النيابة حبست المتهم.. حكاية الطفلة حنين ضحية طلقة مجاملة من «مقروطة» في فرح ببورسعيد

النيابىة حبست المتهم..
النيابىة حبست المتهم.. حكاية الطفلة حنين ضحية طلقة مجاملة من

تركت مذاكرتها فجأة وسارت بخطوات سريعة نحو شرفة منزلها، شبّت بأصابع قدميها الصغيرتين لتتمكن من النظر إلى الأسفل، تأمل في اللحاق بمشاهدة ما يحدث، ولما لا، وتلك اللحظة تمر فيها زفة عروسين أسفل منزلها، تريد الطفلة الصغيرة «حنين» التسلية من أعلى، لكنها لم تكن تعلم أن ذلك سيكلفها حياتها، وستصبح ضحية أعيرة نارية طائشة من شباب قرروا الاحتفال بطريقة همجية، دون الوضع في الاعتبار أنها قد تؤذي أحدًا، أو بالأحرى تنهي عمره.

فجأة ودون سابق إنذار، قرر أحد الشباب في الفرح أسفل عقار الطفلة حنين مسعد الرزقي في شارع السواحل وعدلي بحي المناخ محافظة بورسعيد، أن يطلق عيارًا ناريًا، تعبيرًا منه عن سعادته بالمناسبة ورغبة في مجاملة صاحب الفرح، فرفع ذراعه وأطلقها في الهواء؛ لكن مسارها لم يكن العدم، بل جاءت طلقة الخرطوش في وجه الطفلة حنين، أصابت المسكينة وهي تشاهد الزفة في هدوء لا حول ولا قوة لها.

طلقة الخرطوش أصابت حنين في الوجه والرقبة والعين، وسقطت صاحبة الـ10 سنوات أرضًا في الحال، وسط صراخ وعويل من الأهل، وحاولوا إنقاذها بنقلها إلى أحد المستشفيات الخاصة، وأجريت أشعة لها ونقلت بعدها إلى مستشفى السلام التابع لمنظومة التأمين الصحي الشامل وهيئة الرعاية الصحية، وهناك خضعت للعلاج ثم غادرت المستشفى، ونُقلت إلى مدينة المنصورة وعرضت على طبيب آخر، لكن حالتها كانت تسوء كلما مر الوقت عليها.


والد الطفلة حنين: «قومي ماتسيبنيش أموت من غيرك»

داخل المستشفى كان المشهد الدرامي الذي أبكى الآلاف، الطفلة الصغيرة على سرير المرض تبكي ما تشعر به من آلام في جسدها، تذرف دموعها دون وعي منها، ووالدها يضمها إليه في لطف، ويمسك منديلًا يجفف به دموعها ويمرره على جبينها، ويقول لها بصوت يخالطه الدموع، «قومي يا حنين ماتسيبنيش أموت من غيرك».

عندما عادت الطفلة حنين إلى المنزل، رفضت الأكل والشرب، ولم يكن يمر من فمها إلى المعدة، وفقًا لحديث والدتها، حتى تحول جسدها إلى اللون الأزرق وسقطت فجأة، لتُنقل إلى المستشفى مجددًا، ويحاول الأطباء إنقاذ حياتها، لكن الأوان قد فات، وأمر الله نفذ، ولقت ابنة بورسعيد مصرعها متأثرة بطلقات الخرطوش التي اخترقت جسدها.

تشييع جثمان الطفلة حنين

في جنازة مهيبة شيعت محافظة بورسعيد جثمان الطفلة حنين، من مسجد الكبير المتعال إلى مثواها الأخير في مقابر بورسعيد، وسط حالة من الحزن والغضب بسبب انتشار البلطجة واستخدام الأسلحة المحرمة ومنها «المقروطة» التي تتطاير منها كرات الرصاص؛ لتصيب المحيطين بها بشكلٍ عشوائي، ما أدى لوفاة الطفلة.

والدة حنين: «كنت مستنياها تغسلني مش أنا اللي أغسلها»

والدة حنين تتحدث بقلب يتمزق من الألم، عن فقدان صغيرتها، «كنت مستنياها تغسلني مش أنا اللي أغسلها»، فالطفلة كانت بالنسبة لوالدتها الأخت والصديقة، لكن راح أمل الأم في ابنتها بسبب شاب طائش قرر مجاملة صديقه بعيار ناري، في ظاهرة غريبة.

حبس المتهم بقتل حنين 4 أيام

النيابة العامة أمرت بحبس المتهم وعمره 16 عامًا في واقعة الطلفة لإحرازه سلاحًا ناريًّا وذخائر، كما سألت والدَها فحدَّد شخص مَن أطلق العيار الذي أصاب ابنتَه من بينِ صبيةٍ كانوا بالزفاف، وبطلب تحريات الشرطة أسفرت عن تحديد شخص المتهم فأُلقي القبض عليه وبحوزته سلاحٌ ناريٌّ وظرفٌ فارغ لذخيرة من العيار ذاته، فاستجوبته النيابة العامَّة فيما نُسب إليه من اتهامات، وأمرت بحبسه احتياطيًّا أربعة أيام على ذمة التحقيقات.