عنف وجنس من أجل البقاء.. تقرير صادم عن وضع السوريات داخل معسكرات الأرامل

عنف وجنس من أجل البقاء..
عنف وجنس من أجل البقاء.. تقرير صادم عن وضع السوريات داخل معس

قالت صحيفة الجارديان البريطانية، إن الأوضاع في معسكرات الأرامل بسوريا أسوأ وعلى نحو قاس من المعسكرات العامة، مستندة إلى تقرير أصدرته منظمة «ورلد فيجن» العالمية الإغاثية، والذي أشار إلى أن النساء يجبرن على ممراسة ما يسمى بـ«الجنس من أجل البقاء».

وأشار التقرير إلى أن ما يقرب من 2.8 مليون سوري يعيشون في المخيمات المخصصة للمهجرين والنارحين داخليا في شمال شرق البلاد.

في حين تعيش النساء والأطفال في معسكرات نائية للغاية في شمال غرب سوريا، ويوجهون هناك أقصى مستويات العنف والاكتئاب، حيث ترغم بعض النساء على المشاركة في «الجنس من أجل البقاء»، حسبما كشف تقرير المنظمة.

ولفت التقرير إلى أن الأطفال في «معسكر الأرامل» وجدوا في حالة من الإهمال الشديد وسوء المعاملة والإجبار على العمل، بينما وصلت الأمهات إلى نقطة الانهيار نفسيا، مشيرا إلى أن ما يزيد على 80% من النساء يؤكدن أنهن لا يتلقين الرعاية الصحية الكافية، فيما عبرت 95% منهن عن مشاعر اليأس، كما أن نحو 34% من الأطفال أكدوا أنهم تعرضوا لشكل أو أكثر من أشكال العنف، بينما قال 2% إنهن تزوجن في سن صغيرة.

ونبه التقرير إلى أن عمل الأطفال يشكل مشكلة كبرى، موضحا أن 58% من الصبية و49% من الفتيات ممن تصل أعمارهم إلى 11 عاما أو أكبر، أجبروا على العمل.

ويوجد من بين الـ419 ممن أجرت معهم المنظمة مقابلات، واحدة من كل أربعة نساء أكدن أنهن شهدن انتهاكات جنسية في المعسكر يوميا وأسبوعيا أو شهريا، حيث يضم المعسكر عشرات الآلآف من النساء «العازبات» ومن بينهن مطلقات أو نساء فقدن أزواجهن، بينما قالت نحو 9% ممن أجبن على أسئلة المنظمة، أنهن تعرضن لانتهاكات جنسية.

وأكدت المنظمة أن النساء لا يسمح لهن بترك المعسكرات بحرية، ويعجزن عن البحث عن وظيفة مدفوعة الأجر أو إعالة أسرهن، في حين لا يوجد خيار أمام بعضهن سوى ممارسة ما يعرف بـ«الجنس من أجل البقاء» مع الحراس من الذكور ومديري المعسكر.

وقالت كاتبة التقرير الرئيسية أليكسندرا ماتى: «إننا نرى العالم يعبر وبحق عن تضامنه مع ضحايا الحرب في أوكرانيا، بينما تعهدت الحكومات بسخاء بأن تفعل كل ما في وسعها للوفاء بالاحتياجات الإنسانية هناك، ولكن الأرامل السوريات وأطفالهن، يستحقن المستوى نفسه من التعاطف والشفقة والالتزام»، مضيفة أن ألمهن ويأسهن وحاجتهن، ليست أقل من أي شخص آخر يفر من الحرب.

فاطمة، وهو ليس اسمها الحقيقي، أم لثلاثة أطفال في أحد هذه المعسكرات، تعاني من آلام مبرحة في الظهر، ولكن يتعذر حصولها على الرعاية الصحية، حيث قالت: «ليس لدينا خبز أو ماء، عندما يشتهى الأطفال الموز، فإني أطلب منهم أن يصبروا، فما باليد حيلة.. الماء والخبز أكثر أهمية من الموز»، مضيفة «الذهاب إلى الجبل لجلب الحطب من أجل التدفئة أو الطهي ليس آمنا للنساء والفتيات».

وتابعت «الذهاب هناك غير آمن على الإطلاق، وعلي أن اصطحب جارتي أو أي شخص معي حتى لا أذهب بمفردي، ولا أستطيع أن أرسل أطفالي بمفردهم، وليس معي أي شخص».

وهناك ما يقرب من 7 ملايين نازح سوري داخليا منذ اندلاع الصراع في 2011، في حين يعيش نحو 2.8 مليون فيما يقدر بـ1300 معسكر مخصص للنازحين في شمال غرب البلاد.

وتدار معسكرات الأرامل في إدلب وحلب من جانب المعارضة السورية والجيش التركي، وتعتبر الأوضاع هناك أسوأ وعلى نحو قاس من المعسكرات العامة، بينما تفتقر إلى الخدمات الضرورية، بينما وصفها عمال الإغاثة والمساعدات الإنسانية بـأنها أزمة صادمة والأسوء في التحديات التي تتعلق بالحماية، في حين جرى تقييد دخول المنظمات غير الحكومية لها.