن المكالمة الهاتفية بين الرئيسين  لم يحدث عقبها تغيير كبير في موقف واشنطن من الأزمة الأوكرانية، وأن الموقف يبقى كما هو بدعم أمريكا لكييف.

وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته في تصريح للصحفيين إن المشاورات كانت "مهنية ومعمقة واستمرت أكثر من ساعة بقليل".

وأضاف أن هذه المشاورات لم تسفر عن "تغيير جوهري في الوتيرة المستمرة منذ أسابيع". 
ووفق وكالة أسوشيتد برس، أشار البيت الأبيض السبت إلى إن الرئيس جو بايدن أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن غزو أوكرانيا سيؤدي إلى "معاناة إنسانية واسعة النطاق" وأن الغرب ملتزم بالدبلوماسية لإنهاء الأزمة ولكنه "مستعد بنفس القدر لسيناريوهات أخرى".


ولم تقدم المكالمة التي استمرت لمدة ساعة أي إشارة لتقليل خطر اندلاع حرب وشيكة في أوروبا.

وقال بايدن أيضًا إن الولايات المتحدة وحلفاءها سيردون "بشكل حاسم ويفرضون تكاليف سريعة وباهظة" إذا هاجم الكرملين جارته، وفقًا للبيت الأبيض.

تحدث الرئيسان بعد يوم من تحذير مستشار الأمن القومي لبايدن، جيك سوليفان، من أن المخابرات الأمريكية تظهر أن الغزو الروسي يمكن أن يبدأ في غضون أيام وقبل انتهاء دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين في 20 فبراير.

وتنفي روسيا أنها تعتزم الغزو لكنها حشدت أكثر من 100 ألف جندي بالقرب من الحدود الأوكرانية وأرسلت قوات للمشاركة في تدريبات في بيلاروسيا المجاورة لتطويق أوكرانيا من ثلاث جهات. 
ويقول المسؤولون الأمريكيون إن تعزيز القوة النارية لروسيا وصل إلى النقطة التي يمكن أن تغزوها في غضون مهلة قصيرة.
وأعرب يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي عن تنديد موسكو بالهستيريا الأمريكية التي بلغت ذروتها بعد الاتصال بين بوتين وبايدن.

وشكا بوتين في المكالمة من أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لم يستجيبوا بشكل مرض للمطالب الروسية بمنع أوكرانيا من الانضمام إلى التحالف العسكري وأن يسحب  الناتو قواته من أوروبا الشرقية.