سر الكتاب المقدس والغرفة الحمراء وانفجار الأوعية.. قصة وفاة عبد الحليم حافظ

سر الكتاب المقدس
سر الكتاب المقدس والغرفة الحمراء وانفجار الأوعية.. قصة وفاة

45 عاما مرّت على رحيل العندليب عبد الحليم حافظ، أحد أهم المطربين العرب في القرن العشرين، حيث توفي في عام 1977 خلال رحلة علاجه في العاصمة البريطانية لندن عن عمر يناهز 47 عامًا.

وروى مجدي العمروسي أقرب أصدقاء عبد الحليم حافظ إلى قلبه ومدير أعماله وخزينة أسراره، تفاصيل وفاته في لندن، قائلا في فيديو قديم له: "آخر يوم لعبد الحليم في المستشفى، قالوله الدوالي ورمت ولازم تعمل عملية، حقنوه ولكن في أوضة العمليات حصل حاجتين خلوا عبد الحليم يتشائم، هو كان دايما يحط تحت راسه مصحف صدف، المصحف ده وقع من تحت راسه وهو في أوضة العمليات، فالتقطه الطبيب ولما فاق عبد الحليم قاله الطبيب (تسمح لي أن أحتفظ بهذا الكتاب المقدس؟) قاله (أكون سعيد أوي لو احتفظت به)".

أضاف: "مدام نهلة حرم الأستاذ محمد عبد الوهاب جاتلنا عشان تقعد معانا في أيام عبد الحليم الأخيرة في المستشفى، وطلب منها أنها تدخل تصوره وهو بيعمل العملية، فرمت الكاميرا من إيدها وقالتله (أنت مجنون؟ لا يمكن)، فلقى دكتورة مصرية موجودة هناك، وطلب منها أنها تصوره في العمليات، وفعلا الدكتورة دي صورته، والصورة دي الأخيرة لعبد الحليم ومازالت موجودة عندي ولم يرها أحد حتى الآن".

تابع: "عبد الحليم عمل العملية وطلع، وهو كان متعود لما يخرج من العمليات يعملنا بصباعه علامة (تمام)، في إشارة أنه طالع منتصر، ولكن لما طلع من العملية دي معملش الحركة دي، بصلنا ودموعه نزلت، وراح نام في أوضته، بعد 10 دقائق ضرب الجرس، دخلنا نجري على الأوضة، لقيناه بينزف من فمه، الدكتور قاله عشان العملية اللي اتعملت، حاول عبد الحليم ينام، وبعد ساعة ضرب الجرس تاني، دخلنا لقينا أرض الأوضة والسرير والملايات غرقانة دم، كلها حمراء، لون الأوضة كان كله أحمر ودم، الدكاترة كلهم اتجهوا نحو أوضة عبد الحليم حافظ بمنتهى السرعة، عرفونا أن معدة عبد الحليم جميع الأوعية اللي فيها انفجرت، وصعدت روح عبد الحليم حافظ لخالقها في ليلة 30 مارس سنة 77 في غرفة 414 في لندن".

اختتم في حوار أجراه بعد وفاة عبد الحليم حافظ بـ18 عاما؛ قائلا: "عبد الحليم حافظ لم يمت، عبد الحليم حافظ مازال هو المطرب الأول في العالم العربي، عبد الحليم حافظ مازال معنا".

عبد الحليم حافظ ولد في قرية الحلوات التابعة لمحافظة الشرقية في 21 يونيو 1929، التحق في عام 1943 للدراسة في قسم التلحين التابع لمعهد الموسيقى العربية، وعمل بعد التخرج مدرسًا للموسيقى لمدة 4 سنوات، ثم ترك التدريس والتحق بفرقة اﻹذاعة الموسيقية، ثم أجيز بعدها للغناء في اﻹذاعة في عام 1951، وقدّم على مدار مسيرته الفنية أكثر من مائتي أغنية تعاون من خلالها مع أبرز الملحنين على الساحة الفنية في مصر، من بينهم كمال الطويل ومحمد الموجي وبليغ حمدي ومحمد عبد الوهاب، ومن أبرز أغنياته "قارئة الفنجان، سواح، زي الهوا، وجبار" وغيرها، بالإضافة لقيامه ببطولة 16 فيلمًا سينمائيًا، كان أولها "لحن الوفاء" في عام 1955، وآخرها فيلم "أبي فوق الشجرة" في عام 1969.