كلاب البراري والمثليين.. هذه قصة جدري القرود واحذر علامة تؤكد الإصابة

كلاب البراري والمثليين..
كلاب البراري والمثليين.. هذه قصة جدري القرود واحذر علامة تؤك

أعلنت عدد من دول العالم عند تسجيل حالات إصابة بفيروس جدري القرود، وأولهم بريطانيا، وأيضا الولايات المتحدة، وكذلك ألمانيا وإيطاليا وفرنسا والبرتغال وإسبانيا.

وعلّقت الدكتورة آن ريموين أستاذة علم الأوبئة بجامعة كاليفورنيا، أن هذا هو أهم انتشار في تاريخ جدري القردة في نصف الكرة الغربي.

وقالت إن آخر مرة شهد فيها نصف الكرة الغربي تفشي مرض جدري القردة بهذا الحجم كانت في عام 2003، عندما حددت الولايات المتحدة 47 حالة.

وكان هؤلاء المرضى على اتصال بكلاب البراري الأليفة المصابة، ولم يمت أي منهم، ولكن خبراء الأمراض لم يحددوا بدقة كيف ينتشر الفيروس حاليًا.

وقال الدكتور أجام راو، المسؤول الطبي في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها "CDC": "يبدو أن ما نواجهه الآن هو على الأقل مجموعة فرعية من الحالات التي ليس لها أي تاريخ من السفر إلى إحدى تلك البلدان في إفريقيا، حيث يحدث فيروس جدري القرود بشكل طبيعي".

وأضاف أنه على الرغم من أن جدري القرود لا ينتشر بسهولة بين الناس، إلا أن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها تستعد للإعلان عن إصابات جديدة بالفيروس، وفق ما نقل موقع "nbcnews".

وتابع: "نقول للناس أن هذه مشكلة أو أزمة ناشئة.. ينتهي الأمر ببعض المشكلات الناشئة إلى أن تصبح حميدة في النهاية. وتتصاعد مشكلات أخرى، ولذا نطلب من الناس إبقاءها في قمة اهتماماتهم في الوقت الحالي".

ما هو جدري القرود؟

ينتمي جدري القرود إلى عائلة فيروسات الجدري، وتم تشخيص أول حالة إصابة في الإنسان عام 1970.

ومنذ ذلك الحين، تركزت معظم الإصابات في جمهورية الكونغو الديمقراطية ونيجيريا. وأبلغت الكونغو عن آلاف الحالات سنويًا، كما أبلغت نيجيريا عن أكثر من 200 إصابة و500 حالة مشتبه بها منذ عام 2017.

ويميل نوع جدري القرود الذي تم تحديده في الحالات الأخيرة في الولايات المتحدة وأوروبا إلى إحداث مرض أكثر اعتدالًا من الفرع الشائع الآخر للفيروس.

وقال راو: "كل سلالات الفيروس التي نعلم بوجودها من بين كل هذه الحالات التي حدثت في الأسبوعين الماضيين هي فصيلة غرب إفريقيا. فصيلة غرب إفريقيا من جدري القرود أكثر اعتدالًا بكثير من الكونغو.. هذه أخبار جيدة في ذلك، ونأمل ألا يكون هناك الكثير من الأشياء السيئة سريريًا التي تحدث للأشخاص الذين قد يصابون".

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يموت حوالي 1 في المائة من الأشخاص المصابين بالمرض.

وأضح المسؤول الطبي في "CDC" أن الأشخاص المصابين بفصيلة غرب إفريقيا يعودون إلى حياتهم العادية عندما ينتهي الأعراض.

كيف تُصاب؟

يمكن أن يصاب البشر بجدري القرود من الحيوانات، إما من خلال العض أو الخدوش أو تحضير اللحوم من الحيوانات البرية، وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض.

ويمكن أن يحدث الانتقال من شخص لآخر من خلال تبادل قطرات تنفسية كبيرة أثناء الاتصال وجهًا لوجه لفترة طويلة.

كما يمكن أن يُصاب الأشخاص عند الاتصال المباشر بسوائل الجسم، أو الآفات التي تتشكل أثناء العدوى، أو العناصر الملوثة مثل الملابس أو الفراش.

والعديد من الحالات المصابة حاليا في أوروبا بين الرجال المثليين، لكن جدري القرود لا يعتبر عدوى تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي.

وأكد المسؤول الطبي في "CDC أنه سيكون هناك حاجة لإجراء دراسات تتعلق بمحاولة عزل الفيروس عن السائل المنوي أو السائل المهبلي، وهناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به قبل أن نقول إنه يمكن أن ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي".


ما هي أعراض المرض؟

يبدأ جدري القرود عادةً بأعراض تشبه أعراض الأنفلونزا مثل الحمى والصداع وآلام العضلات والإرهاق. قد يصاب المرضى بطفح جلدي على وجوههم أو أجزاء أخرى من الجسم في غضون يوم إلى ثلاثة أيام من الحمى.

يمكن أن يبدو الطفح الجلدي مشابهًا لجدري الماء أو الزهري أو الهربس، ولكن السمة المميزة هي ظهور بثور مملوءة بالسوائل تسمى حويصلات على راحة اليدين.

وتظهر الأعراض في أي مكان من خمسة إلى 21 يومًا بعد إصابة شخص ما، ويتعافى معظم الناس بعد أسبوعين إلى أربعة أسابيع.

لماذا ظهر مجددا؟

وقالت الدكتورة آن ريموين أستاذة علم الأوبئة بجامعة كاليفورنيا إنه من المنطقي أن حالات جديدة من جدري القرود تستمر في الظهور، نظرًا لوجود مناعة أقل ضد فيروسات الجدري مما كان عليه قبل عام 1980، عندما كان الناس لا يزالون يتلقون لقاحات الجدري.

وأضافت: "ليس من المستغرب أن نرى العدوى نتيجة التعرض، بالنظر إلى أننا لم نعد نمتلك تلك المناعة التي اعتمدنا عليها خلال عصر القضاء على الجدري".

ولا يوجد علاج مثبت لجدري القرود، ولكن يمكن للأطباء علاج أعراضه، غير إن هناك بعض الأدوية التجريبية التي لم يتم اختبارها على نطاق واسع على البشر.

واختتمت: "لا أريد أن يشعر الناس بالقلق الشديد في الوقت الحالي وأن يغيروا سلوكهم كثيرًا".