دلالات زيارة الرئيس الأمريكي لمنطقة الشرق الأوسط

دلالات زيارة الرئيس
دلالات زيارة الرئيس الأمريكي لمنطقة الشرق الأوسط

يبدأ الرئيس الأمريكي جو بايدن جولة إلى الشرق الأوسط يزور فيها إسرائيل والمناطق الفلسطينية والسعودية،سيتم استقبال الرئيس الأمريكي، الذي يذكر كثيرًا صداقته الطويلة مع إسرائيل، من قبل رئيس حكومة تصريف الأعمال الحالية يائير لابيد. فقبل أسبوعين فقط، تنحى نفتالي بينيت، الذي دعا بايدن إلى زيارة إسرائيل، كرئيس للوزراء بعد انهيار حكومته الائتلافية. سيبدأ بايدن جولته في إسرائيل، وسيتوقف لفترة وجيزة في الضفة الغربية ثم يسافر مباشرة من إسرائيل إلى المملكة العربية السعودية.ويقضي بايدن يومين في القدس لإجراء محادثات مع القادة الإسرائيليين قبل لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الجمعة في الضفة الغربية المحتلة.

من إسرائيل إلى السعودية

ينصب الكثير من التركيز في إسرائيل على زيارة بايدن المخططة إلى السعودية. يأمل البعض أن يؤدي ذلك إلى بعض التقارب بين إسرائيل والمملكة. ولطالما أكدت السعودية أنها لن تطبع العلاقات مع إسرائيل حتى يتم إنشاء دولة فلسطينية ذات سيادة. ولكن مع عدم ظهور حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني في الأفق، يبدو أن هذا الموقف قد خفت حدته.
ونشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية يوم السبت الماضي (التاسع من تموز/يوليو 2022) مقال رأي بقلم بايدن بعنوان "لماذا سأذهب إلى السعودية؟"، أشار فيه إلى أنه سيكون أول رئيس أمريكي يطير مباشرة من إسرائيل إلى جدة في السعودية "كرمز صغير للعلاقات الناشئة وخطوات التطبيع بين اسرائيل والعالم العربي الذي تعمل إدارتي على تعميقه وتوسيعه"، على حد تعبيره.
وستمثل زيارة بايدن إلى السعودية تحولًا مثيرًا للجدل في سياسته. فخلال حملته الرئاسية، قال إنه يجب معاملة المملكة كـ"منبوذة" بسبب سجلها الحقوقي ومقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في 2018.ويشكل هذا اللقاء تراجعا عن موقف بايدن السابق الذي وصف السعودية صراحة بـ"الدولة المارقة"، وستراقب وسائل الإعلام كيف سيتصرف البيت الأبيض خلال الاجتماع، وإن كان سينشر صور اللقاء.ورغم الانتقادات الواسعة، فقد أكد مساعدو بايدن أن الرئيس سيفتح ملف حقوق الإنسان أثناء وجوده في السعودية.

أهم ملامح الزيارة

يقول مسؤولون إسرائيليون إن زيارة بايدن ستتضمن ما سموه "إعلان القدس" بشأن الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل. وقال أحد المسؤولين إن الإعلان المشترك "يتخذ موقفا واضحا وموحدا للغاية "ضد إيران وبرنامجها النووي وعدوانها في جميع أنحاء المنطقة" ويلزم الجانبين باستخدام كل ما يلزم للحد من "التهديد النووي الإيراني".
ومن المرجح أن يواجه بايدن أسئلة من إسرائيل ودول الخليج مثل السعودية والإمارات بشأن الحكمة من محاولات إحياء الاتفاق النووي الإيراني.


على الجانب الفلسطيني، يقدر الفلسطينيون استئناف العلاقات في عهد بايدن، لكنهم يطالبونه بإعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس، وإزالة منظمة التحرير الفلسطينية من القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية، والحفاظ على الوضع التاريخي الراهن في القدس، والحد من التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية.
وتمثل محادثات بايدن مع عباس أعلى مستوى من الاتصال وجها لوجه بين الولايات المتحدة والفلسطينيين منذ أن اتخذ الرئيس السابق دونالد ترامب نهجا صارما تجاه الفلسطينيين عند توليه منصبه في عام 2017.وتصاعد التوتر بين إسرائيل والفلسطينيين عقب مقتل الصحفية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبو عاقلة في مايو/أيار بعد أن اتهمت عائلتها الولايات المتحدة بمنح إسرائيل حصانة، وطلبت مقابلة بايدن خلال رحلته إلى المنطقة هذا الأسبوع.


وتأتي جولة الرئيس الأمريكي وسط عمق وتعقد عدة أزمات يسعى إلى السيطرة عليها.وكانت الحرب الروسية الأوكرانية قد أجهضت آخر الآمال الرامية إلى مستقبل سلمي أعقب نهاية الحرب الباردة قبل ما يزيد على 30 عاما، وبسبب تداعياتها الاقتصادية سوف يدفع بايدن ثمنا عندما تبدأ الانتخابات الأمريكية.كما أصبح الحد الفاصل بين أصدقاء أمريكا وأصدقاء إيران في الشرق الأوسط بؤرة ساخنة مرة أخرى، فإن تحول الوضع من التهديدات والمواجهة السرية إلى حرب شرسة أخرى، فسيكون الأمر خطيرا ومزعزعا للاستقرار في كل شيء، مثل حرب روسيا في أوكرانيا.