التفاصيل الكاملة.. حكاية الصواريخ الإيرانية على أربيل

التفاصيل الكاملة..
التفاصيل الكاملة.. حكاية الصواريخ الإيرانية على أربيل

انطلق فجر الأحد الماضي 12 صاروخا باليستيًا على مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق واستهدف هذا الوابل من الصواريخ المفاجئة القنصلية الأمريكية الموجودة في أربيل،لكن لم يسفر الهجوم عن سقوط ضحايا.

فيما أفاد جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان العراق في بيان رسمي أن هجوما بـ"12 صاروخا باليستيا" استهدف فجر الأحد أربيل عاصمة الإقليم والقنصلية الأمريكية فيها، مضيفا أن الصواريخ أطلقت "من خارج حدود إقليم كردستان والعراق وتحديدا من جهة الشرق".

وفي سياق متصل بالهجوم أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية  الهجوم موضحًا انه لم تقع أضرار أو إصابات في أي منشأة تابعة للتواجد الأمريكي بالمدينة. 

الهجوم وانتقاص السيادة العراقية

أدان رئيس حكومة الإقليم -الذي يتمتع بحكم ذاتي حسب الدستور العراقي- بارزاني الهجوم، واصفه بالهجوم الإرهابي. 

واستنكر رئيس الحكومة العراقي مصطفى الكاظمي الهجوم.ولم زعيم التيار الصدري رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر الهجوم حتى علق عليه واصفًا الهجوم بأنه اعتاء على السيادة العراقية.كما أدانت معظم العواصم العربية والعالمية ما تعرضت له المدينة العراقية من عدوان غاشم وترويع للمدنيين،مشددين على حق العراق في الدفاع عن سيادته وأمن مواطنيه.

أصابع الاتهام تشير لطهران 

اتجهت الأنظار مباشرة إلى الجار المزعج للعراق، حيث تشترك إيران في حدود طويلة مع العراق، وتتمتع بنفوذ سياسي واقتصادي كبير وتدعم فصائل مسلحة فيه تزيد من ضعف العراق وتهدد وحدته.
وقد أعلن الحرس الثوري الإيراني الذي يقوم بأدوار عسكرية مخالفة للقانون الدولي في سوريا،قبل أسبوع مقتل اثنين من ضباطه في قصف إسرائيلي استهدف مواقع قرب دمشق.وأشار الحرس الثوري، إلى أنه عقب الجريمة التي ارتكبها ما أسماه البيان " الكيان الصهيوني" في عدوانه الصاروخي على ضواحي العاصمة السورية دمشق، استشهد اثنان من كوادر الحرس الثوري العقيد إحسان الكربلائي بور والعقيد مرتض ىسعيد نجاد.وأنهى البيان بتحذير شديد  قائلًا "الكيان الصهيوني سيدفع ثمن هذه الجريمة".


وأعلن الحرس الثوري الإيراني مسؤوليته عن هجوم صاروخي استهدف مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان شمالي العراق.وفي بيان تداولته وسائل إعلام رسمية إيرانية، قال الحرس الثوري إن الهجوم استهدف ما أسماه "مركزا استراتيجيا إسرائيليا" في العراق.
لكن نفت الحكومة الاقليمية في كردستان العراق أن يكون هناك أي مقار أو هيئات تابعة لإسرائيل على أرضها مكذبة الإدعاء الإيراني، وأن الموقع المستهدف كان مكانًا مدنيًا وأن التبرير الإيراني كان فقط لإخفاء هذه "الجريمة البغيضة" على حد وصفهم.


الإدعاء الإيراني لم يمر هكذا حيث أثار الحرس الثوري الإيراني شكوك لدى المسؤلين العراقيين بأن تكون حكومة اقليم كردستان قد سمحت لإسرائيل بإنشاء أي مقار لها على أرضها، وبالفعل تشكلت لجنة تقصي حقائق حول ذريعة وجود مقرات إسرائيلية في إقليم كردستان العراق.

البرنامج النووي الإيراني وتطوير إيران لسياستها التدخلية في العراق

وتعد حادثة القصف الصاروخي الأخير على أربيل هي الأولى من نوعها التي تتبنى إيران تنفيذها بشكل علني وصريح.وتأتي تلك الهجمات على وقع متغيرات سياسية يشهدها العراق وتطورات دولية عقب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية وما فرض من تداعيات للاصطفاف ما بين المعسكرين الشرقي والغربي. 

 كما يأتي  الهجوم وقد دخلت محادثات فيينا الهادفة إلى إحياء الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، الذي وصل إلى مراحل يعتبرها الأطراف المعنية نهائية.
وقد استنكرت  وزارة الخارجية الفرنسية في بيان لها الهجوم على أربيل،واعتبرته يهدد جهود إنهاء المحادثات النووية مع إيران. وأضافت أن الضربة التي أعلن الحرس الثوري الإيراني مسؤوليته عنها تهدد أيضًا استقرار العراق والمنطقة ككل، مؤكدةً أن هناك ضرورة ملحة لإنهاء المفاوضات النووية مع طهران.


لكن الأكيد أن ما حدث هو انتهاكًا واضحًا وصريحًا لمواثيق حسن الجوار ولوائح الأمن الدولي، بما يفرض أن يكون هنالك تحرك دولي إزاء إصرار طهران على استخدام العراق كأرض مستأجرة لحروبها الإقليمية.وتسعى إيران من خلال هجماتها الباليستية على أربيل، إلى إيصال رسائل عاجلة وسريعة إلى واشنطن بأن أذرعها في العراق قادرة على تهديد مصالح واشنطن.وشهدت البلاد منذ مطلع العام تصاعدًا في الهجمات الصاروخية والهجمات بالمسيرات المفخخة. وفي حين تبقى غالبية هذه الهجمات دون تبنٍّ رسمي، تنسبها السلطات العراقية والولايات المتحدة الى فصائل مقرّبة من إيران.